الحدث الفلسطيني
نعى نادي الأسير الفلسطيني، والحركة الفلسطينية الأسيرة الأسير القائد ناصر أبو حميد الذي ارتقى صباح اليوم شهيدًا جرّاء سياسة الإهمال الطبي.
وقالت الحركة الأسيرة في بيانها: "إلى روحنا الجامعة في رحلة صعود ناصر أبو حميد ببراق روحه إلى الخلود في مسيرة الشهداء إلى العلياء. من ناصر الأمة جمال عبد الناصر، إلى ناصر أبو حميد، جمالنا الخارج من فم السجن والموت.. وتظل البلاد على قيد الحرية الناجزة، على موعد مع النصر".
وأضافت: "مالَكِ يا فلسطين تلتفِّين بالأثمد الذَّبَّاح، والأرض تأخذ وقتها في خلخلة التراب المرنَّخ والمضمَّخ بالدَّم الحنُّون، لتوضِّب مكاناً يليق بفارسها المدجَّج بالمؤبَّد، والمعبَّد بالسلاح الواثق الصدَّاح بالفكرة الأم فلسطين. تحت الأرض أقوامٌ من الشهداء قد نصروا كرامتنا، وخاطبهم ضمير الناصر الحي الذي يبقى، بأني قادمٌ فرِحاً لأني لم أزل فيكم على العهد الذي كُنَّاه".
وتابع البيان: "مالَكِ يا أُمَّهُ، يا أُمَّنا، يا أُمَّةٌ في سيِّدة، تعُضِّين على ضفيرةٍ لم يرها ناصرُ منذ شبَّ عن السِّياج، إلى صهيل المعركة، يا لِدمعتكِ المالحة، تصير شهداً على وجنته المسجِّاة نحو القدس قطعاً، عند قُبلَتِكِ الأخيرة، عند قِبلَتِنا الخالدة، وهو بكل حنُّون دمه يستريح في نعشه الأبدي، وابتسامة الواثق من أصبعه الباقي على الزِّناد تعلنُ طلقته الأخيرةَ حراً إلى الآخرة. ماذا يقول الموت والسرطان والسجان في موت الذي ما خاف يوماً مرةً منهم، وأبقاهم سهارى لا ينامون، خوفًا من صلابته جسارته وقدرته على استنزافهم في كل جولات المنازلة التي لا تكافؤ فيها رغم حربته التي من جذع زيتون قديم، كانت في يد السَّبَّاق عبد المنعم، شقيقه الذي سبقه على طريق الحرية والشهادة، ويتركها عهدة لأربعة أشقائه المؤبدين، ويكون نصر".
وجاء في البيان: "مالنا والحزن يأكلنا، ويكتب ناصر نعيه فينا وفيه، في خطانا، ونحن نحمله على الأهدابِ نبضاً في شِغاف القلب، يحملُنا إلى النصر الذي ما مات فيه، وقلبه باقٍ على الباقين، فكيف لنا على جبلٍ من الوجع الذي فينا، وقد فُتناك للموت الذي فينا وأنت الحيُّ تحمينا. حزينة فلسطين، والقدس، والأمعري، بجرح غيابك الكاوي، ولكن، لك العلياء، لك المجد الذي خَصُّوُهُ للشهداء، ويعلو كعبُكَ العالي لفوقِ جبين سجَّانك، وأنت السيد العالي الذي في حضرة الأعلى شهيدٌ من ندى الوادي فطوبى لك".
وصباح اليوم، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عن استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد 50 عامًا من مخيم الأمعري قضاء رام الله، في مستشفى "أساف هروفيه"، جرّاء سياسة القتل الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.