رولا سرحان
حراك المجتمعات لا يتوقف، لا سيما في فلسطين، حيث شكلت الانتخابات الطلابية الأخيرة في كل من بيرزيت وجامعة بوليتيكنيك الخليل صدمة للكثيرين بسبب فوز الكتلة الإسلامية بأغلبية مقاعد الأولى وبتعادل في المقاعد في الثانية، ما استدعى أن يتم إيقاف انتخابات جامعة النجاح التي من المفترض أن من كان يرأسها هو رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، والذي كان أمين سر لجنة الانتخابات المركزية، وبالتالي أن يكون من أكثر المؤمنين بأهمية العملية الانتخابية.
المفاجأة لا تكمن في نتائج الانتخابات، ولكن المفاجأة تكمن في سياسية النعامة الذي بات نهج حركة فتح عندما تدفن رأسها في الرمال بعد كل فشل أو هزيمة بدلاً من أن تقف مع نفسها موقف المراجعة والمحاسبة، وموقف التقييم الذاتي.
حركة فتح المتشرذمة حالياً والتي لا يجمعها سوى الرئيس محمود عباس، والذي في حال رحيله، ستنقسم على نفسها إلى فرق، بين تيار دحلان، وتيار مروان البرغوثي، وتيار أضعف يقوده بشكل شخصي بعض أعضاء اللجنة المركزية لفتح، وتيار شبابي تائه غير مؤثر، جميعها ستخلق حالة من الفوضى التي لن تؤثر على وجود حركة فتح وعلى هويتها النضالية فحسب وإنما ستؤثر على أية مكتسبات أو منجزات حققتها الحركة وإن كانت ضئيلة، ناهيك عن تأثيرها السلبي على قضيتنا العادلة.
لعله صار ضرورياً، بعد هذه الهزيمة، أن يكون في فتح رجالات قادرون على المطالبة بعقد المؤتمر السابع للحركة، على أن يكون مؤتمراً نزيهاً لا تشوبه شوائب المؤتمر السادس، وأن يكون قادراً على خلق تيار فتحاوي وحدوي يمثل الشارع وقادر على لم شتات فتح، وأن يكون قادراً على طرح أسماء ووجوه وقيادات ما عفى عليها الزمن.
لكن السؤال الأصعب يبقى: أينها فتح من أولئك الرجال؟!