الخميس  19 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حماس تدير معركتها مع إسرائيل من تحت "الأرض" بـ"شبكة اتصالات سريّة"

2014-07-15 01:21:35 PM
حماس تدير معركتها مع إسرائيل من تحت
صورة ارشيفية

غزة-علا عطاالله/ الأناضول
 
"والآن معنا القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور محمود الزهار"، هذه العبارة التي يُلقيها مذيع قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس قد تبدو طبيعية في أي وقت، لكنها لا تبدو كذلك في الوقت الحالي، في ظل اختفاء قادة الحركة وغيابهم عن الأنظار جراء التهديدات الإسرائيلية باغتيالهم، واختيارهم كبنك أهداف لعمليتها العسكرية.
 
ولدقائق معدودة يتحدث القيادي، الذي تبحث إسرائيل عن رأسه، بأريحية كاملة في مشهدٍ يتكرر أكثر من مرة للقناة التابعة لحركة حماس في مشهدٍ قال خبراء فلسطينيون إنّه يعكس تطور المقاومة الفلسطينية، وحرب "الأدمغة" التي تقودها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في معركتها ضد إسرائيل.
 
ومساء أمس بثت قناة الأقصى كلمة متلفزة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، تحدث خلالها عن آخر التطورات السياسية.
 
ويقول عدنان أبو عامر الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنّ خطاب هنيّة من تحت القصف، يوزاي قوة المقاومة في ميدان غزة.
 
وأضاف أبو عامر في حديث لوكالة الأناضول أنّ المقاومة في غزة، وعلى وجه الخصوص كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس استطاعت أن تدير المعركة في الوقت الحالي بنجاح كبير.
 
وأضاف:" لا يغيب صوت قادة الحركة السياسين ولا العسكريين، للحركة، وتبث الرسائل من مكان لا يعمله أحد سوى المقاومة، وتعجز إسرائيل عن كشف ثغرة للوصول إلى الميدان الذي تدير القسام معركتها من خلاله، كل هذا دليل على التطور النوعي الذي تحققه المقاومة في الميدان".
 
وأكد أبو عامر أن التطور النوعي لكتائب القسام، والأداء العسكري والسياسي وصل لمرحلة متميزة من الدقة، وكشف عن قوة ما تملكه حركة حماس من بعد عسكري واستخباراتي.
وتابع:" الحديث لم يعد هنا عن تطور قدرات حماس القتالية فقط، وما تطلقه من صواريخ بعيدة المدى، بل هناك معركة تدور تحت الأرض، تقودها المقاومة في مواجهتها مع إسرائيل، ضمن شبكات سرية متطورة".
ويرى هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة أن تطور المقاومة في هذا المجال أربك إسرائيل، كثيرا، وعطلّ بنك الأهداف الذي حددته من معركتها الحالية.
 
ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت بمقتل 194 فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف حتى يوم الثلاثاء بحسب مصادر طبية فلسطينية.
 
وقال البسوس في حديث لوكالة الأناضول إنّ هناك اتصال بين القيادة السياسية في حركة حماس، وقيادتها العسكرية، في تحدٍ واضح لقدرات إسرائيل العسكرية والاستخباراتية.
 
وأضاف:" رسائل القسام التي تخرج، والكلمات التي يبثها المتحدث باسم القسام، الكلمات المتلفزة، اللقاءات على قناة الأقصى، هذا العمل كله من تحت الأرض، دليل على تطور المقاومة وامتلاكها لشبكة اتصالات داخلية سريّة تعجز إسرائيل عن اكتشافها".
 
وتبث قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وإذاعتها (الأقصى) المحلية من مكان مجهول، وتتواصل مع شبكة مراسليها في مختلف أنحاء قطاع غزة.
 
وأكد البسوس، أن هذه المنظومة الأمنية التي شكلتها المقاومة، كانت سببا في عدم استهداف إسرائيل لأي من قادة حركة حماس في المواجهة الحالية.
 
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نشرت الأربعاء الماضي، صورة لستة من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسام تحت عنوان، "بنك الأهداف المطلوب تصفيتها".
 
ويظهر في الصورة كلا إسماعيل هنية، وعضوي المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار وروحي مشتهى، وقادة المجلس العسكري لكتائب القسام، محمد ضيف، ورائد العطار، ومروان عيسى.
 
وقالت الصحيفة إن هنية، يمثل رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع، والشخصية الأبرز فيها بعد اغتيال مؤسسيها، الرنتيسي وأحمد ياسين.
 
ويختفي قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في قطاع غزة عن الأنظار تخوفا من التهديدات الإسرائيلية باغتيالهم.
 
وعلمت وكالة الأناضول من مصدر مقرب من حركة "حماس"، أن إجراءات أمنيّة مشددة اتخذها قادة الحركة، تحسبا للتهديدات الإسرائيلية باغتيالهم بدعوى الرد على إطلاق صواريخ من غزة على حيفا وتل أبيب والمدن الإسرائيلية.
 
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحركة منعت تحركات أبرز قادتها وفي مقدمتهم إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأعضاء المكتب السياسي للحركة (محمود الزهار وخليل الحية، وغيرهم من القادة).
 
وأشار المصدر إلى أن قادة الحركة، غيّروا أماكن مبيتهم وتواجدهم، إضافة إلى عدم ردهم على هواتفهم المحمولة.
 
ويتواصل قادة الحركة ضمن شبكة اتصالات داخلية سرية، متطورة يصعب اختراقها، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية.
 
وتقول مصادر إسرائيلية إنّ حركة حماس تملك شبكة اتصالات متقدمة جدا ، تسلمّتها من إيران تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات "حزب الله".
 
وينقل موقع "سكوب" الإسرائيلي عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم "سيلج" وهي من طراز شبكة الاتصالات "سي 2" مغلقة جداً من الناحية التكنولوجية، وتمكن المقاتلين من إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنّه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها.
 
ويقول الموقع إن حركة حماس بدأت في الأعوام القليلة الماضية، وبشكل سريع في الإلمام بالتكنولوجيا الحديثة، وتطوير شبكات الاتصال الداخلية على نحو يصعب اختراقه.