الحدث صورة ومكان
الزيب هي قرية فلسطينية، تقع على بعد 13.5 كم شمال عكا على الساحل البحر الأبيض المتوسط، كانت القرية تنهض على تل مقبب الشكل على ساحل البحر الأبيض المتوسط وإلى الشرق من الطريق العام الساحلي ومن خط سكة الحديد. وقد أنشئت في موقع القرية بلدة كنعانية اسمها أكزيب (المحتال) سقطت في يد الآشوريين سنة 701 ق.م. وتدل الحفريات الأثرية على أن البلدة كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بزمن طويل أي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وأنها أصبحت بحلول القرن العشرين قبل الميلاد بلدة مسوّرة وكان الرومان يسمونها إكدبّا Ecdippa. أما الصليبيون فكانوا يسمونها كاسال (أي القلعة الصغيرة) أو أمبرت.
في سنة 1596، كانت القرية في ناحية عكا (لواء صفد)، وكان عدد سكانها 875 نسمة، وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والفاكهة والقطن، بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل والجواميس وكان القاضي والعلامة المسلم, أبو علي الزيبي من مواليدها في القرن الثامن عشر بعد الميلاد. وفي بداية القرين التاسع عشر، أشار الرحالة الإنكليزي بكنغهام إلى أنها بلدة صغيرة بُنيت على تل قرب البحر، وفيها بضع شجرات نخيل ترتفع أكثر من منازلها .
وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية الزيب مبنية بالحجارة على شاطئ البحر. أما سكانها وعددهم نحو 400 نسمة من المسلمين، فكانوا يزرعون الزيتون والتين والتوت والرمان. وكان في القرية أيضاً مسجد صغير. وفي الازمنة الأحدث عهداً كان شكل الزيب مربعاً ومنازلها متقاربة بعضها من بعض ومبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والأسمنت المسلح. وكان في القرية مدرسة ابتدائية أسسها العثمانيون في سنة 1882 ومسجد ومستوصف. وكان السكان يحترفون صيد الأسماك والزراعة ولاسيما زراعة أشجار الفاكهة.
كان فيها موقع اثري يضم أسس أبنية، وأرضيات غرف وبركة وقبوراً منحوتة بالصخر. وكان حول الزيب فضلاً عن ذلك، ست خرب تقع ضمن دائرة شعاعُها 4 كلم تحيط بالقرية.
تم احتلال القرية في عام 1948، وتعتبر اليوم من اجمل متنزهات البحر الأبيض المتوسط.