الحدث الثقافي
"مخبأة فى وعاء فخاري، مختومة بالشمع، مدفون فى قلب قصر مهدم وسط رماد إمبراطورية. قصة تنتظر أن تُروى"، ملخص الرواية الخامسة عشر للكاتب الهندي الأصل سلمان رشدي، والتي ستبصر النور مطلع العام القادم.
وتدور أحداث الرواية في الهند، البلد الذي انقطع رشدي عن الكتابة عنها مدة 10 أعوام، لصالح كتابة روايات تدور معظم أحداثها في أمريكا.
وتتناول الرواية قصة طفلة يتيمة (9 سنوات) يقع الاختيار عليها من الربة بافارتي التي تعني في اللغة السنسكريتية "بنت الجبل"، وتمثل في الديانة الهندوسية الحب الأمومي والإخلاص، لتقوم بمهمة خاصة تغير مسار الماضي والحاضر والمستقبل، وللقيام بها تمنحها الآلهة بارفاتي قدرات تتجاوز بشريتها المحدودة، ليتاح لها التحدث إلى العالم وإيصال رسالة بعينها إليه.
وفي الرواية يكون بوسع الطفلة أن تشيد مدينة بأكملها من حفنة بذور، تجعل أسوار ومباني وحدائق وناس وحيوانات الهند ترتفع، كما أن الطفلة في الرواية تُستخدم كوسيلة لتحقيق حلم المرأة بمنحها حقوق متساوية في عالم أبوي.
وعن الرواية قال مدير النشر في "جوناثان كيب" ميشال شايفتن إنها "صيغت ببراعة على غرار ملحمة قديمة عن الحب والمغامرة والأسطورة، وهي في حد ذاتها شهادة على قوة سرد القصص. إنها رواية بديعة غنائية وجذابة عن السلطة وغطرسة الحكام".
وكان رشدي وقع على رسالة رفقة كتاب ومفكرين من الهند، عبروا فيها عن قلقهم إزاء تدهور حالة حقوق الإنسان في بلادهم، متوجهين بها إلى رئيسة الهند دروبادي مورو، الأمر الذي دفع إلى الربط بين رسالة رواية "مدينة النصر" وما تحمله من معان عن الحرية والحق في الحياة، والرسالة الموجهة إلى رئيسة الهند، كما أسهم رشدي في كتابة تصورات عما كانت عليه الهند وما يجب أن تكون عليه وكيف أصبحت الآن.
ومن المتوقع أن تصدر "دار بنغوين راندوم"، ضمن إصداراتها في فبراير (شباط) 2023 باللغة الإنجليزية، رواية "مدينة النصر"، على أن تتبعها الترجمة الألمانية في أبريل (نيسان) من العام ذاته عن "دار بنغوين فيرلاغ".
وفي رصيد رشدي 14 رواية، بينها رواية "أطفال منتصف الليل" الحاصلة على جائزة البوكر عام 1981، و"آيات شيطانية" التي كادت أن تتسبب في مقتله مطلع الشهر الحالي، بعد أن أقبل شاب لبناني أمريكي على إطلاق النار عليه، تطبيقا لفتوى الإمام الخميني الذي أهدر دمه بذريعة أن روايته مسيئة للدين الإسلامي، كما زعمت مواقع التواصل الاجتماعي.