الحدث للأسرى
قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ إدارة سجون الاحتلال تعزل انفراديًا في سجونها نحو (40) أسيرًا، وهذه النسبة هي الأعلى في أعداد المعزولين انفراديًا منذ أكثر من عشر سنوات، وأقدمهم الأسير محمد جبران خليل (39 عامًا) من المزرعة الغربية/ رام الله، والذي تجاوزت مجموع سنوات عزله أكثر من 15 عامًا، وهو محكوم بالسّجن مدى الحياة، وهو معتقل منذ عام 2006.
وبيّن نادي الأسير أنّ سياسة العزل الممنهجة، تتخذ مستويات في بنية السّجن، إلا أنّ أخطر هذه المستويات هو العزل الإنفراديّ التي يُشكّل إحدى أقسى، وأخطر أنواع الانتهاكات التي تُنفّذها إدارة السّجون، والتي تهدف من خلالها تصفية الأسير جسديًا ونفسيًا، من خلال احتجازه لفترات طويلة بشكل منفرد، وعزله في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، (معتمة، وضيقة، وقذرة، ومتسخة، وتنبعث من جدرانها الرطوبة، والعفونة، فيها حمام أرضي قديم، وتنتشر فيها الحشرات)، وخلال العزل يفقد الأسير شعوره بالزمن، ولا يسمح له بالخروج إلى "الفورة" إلى جانب رفاقه الأسرى، بل يخرج إلى ساحة السّجن "الفورة" وحيدًا.
وتستخدم أجهزة الاحتلال العزل الإنفراديّ في بداية الاعتقال، والتّحقيق كإحدى أبرز الأدوات التّنكيلية الممنهجة في هذه المرحلة.
وأكّد نادي الأسير أنّه وعلى الرغم من أنّ الأسرى تمكّنوا خلال معركة الإضراب الجماعي الذي خاضه الأسرى عام 2012، والذي استمر لمدة 28 يومًا، من إنهاء عزل نحو 20 أسيرًا، وجميعهم كانوا من قيادات الحركة الأسيرة، وأدى ذلك إلى تراجع أعداد المعزولين عبر نضال الأسرى.
ومنذ العام الماضي، وتحديدًا بعد عملية "نفق الحرّيّة"، صعّدت إدارة السّجون من هذه السّياسة للانتقام من الأسرى، فكان أول المستهدفين من خلالها، الأسرى السّتة الذين تمكّنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع"، واليوم تواصل إدارة السّجون منذ أكثر من عام من عزلهم في ظروف قاسية، وصعبة، ومأساوية، وإلى جانبهم خمسة أسرى "اتهمتهم" إدارة السّجون بمساعدتهم، وغالبية من يتم عزلهم يتم ذلك بقرار من مخابرات الاحتلال، بحيث يُصدر أمر بعزل الأسير لفترات قابلة للتجديد، عبر محكمة تنظر في طلب تمديد العزل بين فترة وأخرى.
وعدا عن عملية عزلهم في الزنازين، فإن إدارة السّجون تحرم الأسير المعزول من زيارة العائلة، خاصّة إنّ كان عزله بأمر من مخابرات الاحتلال.
وعمل الأسرى على مواجهة سياسة العزل بابتكار أدواتهم الخاصّة تحديدًا من خلال القراءة والكتابة، والعديد من قيادات الأسرى الذين تعرضوا للعزل لسنوات طويلة، تمكّنوا من إصدار العديد من الكتابات الأدبية والمعرفية وهم رهن العزل.
وأشار نادي الأسير، إلى أنّه ومقابل ذلك فإنّ هذه السياسة تسببت بإصابة مجموعة من الأسرى المعزولين بمشاكل صحيّة، ونفسية حادة، ولا يمكّن إنقاذهم إلا بإنهاء اعتقالهم ومتابعة أوضاعهم النفسيّة والصحيّة بين ذويهم.
وأوضح النادي أن أبرز هذه الحالات الراهنة، حالة الأسير المقدسي أحمد مناصرة، الذي يواصل الاحتلال اعتقاله، وعزله إنفراديًا في ظروف قاسية منذ أكثر من عام، حيث شكّل العزل محطة من محطات عمليات التّعذيب، والتّنكيل التي تعرض لها منذ اعتقاله وهو في عمر الـ13.