الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

للحقيقة وجهان يا سادة| بقلم: د. غسان طوباسي

2022-12-31 01:20:35 PM
للحقيقة وجهان يا سادة| بقلم: د. غسان طوباسي
د. غسان طوباسي

تفاجأت كما الآلاف من أبناء شعبنا بخبر (الانتصار التاريخي ) الذي تحقق بالأمس في الجمعيه العامة للأمم المتحدة، بتصويت الاغلبية الدولية على قرار يدين إسرائيل بسبب ممارساتها المؤثرة على حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

ولكن حين التحقق بحيثيات القرار والتصويت عليه تكتشف الحقيقة الصادمة. فعددياً الغالبية معنا، ولكن نوعياً التأييد لشعبنا وقضيتنا في تراجع كبير ، حيث أن العديد من الدول ذات الوزن السياسي والاقتصادي الكبير، والتي كانت دومً تصوت لصالحنا وتدعمنا سياسيا وماليا عارضت القرار للأسف مثل:إيطاليا، النمسا، كرواتيا، ألبانيا وغيرها، كما امتنعت دولٌ، وهي الأكبر للأسف مثل: اسبانيا، هولندا، فرنسا، الهند، اليابان، البرازيل، بلغاريا،السويد، سويسرا  اليونان وقبرص وغيرهم الكثير.

شعوب هذه الدول وبعض النظر عن طبيعة حكوماتها كانت عبر التاريخ إلى جانب حقوق شعبنا العادلة، وقدمت المساعدات بكافة أشكالها حتى كأس العالم تم اهداءه لشعبنا عام ١٩٨٢ من قبل الشعب الايطالي تقديراً ودعماً.

إذا أين الانتصار ايها السياسين والاعلامين؟

انه للأسف التراجع بعينه، وهي المصيبة المستندة الى الحقيقة والواقع المؤلم . ومن يريد أن يدفن رأسه في الرمال ويقلب الحقيقة فهو حر لذاته، ولكن شعبنا لم يعد ينطلي عليه ذلك، وخاصة في عصر التكنولوجيا والاعلام الرقمي وسرعة الوصول إلى المعلومة الصحيحة.

وحتى نسير خطوة الى الأمام علينا جميعاً، وخاصة من هم في موقع صناعة القرار من أجهزة الدولة، سيما السياسين والدبلوماسين وقيادات العمل الاهلي ومؤسسات العمل الغير حكومي المسارعة لدراسة أسباب هذا التراجع، واستخلاص العبر والخروج بتوصيات واضحة ومحددة لوقف نزيف وتراجع مكانة القضية الوطنية، والدعم الدولي لها، وخاصة الرسمي الاوروبي.

إن هذا التراجع ليس وليد صدفه كما أن الهزائم ليست قدراً، فان المسؤولية تقتضي المكاشفة وابراز الحقيقة ومواجهتها من أجل تحسين الأداء والخطاب وطريقة العمل والسلوك من أجل إعادة وضع قضيتنا الى ما تستحقه وما عهدته من التضامن الحقيقي الرسمي والشعبي.

هذه أمنيات العام الجديد لشعب قدم ولا زال التضحيات الجسام في مواجهة أشرس وأبشع وأطول احتلال ما زال جاثماً على أيٍ من شعوب العالم، والمستقبل دائما الى جانب الشعوب إذا كانت هذه الشعوب متضامنة ومسانده لبعضها البعض.