الحدث- محمد مصطفى
حذر الاختصاصي النفسي الطبيب يوسف عوض الله، مدير عيادة رفح النفسية، من ارتفاع كبير ومتوقع في معدلات ومستويات الجريمة بمختلف أنواعها في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، مستنداً في ذلك إلى عدة شواهد، أبرزها الارتفاع الحاد في معدلات الفقر، وانعدام فرص العمل للخريجين والشباب.
وأكد عوض الله في مقابلة خاصة مع "الحدث"، أن أكبر دوافع الجريمة المتوقع تزايدها، يكمن في شح عقار "ترامادول" المخدر، وارتفاع أسعاره بشكل كبير، فهذا الوبال الذي أدمن عليه عشرات الآلاف من الشبان، قد يدفع متعاطيه لفعل أي شيء من أجل الحصول على المال لتوفيره، وهنا مكمن الخطر، فهؤلاء المجرمون الصامتون يهددون المجتمع بأسره، ما لم يتم التحرك على مستوى واسع وحل مشاكلهم، إما بمعالجتهم من الإدمان، أو وضع البعض منهم في مؤسسات رعاية خاصة تعيد تأهيلهم.
وشدد عوض الله على أن الظروف الصعبة التي يعيشها الشبان من الممكن أن تشكل بيئة خصبة للجريمة، فهي قد تنتج شبان غير سويين، بعضهم يعاني اضطرابات سلوكية، وآخرون يتنامى لديهم حقد اجتماعي، والبعض من الممكن أن تتولد لديه دوافع سلوكية أكثر خطورة، وهذا كله يدفع بعضهم لارتكاب جرائم ربما تكون صادمة.
وتابع: "الجريمة قد لا تكون ضد المجتمع أو أشخاص معينين، فقد يرتكب بعض الشبان جرائم بحق أنفسهم، مثل الانتحار بإحراق النفس كما حدث في عدة مناسبات، أو جريمة مزدوجة بحق الشخص نفسه ومقربون منه، كما حصل في رفح قبل مدة قصيرة".
ولم يقتصر عوض الله حديثه عن جرائم السرقة والسطو والقتل، موضحاً أن أكثر ما يقلقه هو جرائم النصب الاحترافية، التي يبذل مرتكبوها جهد كبير من أجل تنفيذها، سواء على مستوى التفكير أو التحضير، أو حتى استخدام بعض الأمور التقنية.
صفات النصاب
وعدد عوض الله أهم الصفات التي قد يتمتع بها مرتكبو جرائم الاحتيال والنصب، وكيف من الممكن أن يوقعوا فرائسهم.
وقال عوض الله: " أهم تلك الصفات تقمص الشخصية التي تحبها الضحية، كي يدخل إلى قلبه وتحبه، فمثلاً لو كنت متديناً، يتحول هذا النصاب إلى شيخ تقي ورع ذي لحية طويلة، إضافة إلى قدرته الكبيرة على الإقناع، والتحدث بكلام معسول وموزون، يجعل من حوله ينبهرون به.
وأوضح عوض الله أن هذا الشخص لا يكون له أصدقاء معروفون، كما أنه دائم تغيير أرقام هواتفه، يتناقض كلامه في كثير من الأحيان، حديث السن، وغالبا ما يتراوح أعمار هؤلاء ما بين 20-40عام، لا يجعل الضحية يعرفه جيداً، خاصة فيما يتعلق بأهله وأشقائه، ومكان سكنه.
وحذر عوض الله من هؤلاء الأشخاص، داعيا لبذل كل جهد ممكن من أجل محاربة الجريمة قبل وقوعها، عبر معالجة أسبابها، وعدم ترك الأشخاص اللذين لديهم قدرات على ارتكابها طلقاء.