الثلاثاء  19 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اتفاق "الشاطئ" للمصالحة..عام مر ولم تر بنوده النور

2015-04-23 02:06:01 PM
اتفاق
صورة ارشيفية

الحدث- علا عطالله
قبل عام، وفي مثل هذا اليوم، وقّعت حركتا فتح وحماس، على اتفاق للمصالحة، أنعش آمال الفلسطينيين، بإنهاء ما أحدثته سنوات الانقسام الفلسطيني (2007-2014)، من أزمات سياسية وإنسانية.
 
غير أن الاتفاق، الذي وُقع في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس حكومتها السابقة، إسماعيل هنية، في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، لم يرَ النور حتى اللحظة، وسط تبادل الاتهامات المستمر من قبل الحركتين بشأن تعطيل تنفيذ بنوده.
 
ورأى مراقبون فلسطينيون، أن أعواما أخرى قد تمر على اتفاق "الشاطئ"، دون تطبيقه على أرض الواقع.
 
ونص اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس على تشكيل حكومة وفاق فلسطينية لمدة 6 شهور ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
 
وفي 2 يونيو/حزيران، 2014، أدت حكومة الوفاق اليمين الدستوري أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غير أنها لم تتسلم أيا من مهامها في قطاع غزة.
 
وتقول حكومة الوفاق إنها لم تستلم مهامها في غزة بسب تشكيل حركة "حماس"، لـ"حكومة ظل"، في القطاع، وهو ما تنفيه الحركة.
 
وخلال العام الماضي، سادت لغة التراشق الإعلامي، وتبادل الاتهامات بين الحركتين، كان أكثرها حّدة، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، واتهام حركة حماس لرئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح "محمود عباس" بالتنصل من مسؤولياته تجاه القطاع.
 
وبدوره اتهم الرئيس محمود عباس، حركة حماس، بأنها تسعى إلى إقامة دولة في غزة، عبر مقترح هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وهو ما نفته الحركة، وقالت إنها لن تقبل سوى بإقامة مقترح "الهدنة"، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تفرّد إسرائيل في الضفة الغربية.
 
ويقول "طلال عوكل" الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية المحلية الصادرة في رام الله، أن غياب الإرادة السياسية، لدى حركتي "فتح" و"حماس"، ساهم في إبقاء الانقسام، وعدم تطبيق بنود المصالحة.
 
وتابع:" للأسف الوضع الفلسطيني الداخلي، ازداد تعقيدا، أمام إصرار الحركتين على مواقفهما وعدم التنازل والتراجع إلى الوراء ولو خطوة واحدة، خلال عام اكتفت الحركتان فقط بالتراشق الإعلامي فقط وتبادل الاتهامات، ولم يتم تنفيذ بنود المصالحة، حتى اتفاق القاهرة الأخير لم ينفذ من بنوده أي شيء، وقد تمر أعواما أخرى ونحن على هذا الحال".
 
وفي الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت حركتا فتح وحماس في القاهرة على اتفاق يقضي بتنفيذ كافة بنود تفاهمات المصالحة، بعد جلسات من الحوار دامت ليومين.
 
واتفقت الحركتان على تنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة، وتجاوز جميع العقبات التي اعترضت تطبيق بنوده.
 
وتنص التفاهمات، على" تمكين حكومة التوافق ووزرائها كل في مجال اختصاصه من العمل"، في مناطق السلطة الفلسطينية وبينها قطاع غزة، و"تذليل العقبات التي تعترض عملها وصولا إلى دمج الموظفين في كافة الوزارات".
 
كما أكد الطرفان، حسب التفاهمات، "دعمهما الكامل للحكومة في سعيها لإنهاء الحصار وإعادة العمل في كافة المعابر مع الجانب الإسرائيلي في قطاع غزة وعودة الموظفين العاملين في المعابر للقيام بمهامهم تسهيلا للمواطنين في تحركاتهم وفي تجارتهم وإدخال المواد المطلوبة لإعادة إعمار غزة".
 
ويقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إنّ حركتي فتح وحماس قامت بتوقيع اتفاق شكلي.
 
وأضاف أبو سعدة، إن الحركتين، أعادتا المشهد الفلسطيني الداخلي إلى الوراء، ولم يتم اختراق أي ملف.
 
وتابع:" للأسف ما يجري الآن، هو إدارة الانقسام، فتح في الضفة الغربية، وحماس في قطاع غزة، الأخيرة لا تزال تسيطر على مقاليد الحكم، المواطن لم يلمس أي تغيير، وما من حل في الأفق، أمام انسداد الحلول، وغياب الرؤية الواضحة لدى الحركتين".
 
ويرى وليد المدلل، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة (غ، أن قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007  المتضرر الأكبر من عدم تطبيق بنود المصالحة.
 
وأضاف المدلل، إن عدم تطبيق المصالحة لم يؤثر على المشهد السياسي، بل انعكس على الجانب السياسي.
 
وتابع:" عدم تسلم الحكومة للمعابر، أدى إلى تفاقم معاناة سكان قطاع غزة خاصة إغلاق معبر رفح البري".
 
ورأى المدلل، أن الخروج من الأزمة الراهنة يتمثل في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، من شأنها أن ترسم وفق قوله المشهد السياسي برؤية مغايرة.
 
وقال عباس آنذاك: "أتحدى حركة حماس أن ترسل برسالة مكتوبة لرئيس لجنة الانتخابات، حنا ناصر، بموافقتها على إجراء الانتخابات، وسأصدر مرسوماً رئاسياً في ذات اليوم".

لكن حماس ردت عليه، بقولها إن "إجراء الانتخابات تم التوافق عليه ضمن اتفاق المصالحة"، متهما إياه بالمسؤولية عن تعطيل إجراء عقدها. 

المصدر: الاناضول