محلل سياسي: قرار الاحتلال تشكيل مليشيات من المستوطنين غطاء لإراقة الدماء المقدسية

الحدث- سوار عبد ربه

قال المحلل السياسي فخري أبو ذياب تعقيبا على إعلان الاحتلال تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين المتطرفين للقيام بمهام "أمنية" داخل القدس، إن المقصود بهذا القرار وجود ميليشيا يدها خفيفة على الزناد، لتحقيق رؤية المؤسسات الرسمية الإسرائيلية بالتطهير العرقي وقتل المقدسيين.

وأضاف أبو ذياب لـ صحيفة الحدث، أن هذا القرار يأتي في سياق "خشية دولة الاحتلال من عمليات القتل الكبيرة والإحراج أمام العالم، لذلك أرادت أن تضع في الواجهة عصابات من المستوطنين الحاقدين لتنفيذ رؤيتها وأهدافها".

وأعلنت وزارة جيش الاحتلال، وجمعيات استيطانية، وبلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، يوم الاثنين الماضي، عن تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين المتطرفين للقيام بـ"مهام أمنية" داخل مدينة القدس.

وبحسب الصحف العبرية، فإن واحدة من مهام هذه الميليشيات هي التدخل عند وقوع عمليات في القدس المحتلة والمستوطنات المحيطة بها.

ووفقا للمحلل السياسي أبو ذياب، فإن وضع المستوطنين بالواجهة بهذه الطريقة يهدف إلى المزيد من إسالة الدماء، والعقاب الجماعي، ولإشعار أهل القدس أن مدينتهم غير آمنة وتفتقر إلى الأمن والأمان، سيما وأن المستوطنين دون تسليحهم يتعاملون بوحشية مع المقدسيين، ويعتدون عليهم وعلى ممتلكاتهم بشكل مستمر.

ورأى أبو ذياب أن المرحلة القادمة ستكون قاتمة، وسيتحول الأمر في مدينة القدس إلى غابة، لأن الجهات الرسمية وإن أسرفت في انتهاكاتها بحق المقدسيين تبقى خاضعة لرقابة معينة، بينما لا يخضع المستوطنون لأي رقابة تذكر، واصفا قرار الاحتلال هذا بالبربري.

وبحسب المحلل السياسي هذا القرار مخالف لكافة المعاهدات والمواثيق الدولية، ويهدف إلى كسر شوكة ومعنويات أهل القدس، وإخافتهم للابتعاد والرحيل عن المدينة، أو الخضوع لمشاريع الاحتلال التهويدية.

وأكد أبو ذياب أن المقدسيين سيبقون كما هم، وعليهم العمل باتجاه الضغط على العالم والضغط الدبلوماسي لاتخاذ خطوات جدية لحماية أنفسهم من اعتداءات المستوطنين، منوها إلى أن المقدسيين جربوا في وقت سابق سياسية ما سمي بالقبضة الفولاذية والحديدية وكافة السياسات التي قام بها الاحتلال لكن ذلك لم يثنهم عن مدينتهم، ولم يقلل أعدادهم كما أراد الاحتلال.

وقالت بلدية الاحتلال إنه سيتم إطلاق نموذج تجريبي في الأيام المقبلة، وسيحصل المستوطنون المتطوعون على موافقة سريعة للحصول على أسلحة وبرامج تدريب، كما سيحصلون على شهادة من الشرطة ومعدات.

بدروها، حذرت فصائل وقوى فلسطينية من خطورة هذه الخطوة، داعية إلى تصعيد المقاومة الشعبية، للتصدي للمستوطنين.