الحدث الصحي
يبدو أن دائرة المطالبات بضرورة إجراء مراجعات لاستراتيجيات وسياسات الوصول إلى عالم خال من الدخان والمرتبط بمفهوم الحد من أضرار التدخين تتوسع دولياً على المستويات العلمية والطبية والبحثية، فيما يبقى السؤال الملح حول كيف يمكن أن نساعد أولئك الأشخاص ممن اختاروا الاستمرار في التدخين أو ممن لا يستطيعون عالأقل التوقف عنه؟
قد يكون إيجاد الحلول بالأساليب التقليدية لم يعد كافياً في هذه المرحلة دون النظر للتطورات العلمية والتكنولوجية بما فيها الدلائل العلمية المتزايدة في منتجات التبغ المبتكرة ومفهوم الحد من الضرر، والذي بدأت العديد من دول العالم إتباعه لفعاليته في خفض الضرر وتوفير حلول بديلة للمدخنين الذين لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ومساندتهم في الحد من أضراره جنبا إلى جنب مع إجراء دراسات مستمرة للحلول البديلة ومراقبة استخدامها وتقييمها على المدى الطويل وباستمرار.
وتكمن أهمية المنتجات البديلة، مثل منتج IQOS، بأنها تقصي الحرق وتعمل على التسخين مع مواد كيميائية أقل في تركيبها وما يتولد عنها؛ حيث أن عملية حرق التبغ هي المصدر الرئيس للعديد من المواد الكيميائية الضارة، ولعل هذا ما يعد من أهم الاختلافات الرئيسة ما بين المنتجات البديلة والسجائر التقليدية.
كما أن أحد اهم الاختلافات أنه في عملية حرق التبغ يتم انتاج دخان يحتوي على أكثر من 600 مادة كيميائية سامة، بينما عملية التسخين، على سبيل المثال في المنتجات البديلة، تقوم بانتاج هباء جوي يحتوي على النيكوتين الموجود بشكل طبيعي في نبات التبغ، حيث أن النيكوتين لا يشكل سبباً رئيساً للأمراض المرتبطة بالتدخين بالرغم من أنه قد يؤدي للإدمان.
وبالنظر إلى الاختلاف الجوهري الذي تنطوي عليه منتجات التبغ المسخن عن المنتجات الأخرى من السجائر التقليدية، فإن المتمعن سيخلص إلى أن عملية الحرق هي أساس المشكلة ومصدر المواد الكيميائية الضارة. في المقابل، فإن وجود بدائل تعمل على تسخين التبغ، علماً بأنها غير خالية تماماً من الضرر، قد تشكل بديلاً أفضل للمدخنين البالغين الذي يرغبون بالاستمرار بالتدخين بدلاً عن استهلاك السجائر التقليدية. ولكن ومع ذلك، إلا أن الخيار الأنسب يبقى الإقلاع النهائي عن التدخين.