الحدث- محمد غفري
لا يخفى على أحد تلك الأسباب الرئيسية التي ساهمت بفوز الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، بنتيجة كبيرة وغير متوقعة لأشد المتفائلين، فمن ابداعات المقاومة الفلسطينية وصمودها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وصولا إلى ما بذل من مجهود وعمل متواصل، على تلك المساحة الضيقة من أرض الوطن داخل حرم الجامعة.
لكن هناك "سلاح أزرق" جوهري استغلته الكتلة الإسلامية بالشكل الأمثل خلال الانتخابات، ليساهم إلى حد كبير في اقناع الطلبة وإدلائهم بأصواتهم لصالحها، على حساب بقية القوائم.. فما هو هذا السلاح ؟
يرى محاضر الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب، أن شبكات التوصال الاجتماعي، هي من حسمت نتيجة انتخابات مجلس بيرزيت هذا العام، واحتل الجزء الأكبر من الدعاية الانتخابية للكتل والقوائم حضورا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، جهات استخدمتها بذكاء كبير ودفعت إعلانات ممولة لإدارة "الفيس بوك"، وبالمقابل جهات استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي "بغباء" .
وأكد الخبير في شبكات التواصل الاجتماعي لـ"الحدث"، أن استخدم هذه الوسائل لا ينحصر فقط على محاولة الاقناع والتعبئة وإنما أيضا في استغلال هفوات الآخرين واللعب عليها، ونشر الأفكار والاستخدام الذكي لها، من مصطلحات وعناوين للمنشورات، وطريقة توظيفها وتجنيدها لأسباب وطنية وأيضا لأسباب دينية.
وتمتلك الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنشئتها قبل يومين فقط من الانتخابات بسبب إغلاق صفحتها القديمة، وسجلت عليها أكثر من 17 ألاف إعجاب حتى إعداد هذا التقرير.
واستشهد أبو الرب بمثال حول الجدل الذي حصل حول صورة الطالبة "لينا" وحملها لراية الكتلة، وأن الجدل حول هذه الصورة حسم إلى حد بعيد، فصفحات فتح والشبيبة استخدمت الصورة بشكل خاطئ، وبالمقابل استخدمت بمنتهى الذكاء من قبل عناصر حماس، عندما استخدمت كوسيلة لتعبئة الرأي العام وخصوصا الفتيات غير المحجبات.
وكانت الكتلة الإسلامية، قامت بتسجيل فيديو للطالبة لينا، توضح فيه لماذا اختارت حماس، ونشر هذا الفيديو في ساعة متأخرة من ليلة الانتخابات، وحقق أكثر من نصف مليون مشاهدة خلال ساعات قليلة.
واستطرد ابو الرب بالتذكير، أن الحركات الطلابية منذ عشرين عاماً تستخدم نفس الأساليب، من طباعة للمنشورات واليافطات الكبيرة وتوزيع عدد كبير من الرايات في ساحات الجامعة، وهذا أسلوب أصبح تقليدي، أما الأسلوب الجديد الذي استخدم بفعالية هذه السنة هو الاعتماد على وسائل الإعلام الاجتماعي.
وأضاف أبو الرب، أن هذه الوسائل تمتاز بالمرونة حيث توجه الرسالة الإعلامية من خلالها وبإمكان الطلاب أن يتابعوها في أي وقت، وبسهولة أكثر من التعرض الميداني الواقعي من خلال كسر كافة الحواجز بين الطلبة.
وجدد تأكديه أن حماس فازت في الانتخابات لأنها استخدمت هذه الوسائل بذكاء كبير، من خلال تشكيل رسائل بأسلوب ذكي، وتستقطب وعي الطلبة، وتكرز على خطاب المقاومة والدين.
وأضاف أن الكتلة الإسلامية نجحت في إزالة الشرخ بين انتخاب "فتح" كتيار علماني وانتخاب حماس كتيار ديني، لأنه من المعلوم أن من ينتخب فتح هم التيار العلماني، ومن ينتخب حماس هم التيار الديني، ونجاح حماس في استخدام مواقع التواص الاجتماعي كسرت من خلاله معادلة العلماني والديني، واستطاعت أيضا أن توظف العلماني بشكل كبير لصالح الديني، وهذا نجاح يجب أن يعترف به الجميع.
واستشهد ابو الرب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نجح في سباق الرئاسة إلى البيت الأبيض من خلال النجاح في استخدام وسائل الاعلام الاجتماعي، وكثير من الدراسات اختصت في الانتخابات الأمريكية وكيف أن أوباما فاز من خلال استقطاب الشباب على هذه الوسائل.
ومن المعلوم أن أشهر مواقع التواصل الاجتماعي هو موقع "الفيس بوك"، الذي يمتاز بلونه الأزرق، لذلك أطلق عليه هنا "السلاح الأزرق".
وكانت الكتلة الإسلامية فازت يوم أمس الأربعاء بانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، بحصولها على 26 مقعدا، وفي المقابل حصلت الشبيبة الطلابية التابع لحركة فتح على 19 مقعداً، والقطب الطلابي المحسوب على الجبهة الشعبية 5 مقاعد، وكتلة تحالف بيرزيت للجميع مقعد واحد.