الخميس  19 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"تدمير البيوت" في غزة...إسرائيل تبحث عن انتصار بين الأنقاض

2014-07-16 12:13:44 PM
صورة ارشيفية


تهدف إلى إرهاب أهالي قطاع غزة نفسيا، وإحداث أكبر قدر ممكن من الرعب في نفوسهم.
 الحدث-غزة-علا عطاالله
لا تتوقف الطائرات الحربيّة الإسرائيلية عن استهداف وتدمير بيوت الفلسطينيين في مختلف أنحاء قطاع غزة، في خطوة يرى مراقبون فلسطينيون أنّها "متعمدّة، لتنفيذ أهداف سياسية ونفسية تحاول إسرائيل فرضّها على أرض الواقع.
وكثفّت مقاتلات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، سلسلة غارات كثيفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، أدت إلى تدمير أكثر من 35 منزلا فلسطينياً.
وتعمدّ الجيش الإسرائيلي في الساعات القليلة الماضية، استهداف منازل عائلات تنتمي لفصائل المقاومة، وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كما وأجبر آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم، وتفريغ بعض المناطق الحدودية، شرق وشمال قطاع غزة، تمهيدا لـ"تكثيف الغارات في تلك المناطق".
وتشير مراسلة الأناضول في غزة، إلى أن إسرائيل، تطلق صاروخا، يسمى "تحذيري"، على المنزل الذي تنوي استهدافه، ثم تقصفه بعد مرور فترة زمنية لا تتجاوز الدقيقة الواحدة.
وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي، اليوم الأربعاء أنه تم إلقاء منشورات تحذيرية تطالب سكان حيي الشجاعية والزيتون، شرقي غزة، بالإضافة إلى سكان بلدة بيت لاهيا (شمال) بإخلاء منازلهم، تمهيداً لقصفها.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "المناشير (المنشورات) تطالب سكان حييْ الشجاعية والزيتون بالتوجه نحو وسط مدينة غزة، وعدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر".
وهذه السياسية كما يؤكد "هاني حبيب"، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله، تهدف إلى إرهاب أهالي قطاع غزة نفسيا، وإحداث أكبر قدر ممكن من الرعب في نفوسهم.
وأضاف حبيب في حديث لوكالة الأناضول:" هي تريد من خلال قصف المنازل، وتدميرها أنّ تؤلب الرأي العام على المقاومة في قطاع غزة، وأن يشعر الأهالي بالحنق والغضب أمام كل هذا التدمير، والنزوح ".
غير أن حبيب توقع فشل هذه السياسة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، مؤكدا أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة يحتضنون المقاومة أكثر من أي وقت مضى.
واستدرك:" الإنجازات التي تحققها المقاومة، تدفع الفلسطينيين لاحتضانها، حتى لو دفعوا ثمنا غاليا يتمثل في استهدافهم، وتدمير بيوتهم، فثمة إجماع شعبي على أن ما تفعله إسرائيل من انتهاكات يجب أن يقابله رد".
ويشنّ سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت بمقتل 205 فلسطيني وإصابة أكثر من ألف حتى يوم الأربعاء بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة بتدمير 600 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 1494 بشكل جزئي،وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.
وتريد إسرائيل من سياسة تدمير البيوت وهدمها، كسب الرأي العام الإسرائيلي الداخلي، كما يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي.
وقال مجلي في حديث لوكالة الأناضول إنّ إسرائيل تلجأ إلى سياسة تدمير المنازل، للبحث عن انتصار تسوقه للرأي العام الإسرائيلي الداخلي.
وأضاف:" في ظل عجزها عن استهداف المقاومة، وإيقاع خسائر في صفوفها، فإنّ الحكومة الإسرائيلية  تلجأ إلى سياسة تدمير البيوت، وقصفها، لإرضاء أحزاب اليمين، والإيحاء للشارع الإسرائيلي بأنه تم القضاء على المقاومة".
ولم تتمكن إسرائيل حتى اللحظة من قنص ما تصفه بـ"الصيد الثمين"، وتتواصل القيادات السياسية والعسكرية للمقاومة وفق شبكة من الاتصالات السرية الداخلية المتطورة وفق تأكيد مراقبين.
ويرى وليد المدلل، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة (مركز بحثي غير حكومي)، أن يجري من استهداف للمنازل قد تزداد قسوته في الساعات القليلة القادمة، هو لردع حركة حماس، وإيلام أكبر عدد من العائلات كي تقبل بالمبادرة التي قدمتها لمصر للتهدئة بين إسرائيل والمقاومة.
وأضاف المدلل في حديث لوكالة الأناضول:" إسرائيل تسعى لردع الفلسطينيين، ومعاقبتهم لاحتضانهم المقاومة، كما أنها وسيلة للضغط على حركة حماس بأن الرسالة القادمة ستكون أكثر عنفا ودموية، من أجل القبول بمبادرة مصر للتهدئة".
وكانت مصر، أعلنت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أمس الإثنين، عن مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما وافقت عليه إسرائيل، ورفضته حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وأجنحتهما العسكرية ( القسام، وسرايا القدس)، الذين واصلوا قصفهم للبلدات والمدن الإسرائيلية بعشرات الصواريخ.
وأكد المدلل أن سياسة الإرهاب والردع التي تتخذها إسرائيل تجاه قطاع غزة، لن تنجح، فالشعب الفلسطيني قادر على الصمود، رغم حجم الدمار الكبير، وسيبقى محتضنا للمقاومة أكثر من أي وقت مضى".
ولفت إلى أن إسرائيل تحاول تصوير قطاع غزة، كمكان مدمر خالٍ من الحياة، لإظهار أن جيشها تمكن من ضرب المقاومة والقضاء عليها.
ومن بين المنازل الفلسطينية المستهدفة أمس منازل: القيادي في "حماس" محمود الزهار جنوبي مدينة غزة، وعضوي المجلس التشريعي الفلسطيني إسماعيل الأشقر، وجميلة الشنطي، ووزير الداخلية في حكومة غزة السابقة فتحي حماد شمالي قطاع غزة.
وتسمع أصوات انفجارات متلاحقة على فترات قصيرة في جميع أنحاء قطاع غزة، ناتجة عن الغارات الإسرائيلية المتواصلة، التي تستهدف المنازل والبيوت لليوم العاشر على التوالي.