الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مساء الخير يا ماجد/ بقلم: نبيل عمرو

2022-10-09 12:30:16 PM
مساء الخير يا ماجد/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

قبل أيام استذكرنا مارشال الثورة أبو الوليد سعد صايل، واليوم نستذكر مارشال الإعلام الفلسطيني ماجد أبو شرار.

في ذكرى استشهاد الكبار وكل شهدائنا كبار، تظل بصماتهم على العمل الوطني الفلسطيني مطبوعة على نحو لا يمحى بل ولا يحتاج إلى مناسبات للتذكر وإحياء الذكرى.

ماجد أبو شرار التحق بالخلية الأولى رفيقا للمؤسسين الكبار في ذات اليوم الذي التحق فيه سعد صايل ليجسدا معا تجديدا شبابيا وإبداعيا لحركة فتح.

كان الاثنان في الأربعينيات من العمر وكانا الأكثر تأهيلا في مجال عملهما، ماجد الفنان والكاتب والمتحدث اللبق على رأس الإعلام، وسعد صايل المارشال المؤهل والاستراتيجي صاحب الباع الطويل في تنظيم القوات وإدارة المعارك وتجنب الهزائم.

لا ينفع التحسر والبكاء فإرادة الله تقبل وتحترم، غير أن حياة الرواد ومماتهم هي تراثنا الذي لا حياة لنا من دونه لا تؤرخ بالأرقام وإنما بالعطاء والإبداع.

كان ماجد صاحب "الخبز المر" والمقالات البليغة والذكية في جريدة فتح التي كان من أوائل مؤسسيها، والمثقِف الأول للقوات حين اختير رئيسا لجهاز التفويض السياسي، ورجل المؤسسات والأطر الذي أعطى لموقع أمين سر المجلس الثوري إيقاعه وفاعليته وهيبته.

ماجد السياسي المثقف والإعلامي المتمكن والثوري النموذجي، كان يعيش ويعمل في زمن توأمه سعد صايل، الرجل الذي لم يكن يحب كثرة الكلام ولا الظهور على الشاشات مستغرقا بالمطلق في عمله العسكري الذي اتقنه، تماما مثلما كان ماجد مستغرقا تماما في عمله الثقافي والسياسي والإعلامي والتعبوي، وحين فارقا العمل والحياة غيلة وغدرا، تأكد لنا أن الرصاص المعادي يعرف إلى أي جسد يتجه.

كل صباح لنقل مع محمود درويش صباح الخير يا ماجد، ودائما لنقل كذلك مساء الخير يا ماجد.