الحدث- القدس
خلال أقل من أسبوع واحد تعرض يهوديان أثيوبيان من يهود الفلاشمورا لعنف من قبل أفراد الشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي دفع اليهود الأثيوبيين من أبناء الفلاشمورا إلى تنظيم مظاهرة في مدينة القدس احتجاجا على هذه التصرفات. وبحسب أحد المشاركين في المظاهرة: "سيكون هنا بالتيمور أخرى". ونظمت المظاهرة اليوم الخميس بمشاركة المئات من اليهود الأثيوبيين والنشطاء الاجتماعيين أمام مقر قيادة الشرطة في مدينة القدس، وذلك احتجاجا على ما وصفوه: "العنصرية والعنف ضد اليهود الأثيوبيين في إسرائيل". وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة في المنطقة، وخلال وقت قصير اندلعت مواجهات بين أفراد الشرطة والمحتجين الذين قاموا بإغلاق الطريق أمام القطار الخفيف في مدينة القدس.
وهتف المشاركون بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت في المظاهرة: "دولة شرطة"، في الوقت الذي قام به أفراد الشرطة بمنعهم من الدخول إلى مبنى مقر قيادة الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس. وردد المشاركون في المظاهرة: "لن يمكن، يكفي! لا للتمييز، لا للعنصرية. الديمقراطية في خطر، الشرطة عنيفة"، "لن نسمح بأن يتحول الأسود إلى مسكين"، ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات. وخلال وقت قصير اندلعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين وقامت الشرطة باستخدام القوة لإخلاء المتظاهرين من المكان، وحتى أنها استخدمت وحدة الخيالة للقيام بذلك. وقام المتظاهرون بإغلاق شارع رقم 1 في القدس في كلا الاتجاهين، وحتى أنهم افترشوا الأرض خلال ذلك.
وقالت رينا أنغادوا البالغة من العمر 50 عامًا وهي من سكان معاليه أدوميم قرب القدس وهي أم لتسعة أبناء بعد أن تمكنت من حمل الميكروفون: "كفى للعنف والعنصرية، أبناؤنا يخدمون في الجيش ولا يحصلون حتى على العمل". وأضافت رينا: "جئت عن طريق السودان للقدس مشيا على الأقدام من أجل إقامة دولة، وليس لكي تقوم الشرطة والدولة بالتنكيل بأطفالنا. يوجد هنا 30 عاما من العنصرية".
وقال غادي يبركان، مدير جمعية النضال من أجل المساواة ليهود أثيوبيا خلال المظاهرة: "هذا هو ثمن إهمال وعنصرية لسنوات. شبابنا يتخبطون باليأس وهذه فقط البداية، إذا لم تتحرك الدولة وتفعل شيئًا". وكان معظم المشاركين في المظاهرة من الشباب الأثيوبيين الذين وصلوا إلى المظاهرة من جميع أنحاء إسرائيل. وقالت إحدى الشابات المشاركات في المظاهرة واسمها أوسنات بلايك وتبلغ من العمر 30 عامًا، وقد جاءت من مدينة اللد: "الشرطة عنصرية، يكفي".
والتقى المفتش العام للشرطة، يوحنان دنينو هذا الصباح مع النشطاء في الأثيوبيين، على خلفية حوادث العنف ضد شبان من اليهود الأثيوبيين. ورفض قادة المجتمع الأثيوبي نشر بيان مشترك مع الشرطة، إلا أنه تقرر تشكيل طاقم مشترك يضم ممثلين من الشرطة الإسرائيلية وشخصيات من المجتمع الأثيوبي من أجل بحث القضايا التي تخص العلاقة بين الشرطة وبين اليهود الأثيوبيين من أجل إعادة الثقة بين الطرفين.
وقبل ساعات من اللقاء مع مفتش الشرطة الإسرائيلية في القدس، روى والاه باييخ، وهو قادم جديد ويسكن في مدينة بئر السبع بأن مراقبي سلطة الهجرة ضربوه بشدة بعد أن اعتقدوا أنه لاجئ أفريقي. وتدعي الشرطة بالمقابل وبشكل مناقض أن باييخ قام بمهاجمة المراقبين في سلطة الهجرة بعد أن طلبوا منه أن يعرف عن نفسه.
وفي مطلع الأسبوع، تعرض جندي في الجيش الإسرائيلي وهو أيضا أثيوبي واسمه دماس بيكدا للضرب في مدينة حولون وذلك بعد أن هاجمه شرطي. ووثقت الكاميرات قيام الشرطة بالاعتداء على الجندي الأثيوبي، ومن ثم اعتقاله بدون سبب. وفي أعقاب نشر المقطع قامت الشرطة بتعليق عمل الشرطي ونقلت مواد التحقيق لقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة، فيما أطلقت الشرطة سراح الجندي الأثيوبي.
وقاطع يبركان اللقاء مع المفتش العام للشرطة الإسرائيلية بدعوى أن الحديث هو عن مسرحية إعلامية. وقال يبركان: "مشاهة ضرب جندي من قبل أفراد الشرطة معناه موافقة رسمية على سياسة الشرطة والتي بحسبها يمكن ضرب السود بدون محاسبة ومحاكمة. على شوارع إسرائيل أن تشتعل مثل بالتيمور على ما يبدو كي تستيقظ القيادة. نظام الأبرتهايد يعود، هذه المرة في إسرائيل بالقرن 21".
في غضون ذلك، التقى رئيس الدولة رؤوفين ريفلين مع 80 طالبا جامعيا من أبناء طائفة يهود الفلاشمورا الذين قدموا إلى إسرائيل من أثيوبيا، وذلك كجزء من يوم دراسي يخص الطلاب المشاركين في مشروع "تسفاه" الذي يؤهل معلمين من اليهود الأثيوبيين للعمل في سلك التربية والتعليم. وقال رئيس الدولة أمام الطلاب: "هزة المشاعر التي شعرنا بها كلنا عند مشاهدة هذه الصور، لسعادتي حركت شرطة إسرائيل للقيام بتحقيق شامل حول حيثيات الحادثة ونتائجها الصعبة".
وأضاف رئيس الدولة: "لا يمكن أن نكتفي بالتعبير عن مشاعرنا. ولا يمكن الاكتفاء بالتصريحات. هذه الحالات التي يتم عرضها في مكتبي وعلى طاولتي من حين إلى آخر، يجب أن تكون لنا بمثابة تحذير وفرصة لفحص عميق وشامل بما يخص العلاقة بين القوات المسؤولة عن فرض القانون ومجتمعات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي. أنا أؤمن وكنت قد تحدثت مع صديقي المفتش العام للشرطة، قسم التحقيق مع أفراد الشرطة وشرطة إسرائيل بأن يقوموا بكل مجهود ممكن من أجل استيفاء التحقيق وتصحيح الأمور حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث".