الأحد  22 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في الصفحات الإخباريه على مواقع التواصل الإجتماعي| بقلم: نبهان خريشه

2022-08-16 03:15:21 PM
في الصفحات الإخباريه على مواقع التواصل الإجتماعي| بقلم: نبهان خريشه
نبهان خريشه

افرج جهاز المخابرات في نابلس مؤخرا، عن مراسل موقع "فلسطين بوست" الاخباري على مواقع التواصل، مجاهد طبنجه بعد اعتقاله لـ 4 ايام، على خلفية عمله في صفحات في وسائل التواصل،  التي تنشر انطلاقا من غزه..    

الى هنا فإن الخبرعادي في العصر الفلسطيني الحالي غير العادي، فالمخابرات في الضفه الغربية، تعتقل مراسلا يعمل في موقع اخباري، تصنفه على انه يتبع حماس للتحقيق معه عن قنوات تمويله، وغيرها من القضايا التي تكافحها المخابرات،  تماما كما تعتقل اجهزة امن حماس في غزة صحفيين وغيرهم، بتهمة "التخابر مع رام الله"، ولكن ما هو ليس عادي في هذا الخبر، أن يصف أحدهم نفسه على انه صحفي، يعمل في "صفحه إخباريه" على مواقع التواصل، لأن هذه المواقع صممت لأغراض التواصل الاجتماعي، وليس لأغراض صحفيه إخباريه، كما أنني أيضا لم أجد عند بحثي في الشبكه العنكبوتيه، عن "فلسطين بوست" موقعا الكترونيا إخباريا بهذا الإسم!!  

وهنا لا بد من طرح السؤال: ما مدى مصداقية ما ينشر من اخبار او تقارير اعلاميه في وسائل التواصل ؟  

إن مقاييس مضمون اي موضوع، في وسائل التواصل الاجتماعي، تعتمد على التفاعل، بمعنى عدد مرات مشاركته، وإبداء ألإعجاب به، وليس على مدى دقته، أو تحري الصدق فيه، ما يسمح لهذا النهج بانتشار العناوين الجاذبة " للنقر"، والمبالغة والمعلومات الخاطئه على نطاق واسع، آخذين بعين الإعتبار أيضا أن وسائل التواصل الاجتماعي، هي منصات وليست دورا للنشر، أومطبوعات صحفية، مما يعني أنها لا تتحمل نفس المسؤوليات القانونية، التي تتحملها وسائل الإعلام التقليدية. 

مجلة "ساينس" نشرت تقريرا أعده باحثون من معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" في الولايات المتحدة، تناول 126 ألف موضوع على التويتر، بين عامي 2010 و 2021 ، خلص إلى أن الأخبار الكاذبة تنتشر أسرع من الحقيقية،، وقال التقرير إن 3 ملايين شخص، أعادوا تغريد قصصا إخبارية غير صحيحة، أكثر من 4 ملايين و 500 ألف مره. 

قضية طبنجه تثيرسؤالا آخر، ألا وهو من هو الصحفي؟        

الصحفي بإختصار هو الشخص الذي يعمل على جمع المعلومات، وينشرها في وسيلة الاعلام التي يعمل بعد تحري دقتها، بهدف خدمة الجمهور ويتقاضى أجرا معينا لقاء عمله.

الا أن  طبنجه ليس صحفيا بمعيار النظام الداخلي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، الذي يفيد أن " الصحفي هو العضو فيها، الذي يتخذ من الصحافة مهنة ومورد رزق أساسيا، ويعمل في مؤسسة إعلامية (صحف، مجلات، محطات إذاعة و تلفزة، ووكالات أنباء) تعنى بالحصول على المعلومات وتحريرها وبثها أو نشرها، ويشمل هذا التعريف: المحررين، المراسلين الصحافيين، المصورين الصحافيين، رسامي الكاريكاتور، المدققين اللغويين، مذيعي ومقدمي ومعدي ومخرجي الاعمال والبرامج التلفزيونية والاذاعية المختلفة" ...

وبغض النظرعما إذا كان طبنجه صحفيا أم لا، فهو مواطن له حقوق ينص عليها القانون الاساسي الفلسطيني، والحقوق التي تكفلها اتفاقيات حقوق الانسان الدوليه، التي وقعت عليها السلطة الفلسطينيه..

وبغض النظر ايضا عما اذا كان طبنجه عضوا في نقابة الصحفيين ام لا، فإنه يتوجب عليها الدفاع عن حرية التعبير عن الرأي، والضغط على الحكومه لإلغاء القوانين الطارده لهذه الحريه وتعديل تلك التي تكرسها ..