الحدث - سجود عاصي
نظم صباح اليوم الاثنين موظفو وأساتذة جامعة بيرزيت وقفة احتجاجية داخل مبنى الإدارة، التي اتهموها بالتنكر لمطالبهم وعدم سعيها لأي حوار جدي معهم، وقد تخلل ذلك ضرب على أبواب إحدى القاعات التي اجتمعت فيها إدارة الجامعة بمعزل عن موظفيها وأساتذتها المحتجين.
مضربون.. بعضهم نقل للمستشفى
نقابة العاملين في جامعة بيرزيت تواصل لليوم الـ 28 على التوالي، تعليقها الشامل للدوام، ولليوم الثامن على التوالي في الإضراب المفتوح عن الطعام، ويوم أمس نقل أحد الموظفين المضربين عن الطعام، وهو وسيم صالح إلى المستشفى، وقد حملت النقابة إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة عن حياته.
خلال الأيام الماضية ساء الوضع الصحي لعدد من المضربين عن الطعام، ومنهم من جرى فحصه داخل الجامعة، وآخرون خارجها، فيما ترى نقابة العاملين أن خطوة الإضراب عن الطعام جاءت بعد فشل كل محاولات التوصل لحل، ورفض إدارة الجامعة لكل المقترحات التي قدمتها شخصيات وهيئات من داخل وخارج الجامعة.
الجوع.. والثمن الكرامة
الأكاديمية رولا أبو دحو قالت لـ"صحيفة الحدث"، إن النقابة تخوض إضرابها المفتوح عن الطعام في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس الجامعة خارج فلسطين، رغم سوء الأوضاع داخل الجامعة، وفي ظل التنكر الواضح لحقوق العاملين والتنصل من الاتفاقيات. مشددة على أن الإضراب الذي تخوضه النقابة "من أجل الحقوق والكرامة".
الموظفون المضربون
يخوض 12 أكاديميا وموظفا من جامعة بيرزيت إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 19 أيلول 2022 في إطار الإجراءات النقابية التصعيدية هم: سامح أبو عواد، ابتسال يوسف، لينة ميعاري، وسيم صالح، وجدي سعيد، أمان صايج، ياسر عمرو، عبد حمارشة ورافي عصفور من الهيئة الإدارية للنقابة، ورولا أبو دحو، عبد الرحيم الشيخ وعلي نخلة من الهيئة العامة للنقابة.
ما هي مطالب النقابة؟
في 28 آب 2022، أعلنت نقابة العاملين في جامعة بيرزيت، إضرابها الشامل، والمستمر حتى اليوم 26 أيلول، وذلك بعد تنصل إدارة الجامعة لمطالب وحقوق العاملين، بحسب نقابة العاملين، التي أكدت أن إدارة الجامعة لا تلتزم بالقوانين والاتفاقيات الموقعة منذ عام 2016.
عضو الهيئة الإدارية في النقابة أبو عواد، أكد في لقاء مع "صحيفة الحدث"، أن إدارة الجامعة تنصلت من تنفيذ المطالب المتفق عليها منذ عام 2016. مشيرا إلى أن هناك مماطلة ورفضا للالتزام بالاتفاقيات الموقعة وكذلك بأنظمة وقوانين الجامعة من قبل إدارة الجامعة.
وأضاف أبو عواد: طالبنا بالالتزام باتفاقية الكادر الموحد الموقعة في جامعة الخليل عام 2016، والحفاظ على التأمين الصحي داخل الجامعة، وهو تأمين تحاول الجامعة إعاقته بكل الوسائل وإفشاله وهو ما نرفضه بشكل مطلق، ومن مطالبنا تفعيل مبدأ المحاسبة على كل المستويات من أصغر إلى أكبر موظف في الجامعة، ومن يخالف الأنظمة والقوانين يجب أن يحاسب، وهناك قضايا تتعلق بالحفاظ على المستوى الأكاديمي والجودة الأكاديمية في الجامعة التي تشهد تراجعا فيها في الفترة الأخيرة.
الاحتجاج.. العقاب!
إدارة جامعة بيرزيت أعلنت مؤخرا، أنه بسبب تعطل العملية الإدارية والتعليمية في الجامعة، فإنها ستعاني من أزمة مالية وبالتالي سيتم خصم جزء من رواتب الموظفين.
رئيسة نقابة العاملين في الجامعة لينا ميعاري، تقول إن إجراءات الجامعة خطوة عقابية للعاملين الملتزمين بالإضراب وتعطيل الدوام، "ونرى أن هذه الخطوة عقاب جماعي لمن طالبوا بحقوقهم".
وأكدت ميعاري لـ"صحيفة الحدث"، أنه لا توجد هناك أي استجابة من إدارة الجامعة لمطالب العاملين فيها، رغم المبادرات العديدة التي لا تقدم فيها إدارة الجامعة أي إجابات واضحة عن مطالب العاملين والقضايا الأساسية.
وذكرت، أن خطوات النقابة تأتي بعد عام كامل من الحوار مع إدارة الجامعة دون الوصول إلى أي نتيجة، "ورأينا من إدارة الجامعة على مدار عام؛ مماطلا وتسويفا لم يوصلنا إلى أي حلّ".
ماذا قالت الجامعة؟
أكدت جامعة بيرزيت في بيان لها، أنها التزمت بتنفيذ اتفاقية الخليل بالتوافق مع النقابة نفسها التي وقعت على الاتفاقية منذ ذلك الحين، وقالت: "بدل الادعاء بأن العديد من الجامعات ضمت الـ15% في الراتب الأساسي، ندعو النقابات الممثلة بالاتحاد بمشاركة جامعة بيرزيت لتقديم توثيق مكتوب لترتيبات الجامعات الأخرى لنراجعها ونراجع مواقفنا على ضوئها حيث أن ما توفر لدينا من معلومات يشير إلى غير ذلك".
هيئات واتحادات للجامعة: حاوروا النقابة
أزمة جامعة بيرزيت بدأت تخرج عن كونها أزمة خاصة بالجامعة، وهذه المرة كان لبعض مؤسسات المجتمع المدني موقف، فقد دعا الائتلاف الفلسطيني للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "عدالة"، إدارة جامعة بيرزيت، للنظر بجدية لمطالب نقابة العاملين في الجامعة التي تخوض إضراباً عن الطعام بعد مماطلة الإدارة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، ورأى عدالة، أن النضال النقابي مشروع ولا تجب إدانته، خاصة وأن المطالب تم التوافق عليها مع الإدارة سابقا دون أن تنفذ.
اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، هو الآخر صرح حول الأزمة، وقال إن جامعة بيرزيت أظهرت تعنتها ورفضها لمبادرة الاتحاد لحل الأزمة، ولم تتجاوب مع مطالب الموظفين العادلة، وحمل الجامعة المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأزمة وما نتج عنها من شلل تام في العملية التعليمية، بالإضافة إلى الخطر الذي يتهدد المضربين عن الطعام في الجامعة، داعيا الجامعة إلى الوقوف عند مسؤولياتها.
حرب إعلامية.. مسميات جديدة
يجمع أساتذة ومتابعون لأزمة جامعة بيرزيت الأخيرة أن إدارة الجامعة بدأت تستخدم مسميات وهمية للضغط على الموظفين والعاملين والأساتذة، فمثلا تم توزيع بيان يحمل اسم "أولياء أمور بعض طلبة بيرزيت" وهو جسم غير موجود وغير قابل للوجود في بيئة الجامعة.
لكن هذا الأسلوب ليس حكرا على هذه الأزمة، فقد جرى استخدامه في أزمة الحركة الطلابية مع الجامعة قبل عدة أشهر، وانتشرت بيانات بنفس المضمون وأحيانا بنفس المسميات، وهو ما يشير إلى أن إدارة الجامعة تحاول تفعيل أدوات ضغط من خلال هذه المسميات، وأحيانا يجري نشرها في وسائل إعلام دون التأكد من حقيقتها.