الحدث
كشفت دراسة بريطانية أن الاستغناء عن كوب واحد من المشروبات المحلاة، وعلى رأسها المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر، يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) بنسبة 25%.
وأوضح باحثون بجامعة كمبريدج البريطانية، فى دراسة نشروا تفاصيلها، يوم السبت، فى العدد الأخير من مجلة "الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري"، أن مجرد تغييرات بسيطة فى نمط الحياة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة في المستقبل.
ووجد الباحثون أن المشروبات السكرية هي المسؤولة عن زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (يصيب 90% من مرضى السكري)، لكن التحول إلى تناول المشروبات غير المحلاة مثل القهوة والشاي أو الماء قد يخفض خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير.
ولمعرفة تأثير النظام الغذائي على مرضى السكري، تابع الباحثون أن أكثر من 25 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 79 عاما، وخلال فترة الدراسة التى امتدت 11 عامًا، أصيب 847 شخصًا من المشاركين بمرض السكري من النوع الثاني.
ووجد الباحثون أن المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة والحليب المحلى ترتبط مع تزايد حالات مرض السكري، لكن فى المقابل فإن المشروبات مثل الشاي أو القهوة وعصير الفواكه الطازجة (بدون سكر) لا يزيد خطر الإصابة بالسكرى.
وأظهرت النتائج أن مجرد الاستغناء عن كوب واحد من المشروبات المحلاة بالسكر يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكرى بنسبة تصل إلى 25%، وإذا استغنى الشخص عن كوببين يوميًا سترتفع نسبة خفض الخطر إلى 33%.
وقالت نيتا فوروهي، قائد فريق البحث بالجامعة: "الدراسة تعتمد على إمكانية تقليل عبء مرض السكري عن طريق خفض نسبة الطاقة الناتجة عن تناول المشروبات المحلاة، وهذا يتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية بالحد من تناول السكريات في النظام الغذائي"، بحسب الدراسة.
يذكر أن 90% من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدنى، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوى.
فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكر عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن 34.6 مليون شخص أو ما نسبته 9.2% من عدد السكان البالغين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصابون بداء السكري حاليا، وتوقع الاتحاد فى أحد تقاريره، أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 67.9 مليون مصاب بحلول 2035.