الحدث الفلسطيني
القدس بوصلة السماء وبابها عنوان كل التائهين قبابها
بالقدس آيات الكتاب وسورة وبها رجال الله تحمي ترابها
بالقدس قبلة عاكفين لربهم ودمائهم ضيئت بها أسراجها
بالقدس مسجدها القديم وصخرة بالقدس معراج الحبيب لربها
بالقدس سر لم تقله لكائنٍ لكن من يعرفه هم احبابها
ومفاده أن العدو لطهرها ستجده يحرق حين يدخل بابها
القدس تعرف من أتاها طامعا ستراه تاه من الطريق بدربها
فالقدس طهر مائها وحجارة السور القديم تحيطها كحجابها
بالقدس جمع القائمين مرابطين وساجدين وراكعين بساحها
القدس ملهمة الكفاح وثورة وشعار من رفض الهوان وبيعها
القدس تعرف من أتاها عاشقا وبلهفة ستضمه أحضانها
ستجد بأن هوائها في جوها أو قطر ماء في ثنايا صخرها
وترابها اعشابها صوانها وطيورها أشجارها أزهارها
أو شارع في سوقها أو كعك قدس قد تسمسم جنبها أو سورها
أو صوت أجراس الكنائس أو آذان قبابها قد رحبوا بحبيبها
ستجده يشعر أنه في داره وكأن أهله أصبحوا هم أهلها
ستراه قد ألف القعود بظلها او حرها وتراه يشعر حبها
ستراه ينظر خلفه بعد الفراق مودعا في حسرة أطلالها
ستراه يرقب من بعيد قبة صفراء زادت من بهاء جمالها
حتى توارت في الحجاب كأنها شمس تتوق لنور من سيزورها
فإذا بنسمة صيف قدس قد أتت لتجفف الدمعات بعد نزولها
وإذا بها همسا تبوح بسره وتقول لا تبكي فيكفي بكائها
فالقدس تبكي مذ رحلت كأنها ولهى تنوح على فراق عشيقها
والحال فيكم واحد فعيونكم كشفت سرائر قلبكم بدموعها
قد جئت انشد عندك الحل الذي سيخفف الدمعات في اناتها
فرأيت أنك في الغرام كمثلها فالدمع في عينيك فسر دمعها
لا تعجبن هيام قلبك قلبها فالطهر في قلب الحبيب كطهرها
فانت ممن يسمعون ندائها او حين تبكي اغضبتك دموعها
كم كنت تفرح حين تشعر سعدها قد كنت ممن يحزنون لحزنها
قد كنت ممن يحرسون قبابها ويشم مسك نبيها وترابها
قد امنتك لسرها ولأنها رات الذي حبته فيك وحبها
فهنئت يا عشق اليبوس بحبها وشهادة لله كانت مهرها
فالان انت عريسها وحبيبها فاهنأ بجنات الخلود وسعدها