الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"طعم فمي سيرة المذاق".. 30 نصا عن تجربة الكاتبة أحلام بشارات مع الأكلات الفلسطينية الشعبية

2022-10-12 10:25:08 AM
غلاف كتاب "طعم فمي سيرة المذاق"| تصوير: إيهاب عاروري

الحدث- سوار عبد ربه

أطلق مساء أمس كتاب "طعم فمي سيرة المذاق" للكاتبة أحلام بشارات في حديقة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله، تخللته قراءة نقدية للكتاب والمترجم وأستاذ الأدب الحديث في جامعة بيرزيت إبراهيم أبو هشهش.

ويتألف الكتاب من ثلاثين نصا، كانت قد وثقتها الكاتبة على شكل مقالات عبر صفحتها على "فيسبوك"، كل يوم في شهر رمضان 2020، ويتناول تجربتها ومن حولها مع الأكلات الفلسطينية الشعبية.

ويحكي الكتاب تجربة المذاق الأول في الطفولة، إلى جانب الطعم الداخلي الذي يخرج من كل شخص على حدى من خلال تجربته والحياة التي يعيشها بطريقته النوعية وبصمته الخاصة.

وبدأ الكاتب إبراهيم أبو هشهش مداخلته انطلاقا من جملة اقتبسها من الكتاب وهي: "ثمة طعم لا تشمله قائمة الأطعمة الخمسة، الحلو، الحامض، المالح، المر، الأومامي، إنه الطعم الذي يأتي منا نحن، من داخل كل واحد فينا"، موضحا أن هذا الطعم هو الذي يسعى إليه كل شخص بما أنه يدرك أن وجوده على هذه الأرض نوعي وليس عدديا، مثلما يسعى إليه أيضا منذ البداية أي كاتب، ويكرس له حياته، وهو في أساسه سعي أوديبي لقتل الأب، بمعنى  الخروج من ظله، لصنع  ظل جديد خاص يمكن للذات أن تتفيأه، وهو أيضا ما يبحث عنه القراء في كل عمل أدبي، ولذلك فإن الأدب لا يمكن إلا أن يكون تجاوزا لا يتوقف إلا في آفاق جديدة تكون هي المنطلق لآفاق جديدة أخرى".

وحول تصنيف الكتاب اعتبر أبو هشهش أنه حائر من ناحية التجنيس، فرغم أن النص الواحد كأنه لا خطة له، إلا أن القارئ للنصوص كل على سيلاحظ أن هناك خطة تحكمها النصوص تقوم على حبكة الشخصية، لأنها غير متماسكة، ومفككة، وتلاحق الشخصية وليس الحدث، موضحا أن هذه الحبكة مرنة في الزمن لأنها تبدأ من الطفولة، والطفولة في هذا الكتاب هي المائدة الأساسية التي لا تزال الكاتبة تجلس إليها وتأكل منها، وهي مائدة سحرية مثل الخرافات، أي الطاولة التي تقدم طعاما لا ينتهي.

وتابع: "أي إنسان يعيش على فتات الطفولة، وعلى التأويلات المتلاحقة لهذه الطفولة، والماضي في الكتاب منظور إليه في وعي الحاضر، ولذلك هو ماض حي مستمر".

وأردف: "مجموع هذه النصوص، تعطي لوحة كلية تكتب سيرة الكتابة في فترة من فترات حياتها حتى اللحظة، وسيرة أبيها الذي كان جنديا في جيش شرق الأردن، وأمها وأخيها الذي رحل مبكرا، وزوجة عمها، والجيران، والباعة، والأغوار والدروب والذباب وغيرها من العناصر، التي شكلت مجتمعة، ما يشبه الرواية السيرية".

وما ميز الكتاب وفقا لأبو هشهش العلاقة بالطبيعة، فمعرفة الكاتبة البديهية بأسماء العشرات من النباتات البرية وخصائصها، وصلاحيتها للأكل، وطعومها وروائحها وصفاتها المميزة، أضفى على الكتاب أهمية خاصة، وأعطاه الطابع المحلي الفلسطيني، فليس هناك أدب عالمي ما لم يكن أدبا محليا تماما، لأنه يعطي الأدب شخصيته الثقافية أي كامل البرنامج الاجتماعي الذي ينظم حياة الناس، في مجتمع من المجتمعات.

بدورها، أشارت الكاتبة إلى أن الثلاثين طعما كانت ستصبح ثلاثين وردة من ورود فلسطين على ثوب ستضعه في خزانتها وترتديه ذات يوم، إلا أن المشروع لم ينجز لعوائق فنية في تطريز الثوب فاستبدل لاحقا بكتابة 30 ذاكرة مع الطعام.  

يشار إلى أن الكاتبة بدأت مشوارها مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، عام 2009 مع كتاب "اسمي الحركي فراشة"، وفقا لرند بابا التي أدارت فعالية إطلاق الكتاب، وفيه بقيت الكاتبة بلا اسم لكونها شخصية مركبة تعيش تناقضات الحياة في ظل الاحتلال الأمر الذي ولد لديها مجموعة كبيرة من أسئلة لا تنتهي، متعلقة بقضية الاختيار والتساؤل، ومن ثم نقلتنا أحلام في روايتها "أشجار للناس الغائبين" الصادرة عن مؤسسة تامر عام 2013، إلى أسئلة وجودية عن الوطن والإنسان والموت والحياة والأسر والحب، واستمرار الحلم مرة أخرى بحياة تقودها هي، وفي العام 2014، في رواية "شجرة البونسيانا"، مذكرات فتاة من أطهر بقعة في العالم، كتبت لنا أحلام عن مشاهد طفولتها في الأغوار الفلسطينية.

وتابعت بابا: "في روايتها "جنجر" الصادرة عام 2017، تعيد أحلام البحث في سؤال الهوية، ليس فقط من حكاية الوجود بل من خلال القلق والشك وتناول كل التناقضات، وانكشاف الذات على ضعفها أمام نفسها، وعن أسئلة الذات والهوية كما هو الحال أيضا في قصة "سرير جدي".

وأحلام بشارات تعتبر أحد أبرز الأسماء المنتجة في أدب اليافعين والقصة القصيرة في فلسطين، ففي رصيدها أربع روايات لليافعين وعشرات قصص الأطفال ومجموعتان قصصيتان.