الأربعاء  04 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| "زعيم المهربين" في جسر الكرامة يدرس إمكانيات التهريب عبر مطار رامون

2022-08-24 01:45:11 PM
خاص|
أرشيفية

خاص الحدث

لا زال النقاش حول السفر من خلال مطار رامون، يأخذ طابعا سياسيا، وقد اتضحت الصورة يوم أمس أكثر بإعلان منسق أعمال حكومة الاحتلال غسان عليان عن أن الفلسطينيين سيسافرون عبر المطار في إطار ما قال إنها "تسهيلات". وهو أمر ترفضه السلطة الفلسطينية وإن كان هذا الرفض يصدر حصرا من وزارة المواصلات التي تصدرت مشهد الرفض، وقد يكون هذا السبب في تصريح مسؤول رسمي أردني لوسائل إعلام أردنية عن عدم رضى الأردن من ما أسماه صمت السلطة.

وبعيدا عن هذا الجو السياسي البحت، هناك من بدأ بالبحث عن مصادر تهريب جديدة، هذه حقيقة قد تبدو غريبة، لكن عندما تكشف الإحصائيات عن مئات الملايين شهريا يتم تهريبها من خلال جسر الكرامة، وخاصة تهريب الدخان، فهنا لا يدور الحديث عن شيء عابر يمكن للمهربين ومن هم مستفيدون من التهريب تجاوزه. والمفارقة، أن هناك من بدأ يدرس إمكانية التهريب عبر مطار رامون، هذا ما يجري تداوله في أوساط المهربين على الجسر، ويمكن لكل مسافر من هناك أن يستمع لهذه النقاشات ويتعرف على هموم مجموعة المهربين ومن يديرهم.

يوم أمس عبرت إلى الضفة الغربية من الجسر، استمعت لهذه الأحاديث كما لو أنها تجري في عالم مواز للبعد السياسي. أحد المهربين أخذ يتساءل مستنكرا وممازحا صديقه: تخيل لو أن لنا نقابة مهربين، لنظمنا إضرابا هنا، ومنعنا قضية السفر عن رامون. رد صديقه: "اه بدها نقابة، وفلان (مسؤول في الجسر) بيكون النقيب، التهريب بالنسبة إله خط أحمر، وأهم من كل الأبعاد السياسية للسفر عبر مطار رامون أو غيره.

بسهولة وبدون أي محاولة معقدة للاستكشاف يمكن الاستماع إلى أكثر القضايا خطورة على شكل مناقشات ومزاح وتندر وتهكم وأحيانا حسرة، هكذا يبدو جو النقاش العام على جسر الكرامة، وهذا بكل الأحوال يعبر عن واقع تهريب متجذر ومترسخ ويدار من أشخاص متنفذين، أُشير لهم في النقاش بالأسماء والألقاب. أحد المهربين قال: كيف سيكون حال زعيم الجسر!. بالفعل يبدو الجسر أرضا خارج سياق كل القوانين، له "ملك" ورعية وجيش من المهربين.

الوارد أعلاه لا يعني بأي حال من الأحوال الترويج إلى السفر عبر مطار رامون، أو حتى إصدار موقف في هذا الاتجاه، فالكل يعلم أن الأردن شكلت وتشكل حاضنة للفلسطينيين والسفر من خلالها أولى. لكن وبالعودة إلى تصريح المسؤول الأردني عن صمت السلطة، لا بد أن تعرف الجهات الرسمية الفلسطينية أن عليها مراعاة غضب الأردن الذي يشكل لنا جسرا آمنا سياسيا وجغرافيا وتاريخيا، وأن تلتفت أيضا لغضب المهربين في الجهة الفلسطينية من الجسر، فقد ينفذوا إضرابا محرجا لها، وقد يشكلوا نقابة، وقد يصبحوا جسما "شرعيا" منحته عمليات التهريب المنظمة والمسكوت عنها منذ سنين، انطباعا بأنه يدير تجارة قانونية واقتصادا وطني.

المهربون غاضبون، زعيم المهربين غاضب، عندما أعود المرة القادمة مسافرا عبر جسر الكرامة سأقدم للمهربين اقتراحا عمليا، هو أن يطلبوا الاجتماع بالجهات الرسمية، وأن يقعنوا مسؤوليهم من الجهات الرسمية أن يذهبوا معهم إلى الاجتماع. سأقول لهم نيابة عن الجميع: لا أحد يتفهم مطالبكم كما الحكومة، لا أحد يتفهمكم كظاهرة أكثر من الحكومة، لكن خذوا معكم "زعيم المهربين" فإن له تأثير كبير.