الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب.. ندوة بعنوان واقع المسرح الفلسطيني قبل النكبة

2022-09-18 09:18:03 PM
على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب.. ندوة بعنوان واقع المسرح الفلسطيني قبل النكبة
جانب من الندوة تصوير: إيهاب عاروري

الحدث- سوار عبد ربه

عقدت وزارة الثقافة الفلسطينية، مساء اليوم ندوة بعنوان واقع المسرح الفلسطيني قبل النكبة، على هامش فعاليات معرض فلسطين الدولي الثاني عشر للكتاب.

وتحدث في الندوة كل من: أ.د سيد علي من مصر، وفتحي عبد الرحمن، وأدارها شمس الدين عصيدة.

واستهل عصيدة حديثه بالتعريف في أهمية عنوان هذه الندوة التي تعود لجملة من الأسباب أبرزها أنه يرد على إنكار النقاد ومعظمهم العرب، أن هناك مسرح فلسطيني قبل النكبة، كما أنه عنوان مقاوم سيما وأن المشاركين في الندوة مقاومون من الطراز الأول لأن كلا منهم يقاوم في مجاله وميدانه.

وقال المخرج المسرحي فتحي عبد الرحمن، إن موضوع المسرح الفلسطيني شاق لأنه مليء بالعقبات والمصاعب والظروف القاسية التي يمر فيها العاملون في المسرح، وشيق لأنه مقياس ومؤشر للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في كل الأزمان.

وعن أشكال الفرجة السائدة في فلسطين قبل المسرح بصيغته الغربية المكتملة، أوضح عبد الرحمن أنها كانت تتمثل في: صندوق العجب، الحكواتي، وغيرها من الأشكال التي كانت تتنقل بالمدن والريف بشكل واسع.

وبحسب المخرج المسرحي، أصبح المسرح بشكله الغربي المتقدم عندما انتقل عن طريق رواد المسرح وهم مارون النقاش وأبو خليل القباني، الذين قدموا أول التجارب المسرحية المتبلورة.

وفي فترة الحكم العثماني كان المسرح يقع تحت سلطة الدولة وإرادتها وقوانينها، ففي الفترات التي كان يحكم فيها رجالات دين وولاة منفتحين كانت تسهل عملية تقديم العروض المسرحية، في حين أن العملية كانت تصعب فترة حكم الولاة المتشددين، الذين كانوا يصدرون قرارات بتحريم المسرح، وكان ذلك في لبنان وسوريا وفلسطين، الأمر الذي أدى إلى هجرة النقاش والقباني إلى مصر التي كانت أكثر انفتاحا.

وتطرق عبد الرحمن في مداخلته إلى كثرة الإرساليات التبشيرية والمدارس الأجنبية في فلسطين، ودورها في صياغة المسرح بشكله الغربي في فلسطين، لأن الهدف الأساس عندهم كان نشر الثقافة واللغة لبلدانهم، حيث كانت تقدم تلك المدارس نهاية العام الدراسي مسرحيات إما يكتبها كتاب معروفين، أم المعلمين.

وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين، كثرت الجمعيات وكان أحد أبرز اهتماماتها تقديم مسرحيات في مناسبات مختلفة، بهدف جمع تبرعات لدعم شيء إنساني، كما كانوا يدعون، وفقا لعبد الرحمن.

وبحسب المخرج المسرحي، نشأة الصحافة في فلسطين بوقت مبكر ووجود مثقفين وأدباء أسهم في اعتماد الفرق المسرحية عليها.

ولم يكن في فلسطين مباني مخصصة لتقديم العروض المسرحية، بل كان يجري 1لك في المدارس التي كانت تخصص قاعات لهذا الغرض، إلى جانب النوادي والمقاهي.

وأحد أبرز الأماكن التي احتوت الأعمال المسرحية وفقا لعبد الرحمن كانت مدرسة روضة المعارف الوطنية في القدس، التي قال عنها إنها جامعة للثقافة والفنون والآداب، لأنها احتوت على تمثيل مسرحي وغناء ورقص وأناشيد وتمثيل، واستطاع المعلمون فيها كتابة نصوص مسرحية وتمثيلها داخل مدينة القدس، وزارها الممثلون والفنانون من الدول العربية من كل حدب وصوب.

ومن أبرز الملاحظات على المسرح الفلسطيني آنذاك وفقا للمخرج المسرحي هو أن الفرق لم تكن ثابتة، حيث كانت تقدم الفرقة أعمالا معدودة ثم تحل وتتشكل غيرها، كذلك مشاركة المرأة في المسرح الفلسطيني كانت محدودة، والممثلات عددهن قليل لذا كان الرجال يغطون أماكنهم بتمثيل أدوار نسائية.

من جانبه، قال سيد علي كاتب كتاب المسرح في فلسطين قبل النكبة، إن هدفه من المشاركة في الندوة هو حرب الروايات، التي يتقنها الكيان الصهيوني كثيرا، أمام الرواية الفلسطينية، والذي يلعب لعبة تغيير الحقائق ليس فقط في فلسطين بل في الوطن العربي كاملا.

وبرهن علي على ذلك من خلال الكتاب الذي أصدره شامويل مورييه رفقة فيليب ساجروف، "الجهود اليهودية في المسرح العربي"، حيث جاؤوا بنص مسرحي حول بغداد مكتوب بيد ابراهام دنينوز اليهودي في الجزائر واستطاعوا بروايتهم وكتابهم تغيير الحقائق التي تقول إن مروان النقاش هو رائد المسرح العربي منذ عام 1947، وكتابهم هذا صدر عام 1996.

وتابع: بسبب هذا الكتاب، بدأت جميع المراجع والكتب، تكتب على أن أساس المسرح ليس مارون النقاش بل أبراهام دينينوز في الجزائر، لذا بدأت أنبش في هذه النقطة وأثبتت الكذبة.

وعرج علي على أقدم الأماكن التي كانت تقدم المسرح في فلسطين، وهي المقاهي، ثم الجمعيات الفلسطينية ثم المدارس، وأهمها مدرسة الفرير، السليزيان، والفرندز، ومدرسة روضة المعارف الوطنية.

وعن أهمية مدرسة روضة المعارف الوطنية قال إنها كانت مقر لأمين الحسيني يعقد يعقد فيها اجتماعاته ومؤتمراته، كذلك كان فيها قاعة عبارة عن مجلس شعب لفلسطين، والمؤتمر الإسلامي الأول عام 1932 عقد في قاعة هذه المدرسة، كذلك كان فيها أول مرصد فلكي في فلسطين، وأول عداد كهرباء يدخل القدس كان لتلك المدرسة، وأول مياه عبر المواسير مدت لهذه المدرسة، وأول معمل كيميائي كان فيها، وأول فريق لكرة القدم سمي على اسمها، وأول فرقة كشفية كانت من مدرسة روضة المعارف.