الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ساسة ومحللون: سياسة حكومات الاحتلال لا تختلف تجاه الفلسطينيين لكن المقاومة ستكون أكثر شدة وصلابة

2022-11-07 07:32:09 PM
ساسة ومحللون: سياسة حكومات الاحتلال لا تختلف تجاه الفلسطينيين لكن المقاومة ستكون أكثر شدة وصلابة

 

الحدث الفلسطيني

ناقش ساسة ومحللون ومختصون اليوم الأحد 7/11/2022، نتائج انتخابات الاحتلال "الإسرائيلي" وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه الفلسطينيين في ظل هذه النتائج والأزمة السياسية في ظل صعود بنيامين نتنياهو الذي يعود بحزب الليكود للحكم من جديد.

جاء ذلك خلال، الندوة السياسية "نتائج انتخابات الكيان المؤقت 2022"- المتغيرات والتحديات-، التي نظمها، مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير (يوفيد)، في قاعة اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بغزة.

واتفق المتحدثون على أن أي حكومة "إسرائيلية" جديدة لن تختلف سياستها تجاه القضية الفلسطينية، بل ستكون أكثر تطرفاً، ولكن ما جرى خلال الانتخابات يعكس طبيعة المجتمع الصهيوني والتغيرات التي طرأت عليه.

وتوقع المتحدثون أن تحمل الحكومة الإسرائيلية سياسة خطيرة للفلسطينيين بشأن الإجراءات العقابية التي تصاعدت خلال الآونة الأخيرة، لكنها ستكون مهمة للفلسطينيين بالتأكيد على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الحكومة "الإسرائيلية".

تساؤلات مهمة

هادي قبيسي مدير مركز يوفيد للأبحاث والتطوير، أعرب عن شكره للمساهمين والمنظمين والمشاركين في الندوة، متحدثاً حول العنوان المقصود من الندوة، وطبيعة التحولات السياسية في حكومة الاحتلال، ومايتعرض له من قلق المستقبل، والتحول الجديد في ظل انتخابات "إسرائيلية سادسة تحتاج لرؤية واقعية . وبين قبيسي، أن نتائج الانتخابات الصهيونية تفرض تساؤلات حول طبيعة التحولات السياسية في حكومة الاحتلال، وماتتعرض له من قلق المستقبل والتحول الجديد في ظل انتخابات "إسرائيلية سادسة تحتاج لرؤية واقعية، وتأثير الخلاف السياسي على المؤسسة الأمنية الصهيونية.

وضوح وجه "إسرائيل" الاجرامي

بدوره، أكد د. وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال كيان استيطاني احلالي قائم على العنف واستراتيجية التطرف ووضوح وجهه الحقيقي يخدم المقاومة ويغلق باب التسوية السياسية وباب التطبيع العربي.

وأشار د. القططي، إلى صعوبة التقسيم السياسي للخريطة السياسية "الإسرائيلية بين اليمين واليسار، والمتدنيين والعلمانيين والتقسيم حول نتنياهو بنفسه، بين معسكره وخصومه، فمعسكر نتنياهو فاز وخصومه خسرت.

وتحدث حول المتغيرات ومايهم شعبنا وكمقاومة، وما الذي تغير في داخل الكيان الصهيوني.

وأوضح أن الانقسام اليوم حول نتنياهو وليس الانقسام الطبيعي في الصراع حول هوية الدولة والصراع بين الدين والدولة، وطبيعة الصراع مع الشعب الفلسطيني والمقاومة، لافتاً إلى أن الصراع مع شعبنا في الحملة الانتخابية لم يعد موجوداً وموضوع نقاش داخل الكيان، فقد أصبح هناك اجماع في الأحزاب حول الصراع الفلسطيني، فيما أن الصراع بين الدين والدولة حسمت بشكل جزئي.

واعتبر د. القططي، ان نتنياهو كرئيس وزراء يواجه مأزق "إسرائيلي" بامتياز ، بل هو واجهة لمأزق صهيوني وجودي، مشيراً إلى أن "إسرائيل" الجديدة التي أسسها اليهود الغربيون والتيار الصهيوني العلماني الليبرالي الذي يحمل أفكار غربية لم يعد مهيمن بل انتهى عصر الآباء المؤسس للدولة الصهيونية، فنتنياهو آخر ملوك إسرائيل.

وبين أن الانتخابات أعادت انتاج الصهيونية مرة أخرى بوجه جديد، وباتت نقطة تحول لإعادة المجتمع الإسرائيلي، بداية لما يسمى تفكيك الدولة العميقة، التي انشأها حزب العمل سابقاً التي سيطرت على مؤسسات الدولة، منوهاً إلى أن تغير الخريطة السياسية يؤدي لتغير في بنية السكان.

وعن التطرف، بين د. القططي أن زيادة التطرف "داخل إسرائيل" بين اليهود انفسهم وليس بين العرب واليهود، فالتطرف يزيد التناقض داخل الكيان الصهيوني. وتساءل حول التحديات، وهل وجود حزب معين كان افضل بالنسبة للفلسطينيين، وأين تكمن المشكلة كفلسطينيين، هل هي مع الكيان نفسه أو القادة. وأكد د. القططي أن استراتيجية التطرف والوجه الحقيقي للكيان الصهيوني يظهر بوضوح فهو يخدم مشروع المقاومة ويغلق باب التسوية السياسية وباب التطبيع العربي، مشدداً على أن الاحتلال كيان استيطاني احلالي قائم على العنف.

تحولات مهمة

من ناحيته، اعتبر أ. حسن لافي مختص في الشؤون "الإسرائيلية"، أن نتائج انتخابات الاحتلال شهدت تحولات مهمة لكن لن تختلف حكومة الاحتلال الحالية سوى بالضغط أكثر على فلسطيني الأراضي المحتلة 48. ورأى أن نتنياهو يفهم الشيفرة والعقلية في كيان الاحتلال، فمنذ بداية خروج نتنياهو الحكم لم يتدخل في الشأن السياسي الخارجي، فلم يكن له حضوراً وكان دائما يقول ان الشعب والليكود هو من سينتخبنا وليس أمريكا.

وبين، أن نتنياهو قام بضرب الائتلاف الحكومي الذي شكله نفتالي بينت، وقطع الطريق على أي تمرد في حزب الليكود وخلق بديل عن نتنياهو، كما تعامل نتنياهو كزعيم معسكر وليس زعيم حزب فتدخل في الأحزاب "الإسرائيلية" الأخرى، مؤكداً أن نتنياهو يدرك اللعبة السياسية بشكل جيد.

وأشار لافي إلى تحولات مهمة في نتائج الانتخابات الصهيونية، خاصةً المؤشرات التي ظهرت في المجتمع الصهيوني، لاسيما ما يتعلق بهوية الدولة والنقاش حولها، وما يتعلق بالمستوطنين الذين باتوا جزء من صنع القرار، وأن يكونوا جزء من الحكومة فهم يشكلوا نخبة منظمة وباتوا يظهرون بصورة واضحة، خلافاً لجيش الاحتلال، والناخبون الجدد بعد أن تم تقليص أعمار الناخبين من 19-18 ما أدخل قطاعات ديمغرافية جديدة، صبت في مصلحة بن غفير والحريديم.
سياسات خطيرة جديدة

أما سعيد بشارات خبير في الشؤون "الإسرائيلية"، فرأى أن عقلية الاحتلال الجديدة ستفرض سياسات قد تؤثر بشكل خطير على الفلسطينيين بما يتعلق بالقدس والأقصى والضفة، الأمر الذي يتطلب منا كقيادة أن تدرك أن الفترة السابقة يجب أن تمضي ولا مجال للتفاوض من جديد.

ولفت إلى أن الأحزاب الصهيونية كان لها دور في عقلية المجتمع الإسرائيلي، وفي الوقوف في وجه الفلسطينيين خلال هبة مايو، كما أن بن غفير وجد حضوراً في انتخابات الاحتلال الحالية، وكان له تأثير بالغ، حيث استقطبت الأحزاب الصهيونية الناخب الصهيوني.

ونوه بشارات، إلى طبيعة جيش الاحتلال، حيث أن جيش صهيوني متطرف رأس حربه تربوا في مدارس دينية ما قبل العسكرية يقودها حاخامات صهيونية في ظل تراجع المقاتل العلماني الذي توجه للتكنولوجيا.

وتوقع بشارات أن تفرض الحكومة الجديدة سياسات ستؤثر بشكل خطير وترسم سياسات ضد القدس والأقصى وسيقلل ضغط الشرطة عليه وهو أمر خطير، وماسيجري في الضفة المحتلة.

ورأى بشارات أن نتنياهو يحمل توجهاً وهو السلام مقابل السلام، مؤكداً أن المؤسسة الأمنية باتت تؤثر على طبيعة السياسة الصهيونية، وقراراتها.

حكومات واحدة لا تختلف

من ناحيته، رأى الكاتب السياسي مصطفى الصواف، أن نفتالي بينت أو بنيامين نتنياهو لا يختلفا كثيراً بالنسبة للفلسطينيين، فجميعهم لا يختلفون في نظرتهم للفلسطينيين، لكن أحدهم يستخدم الإرهاب والعنف والدم وآخر يستخدم السياسة والعام الماضي شهد 200 شهيداً.

وأوضح، أن الجيد في المشهد أن الكيان الصهيوني ظهر على حقيقته بشكل واضح، وبات هناك إرهاب واضح يميني متطرف، منوهاً إلى أن الحل السياسي فشل، والحكومة "الإسرائيلية" القادمة ستجعل المقاومة أكثر اشتداداً.

واعتبر أن الوحدة الفلسطينية مهمة لكن فريق أوسلو مازال يصر على موقفه.

وجرى خلال الندوة نقاشات معقمة بين المتحدثين والحضور حول طبيعة الانتخابات الصهيونية وتوصيفها وسبل مواجهة التحديات والمتغيرات التي طرأت على حكومة الاحتلال.