الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اقتحام وطقوس تلمودية في المسجد الأقصى.. ما الذي يجب أن نعرفه عن ما يجري؟

2022-09-26 10:56:44 AM
اقتحام وطقوس تلمودية في المسجد الأقصى.. ما الذي يجب أن نعرفه عن ما يجري؟
مستوطنون يقتحمون المسجد الاقصى

خاص الحدث

اقتحم عشرات المستوطنين اليوم الاثنين المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ورافقت ذلك مواجهات مع المصلين والمرابطين داخل المسجد، الذين حاولوا التصدي لانتهاكات المستوطنين، وقد جرى اعتقال عدد منهم والاعتداء عليه. 

التوقيت: 

جاءت هذه الاقتحامات تزامنا مع الأعياد اليهودية، حيث يبدأ اليوم عيد رأس السنة اليهودية، وينتهي يوم غد الثلاثاء، ودعت جماعات الهيكل إلى أكبر حشد من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية المتمثلة بالصلوات والسجود الملحمي والنفخ في البوق. 

سماح حكومة الاحتلال لممارسة هذه الطقوس في المسجد الأقصى جاء بعد مشاورات أمنية أجراها قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين، لكن الأهم هو أن دعوات المستوطنين جاءت قبل الانتخابات الإسرائيلية بشهر تقريبا، وتحاول كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية وخاصة الموجودة في الائتلاف الحكومي استمالة جمهور المستوطنين من أنصار التيار القومي الديني والذي أصبح يتوسع ويتمدد جماهيرا في السنوات الأخيرة. 

ما قبل الاقتحامات: 

خلال الأيام الماضية أعلنت شرطة الاحتلال عن رفع درجة التأهب في القدس، ونشرت أعدادا كبيرة من قواتها في القدس ومحيط المسجد الأقصى، وذلك لحماية اقتحامات المستوطنين وتمريرها بشكل سلس. واتخذت كذلك إجراءات بحق المقدسيين من ضمنها منع من تقل أعمارهم عن سن الـ 40 من الوصول للأقصى. 

وفي الأسابيع الماضية أصدرت قوات الاحتلال أوامر إبعاد بحق عشرات المرابطين والناشطين المقدسيين بذريعة منع التحريض والمواجهات في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، وشنت حملة اعتقالات واسعة، واستدعت مرابطين وأسرى محررين وقامت بتهديدهم والضغط عليهم بهدف منعهم من ممارسة أي نشاط وطني. 

وبالإضافة لذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال أرسلت رسائل لحركة حماس في قطاع غزة عبر الوسيط المصري، حذرتها فيها من القيام بأي عمل عسكري، وتحديدا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لأن ذلك سيواجه برد إسرائيلي عسكري ووقف لما تطلق عليه حكومة الاحتلال التسهيلات وعلى رأسها تصاريح العمل بالداخل المحتل. 

تجاوز للخطوط الحمراء: 

خلال اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى قاموا بالنفخ في البوق على أبواب المسجد الأقصى، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الاقتحامات، وارتدى بعضهم لباس الكهنة، وهو لباس توراتي يقود من يرتديه الصلوات في المسجد الأقصى على اعتبار أنها صلوات في الهيكل المزعوم. 

هذه الإجراءات والطقوس غير المسبوقة من طرف المستوطنين، ترافقت مع اعتلاء شرطة الاحتلال لأسطح مصليات المسجد الأقصى، وإلقاء قنابل الغاز والصوت باتجاه المصلين، وقص مدخل باب المئذنة، وإخراج المصلين من المسجد، وهو ما اعتبره مراقبون تكريسا للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى. 

ردود أفعال: 

أدانت الرئاسة الفلسطينية ما يجري في المسجد الأقصى، وحذرت من أن ذلك سيؤدي إلى انفجار الأوضاع. بينما دعت حركة حماس إلى النفير لمواجهة اعتداءات واقتحامات المستوطنين في المسجد الأقصى. 

حركة الجهاد الإسلامي دعت لتفعيل عمليات الطعن والدهس، وذلك على لسان القيادي فيها داوود شهاب. أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أكدت على ضرورة تفعيل الوحدة الميدانية وإشعال النار في وجه الاحتلال ومستوطنيه. 

خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري اعتبر أنه من غير المعقول ترك المقدسيين يواجهون اقتحامات الأقصى لوحدهم، وقال إن على الجميع التحرك نصرة للمسجد الأقصى بما في ذلك الشعوب العربية والإسلامية.

طقوس.. ومفاهيم 

تهتم جماعات الهيكل في الأشهر الأخيرة بتكريس الصلوات العلنية في المسجد الأقصى والطقوس الأخرى مثل السجود الملحمي، لاعتقادها أنه لا يمكن تنفيذ بعض وصايا التوراة بدون إقامة "الهيكل" المزعوم الذي يسبقه بالدرجة الأولى إقامة المعبد، وحتى تقيم المعبد لا بد من إقامة العبادة في المكان والتي تتمثل في الصلاة، لذلك فهي بعد أن حققت هدف الاقتحام تسعى اليوم إلى تحقيق هدف الصلاة.

كانت جماعات الهيكل في تسعينيات القرن الماضي، جماعات هامشية، بل وكانت هلامية غير واضحة الملاحم. اليوم دخل جزء كبير من أهدافهم إلى الحياة السياسية لدى الاحتلال، فبعد تحقيق هدف الاقتحام، حصلوا مؤخراً على قرار بالصلاة في الأقصى. 

ساهم عضو الكنيست يهودا غليك في توحيد هذه المنظمات في هيئة واحدة تعمل على تحقيق الأهداف بطريقة استراتيجية، وساعده في ذلك أعضاء كنيست الاحتلال جلعاد أردان وميري ريغيف.

وفق مزاعم جماعات الهيكل، يُمنع الانحناء فيما يعرف بـ"السجود الملحمي" إلا في مكان واحد هو المسجد الأقصى، والمقصود بهذا السجود هو الركوع الكلي بحيث تصبح الذراعين والساقين بشكل مستقيم على الأرض.