الحدث-غزة- محمد مصطفى
أكد خبير زراعي، أن الأثر الضار والخطير الذي خلفته المبيدات السامة، التي قامت طائرات إسرائيلية برشها فوق مناطق واسعة شرق وشمال قطاع غزة، تعدى قتل النباتات، وألحق ضرر بالنظام البيئي برمته.
وأكد المهندس الزراعي نزار الوحيدي، مدير عام الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة بغزة، أن المعلومات السائدة لدى البعض تفيد بأن هذه المبيدات قتلت المزروعات والحشائش التي تنتشر على طول الحدود الشرقية للقاطع فقط، وهذا اعتقاد خاطئ، فتلك المبيدات السامة والخطيرة، تسببت في نفوق عشرات الآلاف من حشرات النحل منتج العسل، كما أنها باتت تهدد الثروة الحيوانية التي تعتمد في طعامها على الحشائش.
ونوه الوحيدي في حديث خاص بـ"الحدث"، أن الاحتلال يرش هذه المبيدات منذ مدة، وهو يدعي أن ذلك يهدف إلى قتل وحرق أعشاب نمت على طول الحدود، لكشف المنطقة لسهولة مراقبتها، خاصة وأن الأعشاب تحجب الرؤيا، على حسب زعم الاحتلال.
وأكد الوحيدي أن هذه المبيدات، وبالإضافة إلى تسببها في تدمير آلاف الدونمات المزروعة بالمحاصيل المختلفة، فإنها أثرت وستؤثر بكل تأكيد على الناس، فالهواء الذي حملها للمناطق السكنية القريبة من خط التحديد أضحى ملوثًا، وأصاب الناس بمشاكل ربما يظهر أثرها لاحقاً، وقد تكون من النوع المسرطن.
وبين أن أكثر ما في الأمر من خطورة أن رشها لم يقتصر على منطقة بعينها، بل شمل كل المناطق الفلسطينية المحاذية لخط التحديد، بدءاً من رفح جنوباً وحتى مناطق بيت حانون في أقصى الشمال، لكنه كان أكثر تركيزاً في مناطق خان يونس، وجحر الديك، حيث الحشائش الكثيفة.
وأعرب الوحيدي عن خشيته من احتواء تلك المبيدات على مواد أكثر سمية وفتكاً بالنظام البيئي، عما هو معروف لدى الجهات المختصة في غزة.
وأوضح الوحيدي أن وزارة الزراعة شرعت بأكبر حملة لفضح هذا الانتهاك الخطير وغير المسبوق، فقد بدأ طاقمها الإعلامي بتعميم الأمر على وسائل الإعلام، وتبيان مخاطر هذه المبيدات، تزامناً مع إرسال رسائل للجهات المختصة على مستوى العالم، من أجل العمل على وقف هذا الأمر الخطير، الذي سيكون له ما بعده من ضرر متفاقم ومستمر على النظام البيئي.
ويعتقد مزارعون أن هذا التصرف الإسرائيلي، يندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة، والتي تهدف إسرائيل من ورائها إلى محاربة المزارعين، ودفعهم لترك أراضيهم القريبة من المناطق الحدودية، بغية توسيع المنطقة العازلة التي لازالت مفروضة.