الحدث- نيويورك
قالت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة دينا قعوار، مندوبة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة، إن المجلس سيطالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بتقديم مقترحات حول التعامل مع نتائج تقرير يدين إسرائيل أصدرته لجنة تقصي الحقائق، التي نظرت في الهجمات التي وقعت على مقرات الأمم المتحدة في قطاع غزة الصيف الماضي.
قعوار، التي تتولي بلادها رئاسة أعمال مجلس الأمن لشهر أبريل/ نيسان الجاري، قالت للصحفيين عقب جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، "لقد طلبنا من السيد بان كي مون أن يعود إلينا ويقدم مقترحاته بخصوص تقرير لجنة تقصي الحقائق، الخاص بالنظر في الهجمات التي وقعت على مقرات الأمم المتحدة في قطاع غزة الصيف الماضي".
وحمل تقرير لجنة تقصي الحقائق إسرائيل مسؤولية 7 حوادث تم فيها استهداف مدارس ومنشآت تابعة للأمم المتحدة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع الصيف الماضي، أدت إلى مقتل 44 مدنياً فلسطينياً، وإصابة 227 مدنياً آخرين، العديد منهم أطفال ونساء.
وأضافت السفيرة الأردنية "أود أن أتكلم الآن بصفتي الوطنية كمندوبة لبلادي، وإنني لست مخولة فيما سأقوله الآن، بالحديث نيابة عن مجلس الأمن.. إن الأردن يرحب بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تسلمه التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق للنظر في الهجمات علي مقرات الأمم المتحدة في غزة".
وأضافت "لقد كانت الأردن في طليعة الدول التي طالبت بالتحقيق في تلك الحوادث".
وأوضحت قعوار أن التقرير يوضح قيام إسرائيل بقصف 7 مقرات تابعة لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا" ومسئوليتها عن مقتل 44 مدنيا فلسطينيا، وإصابة 227 آخرين.
وقالت إن "هذا يعد خرقا واضحا للقانون الدولي الإنساني.. ونحن ندين ذلك.. ويتعين النظر في التقرير، ومتابعة نتائجه من أجل ضمان المساءلة، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان عدم حدوث تلك الاعتداءات مستقبلا، وكذلك ضمان عدم تكرار الهجمات علي مقرات الأمم المتحدة".
من جهته، أعرب ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن خيبة أمل الفلسطينيين لعدم تحرك مجلس الأمن الدولي ازاء هذا التقرير.
وقال منصور،في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء رئيسة مجلس الأمن من حديثها، إن "مساءلة إسرائيل عن جرائمها مسألة ضرورية لتحقيق العدالة".
وأضاف "نحن نعبر عن أسفنا الشديد لأن مجلس الأمن الدولي لم يتصرف بشكل جماعي إزاء مبدأ المسائلة وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين ولمقرات الأمم المتحدة في غزة".
وعلمت وكالة الأناضول من مصادر دبلوماسية، طلبت عدم نشر أسمهائها، حضرت جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها المجلس اليوم، أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت صدور أي بيان من المجلس ازاء التقرير الذي أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه تسلمه أمس الإثنين.
وقال الممثل الفلسطيني للصحفيين "بطبيعة الحال يتطلب الاتفاق على بيان صادر من المجلس، موافقة جماعية من جميع أعضائه (15 عضوا) ونحن نعرف أن هناك أغلبية ساحقة أرادت أن يصدر شيئا ما عن المجلس، إزاء هذا التقرير".
وأضاف "نحن نشعر بخيبة الأمل إزاء عدم تحرك المجلس بشكل جماعي وقيامه بمساءلة إسرائيل عن الجرائم التي ارتكبتها في غزة".
وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28 ألفا و366 وحدة.