الحدث- الأناضول
ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب نيبال صباح أمس السبت، إلى 1394 قتيلا، بحسب مسؤول أمني محلي.
وذكر المسؤول الشرطي "يوفراج خادكا"، أن فرق الانقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال جثث 1394 شخصا من تحت الانقاض، معربا عن خشيته من احتمال ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من ذلك، بحسب قوله.
وفي وقت سابق اليوم ذكر وزير الإعلام النيبالي "ميناندرا ريجال"، أنه لم يتم التمكن من الوصول إلى بعض المناطق المتضررة في البلاد، مشيرا إلى أن بلاده بحاجة للمساعدة، وإنهم ينتظرون دعما من الهيئات الدولية ذات القدرة على التعامل مع مثل تلك الكوارث.
وأوضحت السلطات أن عددا كبيرا آخر لا يزال محاصرا تحت أنقاض المباني المدمرة في الزلزال، الذي وصف بأنه الأقوى في نيبال منذ أكثر من 80 عاما.
وقال مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر ضرب المنطقة الواقعة بين العاصمة، كاتماندو ومدينة بوخارا.
وشهدت نيبال زلزالا تابعا بقوة 6.6 درجة، و18 هزة ارتدادية، بقوة 4.4 درجة على الأقل.
وكان مركز الزلزال على عمق 11 كيلومترا فقط تحت سطح الأرض، ما تسبب في حدوث أضرار كبيرة. ووصل تأثير الزلزال إلى الدول المجاورة، حيث قتل 35 شخصا في ولاية بهار الهندية، وانهارت العديد من المباني، وقُتل شخصين في بنغلاديش، و6 أشخاص في التبت، بالإضافة إلى مقتل 10 أشخاص في جبل "إفرست"؛ بسبب انهيار جليدي وقع نتيجة للزلزال، وإصابة 30 شخصا، ولم يتم الإعلان بعد عن جنسيات الضحايا.
وأغلقت العديد من الطرق أمام حركة المرور في نيبال؛ نتيجة لتضررها من الزلزال، وتعطلت خدمات الهاتف، كما أُغلق مطار العاصمة الدولي أمام رحلات الطيران.
ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تشهد منطقة الزلزال أمس، واليوم أمطارا شديدة وعواصف.
وأعلنت الحكومة النيبالية حالة الطوارئ؛ نتيجة الكارثة التي تعد الأكبر التي تتعرض لها البلاد منذ ثمانين عاما.
وقال شهود عيان: "إن بعض القرى سوّيت تماما بالأرض، نتيجة الزلزال والانهيارات الأرضية التي تسبب بها".
وتسبب الزلزال في انهيار معابد وأماكن تاريخية، في البلد التي تعتمد في دخلها بشكل كبير على السياحة. حيث انهار برج "دارهرا" التاريخي المسجل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي كان يبلغ ارتفاعه 62 مترا، ويُعتقد أن عددا كبيرا من الأشخاص محصورون تحت أنقاضه. كما انهار القصر الملكي الكبير. وتضررت بشكل كبير المباني التاريخية التي لم تتدمر بعد، وظهرت بها تصدعات كبيرة.
وشهدت نيبال زلازل كبيرة قبل ذلك، حيث قتل 12 ألف شخص، في زلزال بقوة 8.2 درجة ضرب البلاد عام 1934، وتسبب في تحويل ثلثي نيبال إلى خراب. وفي عام 1988 ضرب زلزال قوي منطقة بهار، متسببا في مقتل حوالي ألف شخص في نيبال وإصابة 16 ألفا، ومقتل 282 شخصا في الهند.
المساعدات الدولية:
وبدأت العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم في إرسال المساعدات الإنسانية وطواقم الإنقاذ إلى نيبال لمساعدته في التغلب على أثار تلك الكارثة الإنسانية.
وفي هذا السياق أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها بصدد إرسال طاقم إسعافات أولية وإنقاذ، مع مساعدات بمليون دولار إلى المنطقة، كما أرسلت الهند العديد من الطواقم المختلفة، إلى جانب مستلزمات طبية ومستشفى ميداني.
كما سترسل باكستان مستشفى ميدني مكون من 30 سريرا، وطواقم طبية، وكلاب مدربة على مثل هذه الكوارث، ومساعدات غذائية، وطبية، و200 خيمة، و600 بطانية، وذلك على متن طائرة شحن.
ومن جانبها أعلنت النرويج أنها ستتقدم بمساعدات قيمتها 3.9 مليون دولار للسلطات النيبالية، كما تعهدت دول ألمانيا وأسبانيا وفرنسا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات أيضا لشعب نيبال.
هذا وأوضحت "إيرينا بوكوفا" المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، أنهم سيتقدمون بمساعدات لنيبال من أجل مساعدتها على ترميم المعابد التاريخية والمباني في وادي "كاتماندو" التي تأثرت جراء الزلزال.
وفي سياق متصل تقدمت إيران بتعازيها للحكومة النيبالية وشعبها في ضحايا الزلزال، بحسب "مرضية أفخم" الناطقة باسم خارجيتها، في تصريحات تلفزيوينة أدلت بها، أمس السبت.
ومن جانبه هاتف "علي أصغر أحمدي" رئيس الهلال الأحمر الإيراني، نظيره النيبالي "رانتا داخوا"، وأكد له استعداد بلاده الكامل لتقديم المساعدات اللازمة لنيبال للتغلب على أثار تلك الكارثة.