الحدث للأسرى
أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى أن سلطات الاحتلال صعّدت خلال عام 2022 من اللجوء لعزل الاسرى انفرادياً، حيث وصل عدد الاسرى المعزولين الى 70 أسيراً، لا يزال منهم (41) أسيرًا يقبعون فى زنازين العزل بظروف قاسية.
وأوضح مركز فلسطين أن تصعيد الاحتلال لسياسة العزل هو امتداد للتصعيد الذي نفّذته إدارة السجون عقب عملية (نفق الحرّيّة)، في سبتمبر 2021 والتي عزلت على أثره العشرات من الاسرى في مقدمتهم الأسرى السّتة المعاد اعتقالهم"، إضافة الى خمسة أسرى "اتهمتهم" إدارة السّجون بمساعدتهم بهدف الانتقام منهم وترميم صورتها التي داسها الاسرى بنجاحهم في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع المحصن.
مدير المركز الباحث رياض الأشقر اعتبر سياسة العزل الممنهجة، تُشكّل إحدى أقسى، أنواع الانتهاكات التي تُنفّذها إدارة السّجون، والتي تهدف من خلالها تصفية الأسير جسديًا ونفسيًا، من خلال عزله لفترات طويلة بشكل منفرد في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، فهي معتمة، وضيقة، ومتسخة، وتمتلئ بالرطوبة، والعفونة، فيها حمام ارضي قديم، وتنتشر فيها الحشرات، وخلال العزل يفقد الأسير شعوره بالزمن، ولا يسمح له بالخروج إلى "الفورة" إلى جانب رفاقه الأسرى، بل يخرج إلى ساحة السّجن "الفورة" وحيدًا ولفترة قصيرة، والطعام المقدم لهم سئ جداً.
وأضاف الأشقر أن إدارة السجون لا تكتفى بالعزل إنما تمارس بحق المعزولين العديد من أساليب التنكيل حيث تحرم الأسير المعزول من زيارة العائلة والمحامي، خاصّة إنّ كان عزله بأمر من المخابرات، كما تحرمهم من شراء أي غرض من الكنتين، وتحرمهم من ممارسة الرياضة وتراقب حركاتهم عبر كاميرات مراقبة مثبتة داخل الغرف وغيرها من الانتهاكات.
كما تسبب العزل بإصابة عدد من الأسرى بمشاكل نفسية حادة، ولا يمكّن إنقاذهم إلا بإنهاء اعتقالهم ومتابعة أوضاعهم النفسيّة والصحيّة خارج السجون، ومنهم الأسير المقدسي الفتى أحمد مناصرة، الذي يواصل الاحتلال عزله إنفراديًا في ظروف قاسية منذ أكثر من عام، حيث أصيب بحالة نفسية صعبة ولا يستطيع التعرف على زملائه.
وأشار الأشقر الى أن الأسرى استطاعوا إنهاء سياسة العزل الانفرادي خلال إضراب الكرامة عام 2012 والذي استمر لمدة 28 يوماً بإخراج كافة المعزولين في ذلك الوقت إلا أن إدارة السجون عادت الى سياسية العزل مرة أخرى وبشكل موسع، ومن أقدم الاسرى المعزولين الأسير محمد جبران خليل من رام الله، والذي فاق مجموع سنوات عزله أكثر من 15 عامًا، ويعاني من مشاكل نفسية وعصبية بسبب عزله الطويل، وهو معتقل منذ عام 2006 ,محكوم بالسّجن مدى الحياة.
كما تعزل الأسير ياسر زيد صلاحات من مخيم جنين، فى زنازين معتقل "جلبوع"، منذ أكثر من عام في أوضاع اعتقاليه "غاية في السوء". و تتعمد نقله بشكل تعسفي كل ثلاثة أشهر من عزل إلى آخر، وتسمح له بزيارة المحامى كل فترة طويله ويحضر لغرفة الزيارة مكبل اليدين والرجلين، بذريعة أنه يُشكل خطرا على أمن الاحتلال".
كذلك تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسير محمد نايفة منذ أكثر من شهرين، في ظروف قاسية وصعبة، في زنازين سجن "جلبوع" وهو معتقل منذ 20 عامًا، ويقضي حُكمًا بالسّجن المؤبد 14 مرة.
وطالب مركز فلسطين المنظمات الدولية بتشكيل لجنة قانونية وزيارة أقسام العزل والاطلاع على الأوضاع القاسية التي يعيشها الاسرى المعزولين ووضع حد لمعانتهم المتفاقمة قبل فوات الأوان، وتجريم الاحتلال بارتكاب جريمة حرب واضحة باستمرار عزل الاسرى في قبور العزل الانفرادية.