السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الثقافة" تعقد ندوة بعنوان القدس نص الرواية والتعليم والتهويد اللغوي

تزامنا مع إضراب المدارس الفلسطينية في القدس

2022-09-19 09:58:30 PM
المتحدثون في الندوة تصوير: إيهاب عاروري

الحدث الثقافي

عقدت مساء اليوم ندوة حول القدس نص الرواية والتعليم والتهويد اللغوي على هامش معرض فلسطين الدولي الثاني عشر للكتاب.

وشارك فيها كل من: جميل السلحوت، ديمة السمان، ومفيد عرقوب الذي أدار الندوة.

وقال مفيد عرقوب إن هذه الندوة جاءت للكشف عما يدبر للقدس في غفلة من العرب والمسلمين، وتواطأ مع المتخاذلين، فالقدس تتعرض لهجمة شرسة مسعورة  من اقتلاع بشري وتهويد جغرافي، وتهويد لغوي، وطمس حضاري.

بدورها قالت الكاتبة المقدسية ديمة السمان إن المجتمع المقدسي نجح في الإضراب الذي خاضه اليوم احتجاجا على تحريف المنهاج الفلسطيني في القدس اليوم بنسبة 95%، وقال كلمته بوضوح وصراحة، وهي عدم القبول بالمنهاج الإسرائيلي، ولا المنهاج الفلسطيني المحرف والمزور، والذي بتر منه كل ما له علاقة بالانتماء الوطني.

وأضافت: الاحتلال يعمل على تحريف المناهج وأسرلة التعليم بهدف تحقيق السيادة والسيطرة على المجتمع، وذلك خلال ترويض الجيل الجديد، الذي سيتسلم الراية ليقود مجتمعه بثقة إلى نهاية النفق حيث التحرير.

وعم الإضراب الشامل، اليوم الإثنين، مدارس القدس المحتلة، رفضا لمحاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فرض المنهاج الاسرائيلي وما يحتويه من تزييف وتحريف للرواية التاريخية.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت في بيان مشترك أولياء أمور القدس، ومدارس القدس للالتزام بالإضراب، وطالبت المؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها ومنع تغول الاحتلال وأذرعه التنفيذية على مدارس القدس، لحماية المؤسسات التعليمية في المدينة والطلبة.

وجددت موقفها الثابت والرافض لكافة محاولات فرض المنهاج المزيف أو المستحدث على الطلبة في جميع المدارس على اختلاف مرجعياتها الأكاديمية، وأنها لا تقبل إلا المنهاج الفلسطيني لتعليم الطلبة.

وتسلسلت السمان خلال مداخلتها التي ألقتها في الندوة، في تاريخ أسرلة المناهج التعليمية فور احتلال القدس عام 1967، فسيطر على المدارس الحكومية القائمة في القدس المحتلة، واستبدل مناهجها الأردنية بإسرائيلية، فزور التاريخ وفرض روايته الصهيونية التي تخدم أهدافه الاحتلالية.

وتصدى المجتمع المقدسي بجميع أطيافه ومكوناته لهذه الخطة، منطلقا من قناعاته بخطورة أسرلة المناهج على المستويين التعليمي والثقافي، رافضا أن يدرس أبناءه مناهج الاحتلال، فسحب أبناءه من المدارس وتم العمل على فتح مدارس الأوقاف الاسلامية، التي احتضنت الطلبة المقدسيين جنبا إلى جنب مع المدارس المقدسية الوطنية الأهلية والخاصة، مما اضطر الاحتلال على إعادة المناهج الأردنية إلى المدارس التي سيطر عليها، وأصبحت تعمل تحت إدارته وذلك بعد أن أصبحت مدارسه خالية من الطلبة، وفقا للكاتبة.

وترى السمان أن المجتمع المقدسي حقق نجاحا كبيرا من خلال وقفته المشرفة الرافضة للعبث بعقول أبنائهم، وتشويش إدراكهم واحتلال وعيهم، فالخطوة التي قام بها المقدسيون ما حركها ودعمها سوى الثقافة الوطنية التي تم زرعها في كل خلية تنبض داخلهم.

وأردفت: عام 2000 درس الطلبة الفلسطينيون المناهج الفلسطينية لأول مرة في تاريخ الوطن، فاحتفل الشعب الفلسطيني بهذا الانجاز الذي يحمل الخصوصية الفلسطينية، ويقدم الرواية الفلسطينية من منظور وطني، كما أنه وحد جناحي الوطن بخطاب تعليمي ثقافي واحد.

وفي حينها، جن جنون الاحتلال وشن حملات تحريضية على مستوى دولي ضد المناهج الوطنية معتبرا اياها تحريضية  تؤثر سياسيا على عملية السلام، وتبث الكراهية والعنف داخل الطلبة الفلسطينيين، وأثرت هذه الحملات على المجتمع الدولي وحول المبالغ التي رصدها لتمويل طباعة كتب المناهج إلى تمويل الدراسات والأبحاث حول المناهج الفلسطينية لمعرفة ان كانت فعلا تحريضية، بحسب الكاتبة.

وأشارت الكاتب إلى أن الاحتلال وصل إلى قناعة بأنه لن يستطيع فرض المناهج الإسرائيلية على مدارس القدس، خاصة وأن القوانين تكفل لأولياء الأمور الحق في اختيار المناهج التي يرون أنها الأنسب لأبنائهم، وتتناسب مع ثقافتهم ومعتقاداتهم، إلا أن الاحتلال لم ييأس، ففي كل عام دراسي جديد يبتدع أساليب مختلفة، محاولا تطويع المجتمع المقدسي، فكثف هجماته المسعورة على المدارس الوطنيةـ مهددا بإغلاقها، وعمل على إعادة كتب المناهج الفلسطينية وبتر كل ما له علاقة بالانتماء الوطني، واستبدالها بـ أدوات أخرى تخدم أهدافهم الاحتلالية، والتطبيعية ووزعها على المدارس المقدسية، وهدد من لا يتعاطى مع الكتب المزورة بسحب تراخيصها وإغلاقها.

من جهة أخرى، كثف الاحتلال استهدافه للمراكز والمؤسسات الثقافية والوطنية إذ زاد عليها الأعباء المالية من خلال الضرائب والغرامات المختلفة، مخططا لوصولها إلى مرحلة الإفلاس، ومن جهة أخرى عمل على تطوير المراكز الثقافية التي يديرها، ويضع لها الأجندات المختلفة لتقيق أهدافه وعلى رأسها التطبيع، وتحمل هذه المراكز اسم المراكز الجماهيرية، وفقا للسمان.

في سياق متصل، أوضحت الكاتبة أنه على مستوى المناهج الاسرائيلية التي يدرسها الاحتلال لأبنائه، فقد أتقن ربط الثقافة العنصرية والفوقية مع التربية والتعليم من خلال الأنشطة المختلفة التي تكرس الكراهية ضد كل من هو ليس يهودي، واستعانوا بالقصص والقصائد الشعرية التي تظهر صورة الفلسطيني العربي أنه سيء شكلا ومضمونا.

وفي ختام مداخلتها دعت السمان كل من يمتلك أداة إبداعية أن يحسن استخدامها لتكون رسالة إنسانية وطنية فمن لا يتقن توجيه الرسالة وتسخيرها لصالح الوطن والإنسان فليحتفظ بها لنفسه كي لا يتحمل وزرها.

من جانبه، قال  الباحث الجامعي مفيد عرقوب إن التهويد اللغوي هو تغيير الحقائق اللغوية على الأرض، ومن المفهوم أن تغيير الحقائق اللغوية يؤدي إلى استخدام مفاهيم وأسماء ومصطلحات غريبة ودخيلة على اللغة العربية، وتخدم ثقافة وسياسة المحتل وصولا إلى زعزعة الذاكرة الفلسطينية وكي الوعي الفلسطيني للإجهاز على الكيان الفلسطيني.

وحول دوافع التهويد اللغوي والعقلي في مدينة القدس أوضح عرقوب أن اليهود يعتبرون القدس رمز الاستعلاء والتفوق العرقي على بقية الشعوب لأنهم يعتبرون أن القدس هي مجمع أنبياء اليهود وملوكهم وقادتهم عبر التاريخ ويرون أنفسهم في القدس بأنهم شعب الله المختار.

ومما زاد من أمية القدس ومن هالة القداسة المضروبة حولها هي المقولات و الأساطير التوراتية وعلى رأسها أن الرب قد دخل القدس وصلى فيها وأقام خيمته فيها ودعا أبناءه إلى طاعته وعدم عصيانه، وفقا لعرقوب.

وأشار الباحث إلى أن الاحتلال استند على برامج تربوية وعسكرية صاغتها عقول الحركة الصهيونية لتلقينها إلى جيل من الشباب المندفعين بالحمية الدينية والعصبية العنصرية، وليكتمل مشهد التهويد اللغوي والعقلي في مدينة القدس فقد لجؤوا إلى تغيير الأمكنة في مدينة القدس، بتغيير أسمائها واستبدالها بأسماء عبرية ابتداء من اسم مدينة القدس ومقدساتها فلا يكاد مكان في القدس إلا وطالته يد التهويد اللغوي للوصول إلى قطف رأس فلسطين.