الحدث الثقافي
"ربما هي المرة الأولى التي يتنافس فيها فيلم سوري من إنتاج المؤسسة العامة للسينما (جهة رسمية) في مهرجان دولي مع فيلم إسرائيلي فرنسي، من خلال الفيلم الروائي الطويل الذي يحمل عنوان (الظهر إلى الجدار) للمخرج السوري أوس محمد، ويبدو أن مشاركة الفيلم السوري إلى جانب الإسرائيلي في المهرجان الدولي، مرت بشكل عابر بصمت وبلا تعليق يذكر حتى ليلة افتتاح عرضه الخاص في صالة سينما كندي دمر في دمشق، وبحضور رسمي تصدرته وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح، ومدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين"، بهذه المقدمة يقدم السينمائي والسيناريست سامر إسماعيل حديثه عن فيلم (الظهر إلى الجدار) بعد عرضه الأول.
وتابع إسماعيل: "الدبلوماسي الإسرائيلي إياد ديفيد، علق على المشاركة الإسرائيلية إلى جانب أفلام من الوطن العربي خاصة وأنه لأول مرة يشارك فيلم سينمائي إسرائيلي في مهرجان يقام في المغرب، وفاز بجائزة متميزة".
بدوره، عقب مراد شاهين، على الحدث في تصريحات إعلامية بقوله: "نحن بداية من غير المعقول والمقبول أن نتدخل في اختيارات المهرجانات، ونحن نشارك في تظاهرات فنية ثقافية لا تتم فيها لقاءات مباشرة مع أي فيلم مشارك في أقسام أخرى أو في القسم ذاته في المهرجان إذا نحن نعرض فيلمنا وندعو الأشخاص الذين نريدهم إلى عرضنا ولا يوجد لدينا أي احتكاك مباشر مع أي جنسية أخرى".
واعتبر شاهين أن الموضوع يندرج تحت هذا الباب، سيما وأن للمؤسسة مشاركات في مهرجانات كفالنسيا ومونبلييه ومهرجان القارات الثلاث ولوكارنو ومهرجان هامبورغ ومهرجان موسكو وكانوا موجوين هناك هذا من جهة، ومن جهة أخرى الغياب في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى غياب صوت معرفي وثقافي.
وأكد مدير عام المؤسسة العامة للسينما أن الغياب مرفوض لأهمية البحث عن حضور قوي في التظاهرات الثقافية ذات القيمة خارج سوريا، كي يصل صوت السوريين الموجودين في سوريا، وانعكاس هذا الصوت فنيا يكون بالأفلام التي هي مرآة المجتمع بشكل من الأشكال.
وشدد شاهين على أنه من غير المقبول أن يصنف هذا الموضوع تحت بند التطبيع، وتصنيف كهذا هو لغاية في نفس من كتبه، منوها أن سياسية المؤسسة المعمول بها منذ أكثر من 40 عاما تنص على الحضور شريطة ألا يقتسموا العدو المكان ذاته أو تحدث مواجهة مباشرة معه.
وفيلم الظهر إلى الجدار، يتناول حكاية "قصي" الدكتور الجامعي في كلية الإعلام الذي تتغير حياته بعد معرفته أن صديقه المقرب منذ أيام الدراسة والذي انقطعت أخباره منذ سنوات وقع في مشكلة كبيرة، فيحاول "قصي" مساعدته ومعرفة حقيقة ما جرى فعلا.
يذكر أن الممثل أحمد الأحمد نال جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم في مسابقة الفيلم الروائي الطويل (المسابقة الدولية) وجائزة أفضل ممثل في المسابقة العربية أيضا، في الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط 2021.