الحدث- الأناضول
نحر أبناء الطائفة السامرية، مع غروب شمس يوم السبت، 55 خروفا، على قمة جبل "جرزيم"، بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، احتفالا بعيد الفسح (ينطقها السامريون الفسح وليس الفصح)، ورددوا ترانيم من التوراة، بحضور رسمي وشعبي فلسطيني وإسرائيلي.
وعلى وقع ترانيم تلاها الكاهن الأكبر للطائفة عبد الله واصف، برفقة كهن آخرون جزت الخراف بذبحة واحدة.
ويقول خضر الكاهن احد الكهنة للطائفة السامرية، لمراسل الأناضول على هامش الاحتفال " اليوم جزت رقاب 55 خروفا، مرة واحدة وهذه شروط للعيد، شريطة ألا يتجاوز عمر الخروف السنة".
وأضاف "اليوم هو أفضل أيام السنة، نتقرب إلى الله بيوم الحرية وخلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون".
ويرتدي السامريون في العيد اللباس الأبيض، ويدعون الله بإحلال السلام في العالم.
روحي مفرج، أحد أبناء الطائفة يقول لمراسل "الأناضول"،: هذا يوم سلام للعالم، فيه نفرح من خلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون.
ويضيف "نصلي للسلام من أجل العالم من أصغر طائفة على وجه الأرض".
وعقب نحر الخراف يتبادل السامريون التهاني بالعيد، بينما يضعون دماء خرافهم على جباههم.
نجلاء الكاهن تقول لمراسل "الأناضول" بينما كانت تتبادل التهاني مع أبناء طائفتها "هذا اليوم أجمل أيام السنة، أنا فرحة، وأمل مستقبلا أفضل لأنبائي".
وتضيف "اليوم جزت (ذبحت) عائلتي خمسة خراف".
بينما انشغل الجمع بتقديم التهاني في موقع ذبح القرابين، عملت رفقة واصف على تقديم خبزا خاصا محشي بنبته المرارة (نبته تنبت في جبال نابلس شديدة المرارة).
وتقول رفقة: بهذا العيد نأكل هذا الخبز المحشي بنبتة المرارة لنتذكر مرارة العيش التي عاشها موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون.
وحضر مراسل العيد محافظ نابلس أكرم الرجوب ورئيس بلديتها غسان الشكعة وحسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية، وجمع الشخصيات رجال الأعمال الفلسطينيين، إلى جانب وفد إسرائيلية وضباط عسكريين، ومستوطنين يهود.
ويقول الرجوب لـ"الأناضول": هذا نموذج للتعايش لا يوجد له مثيل، في نابلس يعيش المسلم والمسيحي والسامري معا إخوة متحابين.
ويضيف "نحن هنا اليوم لنؤكد أن السامريين جزء من الفسيفساء الفلسطينية".
ويتحدث السامريون لغة خاصة، إلى جانب إتقانهم اللغتين العربية والعبرية، ويعيشون في نابلس منذ أن قدموا فلسطين، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين، وتربطهم أيضا علاقة جيدة مع اليهود.
وعيد الفصح هو أحد الأعياد الرئيسية في الديانة اليهودية، ويحتفل به لمدة 7 أيام، لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية، كما يوصف في سفر "الخروج".
ويأكل السامريون جزءا من قرابينهم ويحرقون ما تبقى منها قبل بزوغ الفجر.
ويتحدث سفر الخروج (أحد الأسفار المقدسة لدى اليهود) عن نجاة بني إسرائيل من استبداد وظلم فرعون مصر واستعباده إياهم، وذلك بأن أرسل إليهم نبيه موسى ليعظهم ويُعلمهم، فقادهم في رحلةٍ طويلة عبر البراري حتى وصلوا جبل الطور في سيناء (شمال شرقي مصر)، حيث وعدهم الله أرض كنعان (فلسطين)، وأنزل الشريعة على موسى، ليُعلمهم الدين، وفقا لسفر الخروج.
واحتفل السامريون، مساء الأحد الماضي، بأول أيام عيد الفصح، من خلال ذبح الخراف، وإقامة صلوات خاصة، بحضور رسمي وشعبي فلسطيني وإسرائيلي.
ويعتقد السامريون أنهم بقايا شعب بني إسرائيل، ويرفضون أن يطلق عليهم اليهود، مؤمنين بالأسفار الخمسة (التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية)، والتي لا تتطابق مع الأسفار الخمسة التي يؤمن بها اليهود اليوم.
كما يعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، ويقدسون جبل "جرزيم" بنابلس، حيث يسكنون منذ سنوات، وما يزالون يمتلكون عقارات بنابلس، ويعملون في الحكومة الفلسطينية والمؤسسات رغم أنهم يحملون الهوية الإسرائيلية.
ويحتفل السامريون، البالغ عددهم 746 شخصا موزعين على جرزيم ومنطقة حولون، قرب تل أبيب، بأعياد التوراة السبعة فقط، وهي: عيد الفصح، وعيد الفطير (العجين غير المختمر)، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش (المظال)، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.
وفي هذه الأعياد، يحج السامريون إلى جبلهم المقدس "جبل جرزيم" ثلاث مرات سنويا، أثناء عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد العرش.