الحدث- القدس
زار المبعوث القطري محمد الأمعدي في الأيام الماضية في إسرائيل والتقى بمنسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية اللواء يوآف مردخاي، حيث عرض عليه اقتراحا متفقا بين قطر وتركيا وحركة حماس للتهدئة لخمسة أعوام مقابل تطوير ميناء لقطاع غزة.
ونقل موقع WALLA الإسرائيلي عن مصادر فلسطينية إن تركيا وجهت لاسرائيل اقتراحا لوقف إطلاق النار والتهدئة لخمسة أعوام على أن يقام ميناء عائم أمام سواحل قطاع غزة ترسو فيه سفن الشحن تحت رقابة دولية وسيتم تفتيش كافة البضائع من قبل حلف شمال الأطلسي. ووفقا للمصادر فقد حظي هذا الاقتراح باسم "تهدئة الإعمار".
يذكر ان تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ولذلك جاء الاقتراح من تركيا وقطر. علما أن إسرائيل رفضت في الماضي اقتراحات مشابهة من قبل السلطة الفلسطينية ومصر.
وكانت في وسط آب/ أغسطس 2014 وفي خضم الحرب على قطاع غزة وفي الوقت الذي جرت فيه مفاوضات تهدأة تحت رعاية مصرية في القاهرة، قد قالت مصادر فلسطينية إن الولايات المتحدة قد أبدت موافقتها على بناء ميناء بحري لقطاع غزة شريطة أن يتم فرض رقابة دولية على نشاطه، وذلك عن طريق بناء ميناء عائم قبالة شواطئ قبرص لتفتيش البضائع التي تنقل بالسفن الى قطاع غزة.
ونقل موقع "الرسالة" المقرب من حركة حماس في حينه إنه تم طرح هذا المقترح على الوفد الإسرائيلي الذي لم يبلغ رده النهائي عليه، مشيرا الى أن هذه الخطوة تبدأ عام قبل انتهاء الاجراءات لبناء الميناء في غزة ليستقبل البضائع من دول العالم القادمة للسوق الفلسطينية. كما أكد وضع جدول عمل لهذا الغرض.
وكان قد نقل موقع WALLA أن حركة حماس بعثت عدة رسائل الى الجانب الإسرائيلي مؤخرا تعرب فيها عن رغبتها في التهدئة بين الجانبين لمدة تطول سنوات مقابل رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
وجاء في التقرير المذكور أن اتصالات حول موضوع وقف إطلاق النار جرات بين حماس ودبلوماسيين غربيين توصل الطرفان في أعقابها الى تفاهمات تتعلق بصيغة التهدئة التي تطرحها حماس على إسرائيل. وقال مسؤول إسرائيل إن حماس فعلا عرضت مقترحات على إسرائيل مؤكدا أن الأمر يتعلق بمبادرة حماس نظرا الى الأزمة التي تعيشها الحركة في قطاع غزة.
ومن بين الدبلوماسيين الغربيين الذين وردت أسماؤهم في التقرير روبرت سيري المنتهية مهامه كمبعوث للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط، وكذلك قنصل سويسرا بول جرينا الذي أصبح شخصية محورية في الاتصالات مع حركة حماس. وزار جرينا قطاع غزة قبل نحو شهر حيث التقى عددا من كبار المسؤولين في حماس ومن بينهم موسى أبو مرزوق وباسم نعيم وغازي حامد وآخرين. ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها جرينا لقطاع غزة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة والتي حظيت بالاسم "الجرف الصامد" من جانب إسرائيل و "العصف المأكول" من قبل الفصائل الفلسطينية، أكثر من 2200 قتيل في الجانب الفلسطيني، من بينهم 500 طفل، و250 امرأة، و11 ألف جريح. كما تم تدمير نحو 18 ألف منزل. أما في الجانب الإسرائيلي، فقد قتل 66 جنديا وستة مدنيين، فيما أصيب 450 جنديا.
وتم التوصل في 26 آب/ أغسطس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهي الحرب الاسرائيلية الثالثة خلال ستة أعوام في قطاع غزة.
وبعد سيطرة حماس على غزة عام 2007، فرضت إسرائيل حصارا على القطاع ومنعت دخول الاسمنت والحصى والحديد اليه، خشية أن تستخدم لبناء أنفاق تنطلق منها هجمات ضد إسرائيل. وحاول نشطاء من عدة دول كسر الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة عبر تسيير رحلات بحرية تحمل مساعدات الى القطاع الا أن إسرائيل اعترضتها كلها.