شخصيات وأحداث
صادف يوم أمس السبت، 3 كانون الأول، الذكرى السنوية التاسعة لوفاة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم.
والشاعر المصري نجم، مولود في قرية كفر نجم بمحافظة الشرقية في مصر، عام 1929.
عمل الراحل في بداية حياته، بعد وفاة والده، في الخياطة، وضمن إنشاءات معسكرات الجيش الإنجليزي، ثم عمل مع مجموعة من العمال لدى مطابع خاصة بالشيوعيين واستطاع خلالها تعلم القراءة والكتابة، كما شارك في العديد من المظاهرات التي خرجت في مصر عام 1946 ضد الإنجليز، وشارك في مظاهرات عمالية كثيرة آنذلك.
وعمل نجم أيضا في السكك الحديدية ثم عمل ساعي بريد، ثم في أحد المعسكرات الإنجليزية وفي حينها اتهموه بتزوير استمارات شراء، وعلى إثرها سجن لمدة 3 سنوات.
وشارك الراحل أثناء قضائه السنة الأخيرة في السجن بمسابقة الكتاب الأول تحت رعاية المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بجائزة المسابقة، واستطاع أن يحقق شهرته من خلف القضبان، ليخرج ويلتحق بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وفي تلك الأثناء أصبح الراحل أكبر شعراء الإذاعة المصرية، والتقى بالشيخ إمام ليصبحا الثنائي الأشهر.
اشتهر أحمد فؤاد نجم بالكثير من القصائد العامية ومن أهمها: يا فلسطينية، يعيش أهل بلدي، الخواجة الأمريكاني، هم مين واحنا مين، كلب الست، شيد قصورك، وغيرها.
نال الراحل العديد من الجوائز أبرزها: الأمير كلاوس الهولندية، كما حصل على المركز الأول ضمن استفتاء قامت به وكالة أبناء الشعر العربي، وفي العام 2007 اختير من قبل صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة كسفير للفقراء.
وبعد وفاته، منح نجم وسام العلوم والفنون.
فلسطينيا، شكل الراحل إرثا مهما للقضية الفلسطينية، كونه كان ممن كتبوا الشعر العامي المصري، الذي بقي محفورا في وجدان الشعوب العربية.
ففي منتصف الستينات، برز الشعر المصري العامي، لما كان يحمل في كلماته من معان تعبر عن السخط والغضب والمقاومة والرفض، وفي حينها لمع اسم نجم إلى جانب أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي.
ظلت أغنيات الراحل تنتقل جيلا وراء جيل، وأصبحت تغنى في المناسبات الوطنية والأمسيات الغنائية، كما أن فرقا عديدة تشكلت في فلسطين تخليدا لهذا الإرث منها: "فرقة أوتار الفن" الفلسطينية و"عشاق الشيخ إمام" وجمعية مريدي الشيخ إمام.
توفي الراحل عام 2013 عن عمر يناهز 84 عاما، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية رفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي حينها، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشاعر المصري معتبرة أن الشعب الفلسطيني خسر بفقدانه، مناضلاً وطنياً وقومياً ديمقراطياً عنيداً، وقف دوما بلا تردد مع الحرية والديمقراطية والعدالة، ومع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمة المدافعين عن حراك وثورة الشعب المصري والشعوب العربية ضد الفساد والاستبداد والهيمنة الإمبريالية الصهيونية.
وقالت الجبهة إن غياب الشاعر الشعبي الأول أحمد فؤاد نجم، ترك فراغا كبيرا في ميادين النضال ضد الإمبريالية والصهيونية وأذنابهم.