الحدث للأسرى
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال واصل خلال العام الجاري استهدافه لأطفال فلسطين بالاعتقال والتنكيل حيث رصد المركز (485) حالة اعتقال استهدفت القاصرين خلال النصف الأول من العام غالبيتهم من مدينة القدس.
الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز قال ان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي قيّدت سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة، وتتعامل معهم "كمشروع مخربين"، وتواصل استهداف الأطفال القاصرين من الجنسين، بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام والغرامات المالية الباهظة وتعريضهم لأبشع وسائل التحقيق النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات.
وبَّين الأشقر ان الاحتلال يبدأ التعذيب والتنكيل بالأطفال منذ اللحظة الأولى للاعتقال باقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، أو اختطافهم من الشوارع وعلى الحواجز، ويتعرضون لأشكال من التنكيل والاهانة بما فيها الضرب المبرح، توجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم، وترهيبهم، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم.
وأشار الأشقر الى ان حالات الاعتقال بين القاصرين ما دون الثامنة عشر وصلت خلال النصف الأول من العام (485) حالة، منهم (23) ما دون ال 12 عام، من بينهم الطفل محمد سنقرط (٩ أعوام) والطفل نور الحاج محمد (١٠ سنوات) من قرية المغير شرق رام الله، والطفل داود حجازي (١١ عاماً) من قرية العيساوية شمال القدس، والطفل قصي وائل جادو (١١ عاماً) من مخيم عايدة شمال بيت لحم، بينما اعتقلت الطفلة "جنين سلمان" 14 عاماً من مدينة النقب.
ووصل الأمر الى اعتقال الطفل "حمودي مصطفى عماش" الذي لا يتجاوز عمره عامين فقط على حاجز برطعة واقتياده إلى غرف التفتيش منفرداً بحجة أنه شتم الجنود المتواجدين على الحاجز وأفرج عنه بعد ساعة من الاحتجاز، كذلك احتجزت الطفل "يوسف سند كبها" البالغ من العمر (3 سنوات) فقط على حاجز عسكري جنوب جنين و أجبروه على خلع قميصه بحجة انه يحمل صورة بندقية قبل السماح له بالمرور.
وكشف الأشقر ان النصف الأول من العام الجاري شهد ارتقاء الطفل المعتقل "محمد عبد الله حامد" (16 عامًا) من بلدة سلواد في رام الله، بعد ساعات من اعتقاله، إثر إطلاق النار عليه وإصابته بجراح خطرة، واحتجز الاحتلال جثمانه لمدة 5 أيام قبل تسليمها لذويه.
ولم يتورع الاحتلال عن اعتقال أطفال مرضى حيث اعتقلت طفل مقدسي يعاني من أمراض في القلب والعمود الفقري بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وأطلق سراحه بعد يوم كامل من التحقيق، كذلك اعتقلت الطفل شمس الدين امين عازم 16 عاماً من قرية قريوت بنابلس بعد تقيده وإلقائه على الأرض علما انه يعانى من مرض بالسرطان.
وأضاف الأشقر ان المحاكم العسكرية للاحتلال واصلت خلال العام 2022 فرض الغرامات المالية الباهظة على الأسرى الأطفال، الأمر الذي يشكل عبئاً على ذويهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث وصل مجموع الغرامات المالية التي فرضت على الأطفال في محكمة عوفر فقط خلال النصف الأول من العام (160 ألف شيكل).
بينما أصدرت سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام العشرات من قرارات الحبس المنزلي بحق الأطفال بعد إطلاق سراحهم، وخاصه أطفال مدينة القدس.
وبين الأشقر ان سلطات الاحتلال ومنذ عام 1967 اعتقلت أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني، ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر عام 2000، اعتقلت نحو 19 ألف طفل، بينما بلغت حالات الاعتقال بين القاصرين منذ اندلاع هبه القدس في اكتوبر 2015 الى 9 آلاف طفل حيث صعد الاحتلال بشكل كبير خلال تلك السنوات من استهداف الأطفال، بينما شهد العام الماضي فقط 2021 ما يزيد عن 1300 حالة اعتقال لقاصرين.
ويبلغ عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال حتى نهاية يونيو 2022 ما يقارب 180 طفلاً، يقبع معظمهم في سجون عوفر ومجدو والدامون، حيث تقوم إدارة سجون الاحتلال بحرمانهم من أبسط حقوقهم والزج بهم في أماكن لا تصلح للبشر، ويذيقهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم، وحرمان من الزيارة والتعليم