الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| ماذا لو استضافت "إسرائيل" كأس العالم؟

2023-01-18 08:48:50 AM
ترجمة الحدث| ماذا لو استضافت
تعبيرية

ترجمة الحدث- براء بدر

كتبت الفلسطينية، سارة عمرو، مقالة مبنية على توقعات وأحداث تخيلية، حول إمكانية استضافة الاحتلال الإسرائيلي، فعاليات كأس العالم لكرة القدم.

وجاء في المقالة:

إذا تم اختيار إسرائيل لاستضافة كأس العالم، فعلى العالم أن يعرف أن إسرائيل لديها احترام كبير لكرة القدم بالضبط كاحترامها لحياة الفلسطينيين. 

"ليس من المستغرب أن تتمتع "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" بهذه المكانة بعد "أدائها المهووس" في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وكفر قاسم، حيث أن  إسرائيل كانت بارعة في إخفاء جرائمها."

في العام الماضي، عندما استضافت قطر كأس العالم 2022، قدم الدعم العربي لفلسطين عرضًا قويًا، مما يوضح أن التطبيع العربي الرسمي مع إسرائيل كان فقط على مستوى الأنظمة العربية الفاسدة. وبرزت فلسطين على أنها البطل الحقيقي لمونديال 2022، لكن هذا لا يعني أن كل شيء على ما يرام، فبعد أكثر من عام بقليل من كأس العالم 2022، أعلن الفيفا رسميًا أن إسرائيل ستستضيف المنافسة العالمية المرموقة في عام 2030، على الرغم من الغضب والإدانة الدولية.

بعد أن أعلن رئيس الفيفا أن أعضاء اللجنة التنفيذية البالغ عددهم 22 عضوا قد صوتوا لمنح بطولة 2030 لدولة يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين مستعمر غير شرعي، ستكون إسرائيل واحدة من المستعمرات الاستيطانية القليلة المتبقية في العالم التي سيتم منحها هذا الشرف، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، اللتان تستعدان لاستضافة كأس العالم في عام 2026.

ليس من المستغرب أن تتمتع "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" بهذه المكانة بعد "أدائها المهووس" في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وكفر قاسم، حيث أن  إسرائيل كانت بارعة في إخفاء جرائمها.

في السنوات السابقة، حاولت إسرائيل إعادة تأهيل صورتها من خلال "إعادة تسمية" نفسها بـ "وادي السيليكون كصديق للبيئة في الشرق الأوسط" ، أو كملاذ لحقوق المثليين وسط بحر من التعصب. 

وصفت هذه المحاولات "الساخرة" بأنها "ظاهرة الغسل الأخضر" و "غسيل وردي"، واستضافة كأس العالم تزيد الطين بلة، إذ أنها حالة كلاسيكية للغسيل الرياضي، لأسباب ليس أقلها أن إسرائيل تهاجم لاعبي كرة القدم الفلسطينيين بشكل روتيني، وتعوق الفلسطينيين عن ممارسة الرياضة التي يحبونها.

سجنت إسرائيل أعضاء منتخب فلسطين مثل محمود سرسك، وأصابت أرجل لاعبي كرة القدم ما تسبب في إعاقتهم مدى الحياة، وقتلت لاعبين سابقين مثل عهد زقوت، وقصفت ملاعب كرة قدم في غزة، واستهدفت وقتلت أربعة صبية بينما كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ غزة أثناء الحرب الإسرائيلية في عام 2014.

تحترم إسرائيل الرياضة بقدر احترامها لحياة الفلسطينيين

عندما استضافت قطر كأس العالم، شهدنا المعايير الأخلاقية المذهلة التي وضعها العالم الغربي. احتج العديد من الأوصياء على انتهاكات حقوق الإنسان، مثل المنتخب الألماني، لكن لا رأي للمنتخب الألماني الآن.

"فريق كرة القدم الأكثر عنصرية في البلاد"

من هم الأبطال الذين يلعبون لصالح إسرائيل؟ سيضم فريق كرة القدم الإسرائيلي لاعبين من فريق بيتار القدس، الذي يسميه معجبوه بفخر "فريق كرة القدم الأكثر عنصرية في البلاد". دفعت محاولة قصيرة الأمد قام بها أحد أفراد العائلة المالكة الإماراتية لشراء حصة 50٪ في الفريق، المشجعين إلى التمرد على الفريق بعد نية المالك أن يكون ببساطة منفتحًا على قبول اللاعبين العرب.

ثلاثون ملعب كرة قدم في إسرائيل تقف فوق أراض مسروقة

حثت حملة دولية عام 2016، الفيفا على طرد أندية كرة القدم الإسرائيلية التي تلعب في الملاعب المقامة في مستوطنات الضفة الغربية، وذلك بعد تقرير لـ "هيومن رايتس ووتش" يوثق كيف تلعب الفرق الإسرائيلية في المباريات التي يرعاها الفيفا على أرض فلسطينية مسروقة.

 وكما كان متوقعا، أجلت الفيفا الحكم في الأمر، ربما يجب أن يذكرنا هذا بأن جميع ملاعب كرة القدم الإسرائيلية، وليس فقط تلك الموجودة في الضفة الغربية، مبنية على أرض مأخوذة من أصحابها الشرعيين.

"ما الذي يمنع إسرائيل من طرد المزيد من الفلسطينيين من أجل المونديال؟ التطهير العرقي البطيء أصبح، للأسف طبيعيا ومتوقعا."

قرية المالحة غرب القدس المطهرة عرقيا،  طُرد سكانها الأصليين من منازلهم في تموز / يوليو 1948 على يد الجماعات الصهيونية شبه العسكرية (الإرغون والبلماح). واليوم تستضيف المالحة لاعبين إسرائيليين من فريق "بيتار القدس".

لا يتوافق أي من هذه الملاعب مع لوائح الفيفا، ويمكن أن يستوعب ملعب Teddy ما يصل إلى 31733 شخصًا، بينما تتطلب شروط الفيفا أن يستوعب  أصغر ملعب ما لا يقل عن 40.000 شخص، والأكبر يصل إلى 80.000، بالتالي سيتعين على إسرائيل إما بناء ملاعب جديدة، أو توسيع ملاعبها الحالية، بالطبع، على المزيد من الأراضي الفلسطينية المسروقة. الخطط الإسرائيلية لإجلاء الفلسطينيين لإفساح المجال للملاعب الجديدة جارية بالفعل.

هناك سابقة لهذا، حيث دعت بلدية القدس التي تديرها إسرائيل، في يوليو 2021، إلى إخلاء 100 عائلة من أجل بناء حديقة توراتية، كانت إسرائيل مستعدة لإجلاء العائلات الفلسطينية التي تحمل وثائق ملكية وتصاريح.

ما الذي يمنع إسرائيل من طرد المزيد من الفلسطينيين من أجل المونديال؟ التطهير العرقي البطيء أصبح، للأسف طبيعيا ومتوقعا.

إسرائيل بدأت بالفعل خططا لتوسيع مستوطنات مثل موديعين، وكشفت تسريبات حكومية عن خطة إسرائيل لتوسيع 15 مستوطنة في جميع أنحاء الضفة الغربية؛ لإفساح المجال لملايين الضيوف الذين يحضرون كأس العالم 2030. وتعتبر إسرائيل بالطبع هذا بمثابة نعمة اقتصادية للفلسطينيين، حيث تعد العمال الفلسطينيين بمنحهم تصاريح عمل إضافية لبناء الملاعب الجديدة.

لم تعلن إسرائيل بعد عن عدد العمال المطلوبين للبناء، لكن بناءً على البطولات السابقة، ستحتاج إسرائيل إلى 40 ألف عامل على الأقل. وعلى عكس قطر، لا تحتاج إسرائيل إلى توظيف عمال أجانب، لديها احتياطي من العمالة الرخيصة على أبوابها، حيث تمنح العمال الفلسطينيين عائدًا قصيرًا إلى قراهم الأصلية "المشوهة الآن".

في عام 2022، كان هناك 204000 فلسطيني يعملون في إسرائيل. وعلى الرغم من أن الأجور الإسرائيلية بالتأكيد أعلى من الحد الأدنى للأجور لدى السلطة الفلسطينية، إلا أن ظروف العمل للفلسطينيين في إسرائيل كارثية، ويعانون من نقص تدابير السلامة، وعدم وجود تأمين، وانتهاكات متفشية لقانون العمل الإسرائيلي.

لم يتم الكشف عن اللوائح المتعلقة بتأشيرات الزيارة للفلسطينيين من جنسيات أجنبية، لكن النقاد الدوليين أثاروا مخاوف من استمرار التمييز ضد الرعايا الأجانب من أصول فلسطينية خلال كأس العالم، بالنظر إلى فرض إسرائيل للقيود الصارمة العام الماضي على سفر من هم من أصل فلسطيني إلى الخارج. 

سيتم الإعلان عن مزيد من المعلومات حول كأس العالم 2030 من قبل إسرائيل في السنوات القادمة، ولكن كن مستعدًا للعناوين التالية: "ضم الضفة الغربية لإفساح المجال لكأس العالم"، "توسيع المستوطنات الإسرائيلية أمر لا مفر منه على الرغم من كأس العالم" و "إسرائيل تعلن ناس ديلي كسفير لكأس العالم للسلام".