الخميس  07 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شوارع غزة تستعيد "نبض الحياة" لخمس ساعات من "الهدنة"

2014-07-17 03:33:35 PM
 شوارع غزة تستعيد
صورة ارشيفية

الحدث- غزة

بعد عشرة أيام مما يشبه حظر التجوال والإقامة الجبرية التي فرضتها عملية "الجرف الصامد" العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، عادت شوارع القطاع تنبض بالحياة مجددًا.
ومع بدء سريان "التهدئة الإنسانية" والتي استمرت لـ 5 ساعات بناء على طلب أممي، لإيصال المساعدات لسكان القطاع، خرج المئات من الغزّيين من بيوتهم، لجلب مستلزماتهم وقضاء بعض حوائجهم المعطلة منذ أيام.
ولن تضع "علياء أبو ندى" يدها على قلبها خوفًا قبل أن تغادر المنزل، لجلب بعض الطعام لصغارها الخمسة، بعد أن نفد منذ أيام، كما تقول لمراسلة الأناضول.
وقالت الأرملة أبو ندى إن ساعات التهدئة رغم محدوديتها، بالنسبة لها "كمن أنعش قلبه بعد الموت، لعيشها أيام متواصلة من الضغط النفسي لها ولصغارها، الآن تشعر بقليل من الأمان".
وأعلن صباح اليوم الخميس عن سريان تهدئة إنسانية في قطاع غزة في تمام الساعة 7:00 تغ، بعد موافقة الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية عليها، استجابة لطلب من الأمم المتحدة لتتمكن من توصيل مساعدات إنسانية.
ويشنّ سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت بمقتل 231 فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف حتى يوم الخميس بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وأكثر ما يجعل أبو ندى الأم لخمسة أبناء ترتاح قليلا، أن علامات الخوف والرعب على وجوه صغارها، وأنها ستخرج وهي مطمئنة عليهم، كما تصف للأناضول، فغياب أصوات الصواريخ الإسرائيلية العنيفة ولو لساعات محدودة سيبث في نفوس أطفالها الطمأنينة قليلا، كما تقول.
وعادت العشرات من المحال التجارية، لفتح أبوابها أمام المواطنين، وبدت الحياة طبيعية في شوارع القطاع رغم علامات الخوف التي ارتسمت على وجوه بعض المارة.
وشهدت الطرقات سير العشرات من المركبات، بعد أن كانت تغيب أصواتها على مدار الساعة طوال أيام العدوان الإسرائيلي، حتى بدت المدينة خالية من السكان.
وسيسابق زاهر العربيد الزمن في تلبية بعض حاجيات أسرته وتنفيذ عددًا من قائمة مهامه المعطلة، كما يقول للأناضول.
وقال العربيد "45 عامًا" أثناء اصطفافه هو والعشرات من المواطنين أمام إحدى الصرافات الآلية، لسحب راتبه" سأتمكن الآن من الحصول على بعض المال، وسأجلب الدواء لطفلي المصاب بفشل كلوي".
وأكدت وزارة الداخلية أنها ستعمل على تمكين موظفي حكومة رام الله السابقة، من استلام رواتبهم من البنوك خلال ساعات التهدئة.
وكانت نقابة الموظفين في القطاع العام (مقربة من حركة حماس)، قد أعربت في وقت سابق عن تفهمها تجاه قيام البنوك في قطاع غزة بصرف رواتب الموظفين في ظل الظروف الصعبة والعدوان الإسرائيلي.
وكانت النقابة تعارض، قبل بدء الهجوم الإسرائيلي، قبل عشرة أيام، استلام هؤلاء الموظفون لرواتبهم، بدعوى عدم صرف حكومة الوفاق الفلسطينية، لرواتب موظفي حكومة غزة السابقة، أسوة بهم.
وكانت أيام العدوان العشرة الماضية عصيبة جدًا على الجميع، كما يقول المواطن إسماعيل عبيد للأناضول، وكل ما نتمناه الآن أن تكون هناك تهدئة دائمة، ولكن وفق أسس ودون أن تذهب دماء الشهداء هدرًا.
 وقال عبيد إن" الوضع الإنساني في غزة صعب جدًا، وبدت الحياة لا تطاق، وأرجو أن تنتهي هذه الحرب سريعًا، وننعم بهدنة دائمة".
وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة بتدمير 694 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 14500 بشكل جزئي،وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.
وتسبب القصف الإسرائيلي بتدمير 6 محطات لـ"الصرف الصحي" تقدم خدمات لقرابة 170 ألف مواطن فلسطيني.
 وسيتمكن طارق الكحلوت من التزود بالبضاعة لدكانه، بعد أن نفذت، وقال "أحمد الله أني دكاني يقع أسفل منزلي، حتى أتمكن من فتح أبوابه للمواطنين، وأساعدهم في توفير بعض ما يحتاجون".
وأضاف: "الناس منهكة جدّا ومتعبة، عانت كثيرًا من الخوف والتوتر، ساعات التهدئة هذه جاءت لنا لتزيل عن كاهلنا الكثير خاصة الأطفال، نحن لا نريد الحرب نريد العيش بسلام وهذا ما ترفضه إسرائيل".
 
المصدر: الأناضول