الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حرب يحاصر الملك ويقتله يوميا

2015-04-24 04:03:17 PM
حرب يحاصر الملك ويقتله يوميا
صورة ارشيفية

 

الحدث- لندا جبيل 
حان الوقت.. صوت رنين عال يدوي في المكان.. يستعد الجميع للمغادرة.. يوضبون أغراضهم ويعتلون حقائبهم لينطلقوا واحدا تلو الآخر، هذا هو حال طلبة المدارس حينما يحين انتهاء المغادرة.
منهم يشعر بالجوع والبعض الآخر بالتعب، يتوجهون بهذا الجوع والتعب قاصدين منازلهم، ليلقى كل منهم مبتغاه،  أما عمر حرب (16 عاما) يعتلي حقيبته السوداء، ويقف مستعدا للمغادرة من مدرسته الهاشمية بمنطقة البيرة، لينطلق متلهفا، ليس لبيته كالآخرين إنما ليمارس لعبته التي يفضلها منذ 10 سنوات.. الشطرنج.
حرب يصل مركز مصادر التنمية الشبابية الذي يبعد عن مدرسته بضع أمتار مناديا بأعلى صوته (يلا يا محمد حضرلي حالك، اليوم راح ينكش الكنج تبعك)، ليرد محمد مسرعاً (يلا خلينا نشوف مين فينا راح يكش التاني).
يجلس حرب وبمقابله محمد، بسط لوحة الشطرنج (الرقعة) المقسمة لـ64 مربعا من لونين بحيث يكون كل مربع من لون وبجانبه مربع من اللون الآخر (غالباً الأبيض والأسود)، يملك كل لاعب 16 حجراً، تتحرك كل منها باتجاهات محددة، بحسب الأصول.
بدأ الحماس بتحريك حرب للحجر الأبيض خطوة أمامية واحدة، يقابلها خطوة للحجر الأسود من قبل محمد، ويستمر كل منهم بتحريك حجره واحدا ويليه الآخر، وبكل خطوة يزداد الحماس وعمق التفكير لزيادة صعوبة اللعبة في كل حركة عما قبلها.
يمضي الوقت ويكاد كل من حرب ومحمد بالاقتراب شيئاً فشيئاً من النهاية، إلا أن يقترب حصان محمد من ملك حرب وبينهم أربع خطوات قائلاً محمد "كش ملك يا معلم"، لم يبقى حينها أمام حرب سوى التفكير بتركيز أعمق لإنقاذ ملكه، ليستغرق من الوقت ما يكفي ليختبر ما يمكن أن يقدم عليه محمد في الخطوة التالية، وبالفعل يتمكن من إنقاذ ملكه،ولكن عاد محمد بخطوته التالية مردداً وهو مبتسم "يلا حبيبي كش ملك كمان مرة"، بدأت علامات اليأس تظهر على وجه حرب وهو ينظر إلى محمد المبتسم وهو يردد بكلمات تكاد تستفز حرب، وأخذ يبحث عن طريقة لإنقاذ ملكه للمرة الثانية، إلا أن حرب استغرق 15 دقيقة وهو يفكر ولم يجد أي مخرج، وبهذا استطاع محمد هزيمة حرب في هذا اليوم، وأخذ يصرخ حرب قائلاً "لأ ما حدا بيقدر يغلبني هاي لعبتي". وإذا بيد تمتد على كتف حرب وسماع صوت يهمس قائلاً "يلا يما قوم اتأخرت على المدرسة".
هكذا روى حرب عشقه للعبة الشطرنج، الذي وصل به أن يمارسها حتى في منامه، واعتاد أن يلعبها بشكل يومي، حيث يشعر بأن شيئاً ينقصه إذا مضى عليه يوما دون أن يلعبها.
ويقول حرب إنه اعتاد منذ عام 2006 أن يقصد مركز المصادر الشبابي لمؤسسة البيرة بشكل يومي، ليعود إلى المنزل دون أن يكون لديه أي مانع في مشاركة أخيه بلعبها من جديد، ومنذ ذلك الوقت كان من الصعب أن يتغلب عليه أحداً من  خصومه، ويعرف حرب بلقب "لعيب الشطرنج" في المؤسسة.

ويضيف أنه حصل على المركز الثاني في مسابقة لعبة الشطرنج على مستوى محافظة رام الله والبيرة والقدس أثناء مشاركته بمخيم صيفي عام 2009، وكانت المسابقة بين مؤسسة شباب البيرة وشباب القدس.