الحدث- محمد مصطفى
لازالت الآثار المدمرة لإغلاق أنفاق التهريب مع مصر تتكشف واحدة تلو الأخرى، وتتسع دائرة الضرر التي أصابت المواطنين وممتلكاتهم ومنشآتهم تدريجياً.
فبعد توقف مهن كثيرة، كان آخرها مهنة الحدادة، جراء نفاد "سياخ اللحام"، التي كان مصدرها مصر، باتت آلاف الدراجات النارية، والمركبات التي تم تهريبها من مصر عبر الأنفاق، عرضة هي الأخرى للتوقف، بسبب نفاذ قطع الغيار من السوق المحلية، وتعذر جلب غيرها، مع استمرار إغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر.
فالدراجة التي تتعطل، يبذل مالكها جهد كبير من أجل توفير قطعة غيار مناسبة لها، وقد يضطر لجلب قطع مستعملة، وبأضعاف أسعارها الأصلية.
معاناة كبيرة
المواطن منير خليل، أكد أنه يعاني منذ مدة في البحث عن إطارات مطاطية لدراجته، بعد أن بليت الإطارات القديمة، ووجب تغييرها.
وأشار خليل إلى أن الإطارات شبه مفقودة من السوق وأسعارها مرتفعة، قد يصل ثمن الاثنين منها إلى أكثر من 800 شيكل، ما اضطره للبحث عن مستخدمة.
وأكد أنه وبعد بحث طويل وجد إطار مستخدم للعجلة الخلفية وهو الأهم، ولازال يخوض رحلة بحث لإطار آخر، متمنياً أن يجده.
ونوه خليل إلى أن الدراجة النارية بالنسبة له ولغيره من المواطنين باتت ضرورة من ضروريات الحياة، فهي وسيلة مواصلات سريعة، واستهلاكها للوقود محدود، ناهيك عن قدرتها على إيصال صاحبها لأية منطقة، حتى لو كانت ترابية لا تصلها المركبات.
وبين أنه يحاول قدر المستطاع الحفاظ على دراجته التي اشتراها منذ مدة، ويتخذ كل الخطوات التي نصحه بها المختصون، من أجل إطالة عمرها.
أما المواطن يحيى نصر، فأكد أنه بات يدرك بأن الدراجات النارية لن تدوم طويلاً في غزة، ما لم يتم استيراد قطع غيارها عبر المعابر الرسمية، خاصة وأنها متوفرة في الصين بكثيرة، ورخيصة.
أهمية كبيرة
وأكد أنه ومن أجل الحفاظ على دراجته، وخوفاً من توقفها، بات يبحث عن القطع الأكثر تعطلاً، ويقوم بشرائها وتخزينها في منزله، لاستخدامها عند الضرورة.
وبين نصر، أن الدراجة بالنسبة له مهمة جداً، لاسيما أنه يقطن في منطقة ريفية نائية، من الصعب وصول المركبات إليها، لاسيما وأن شوارعها ترابية، فهو يستخدم الدراجة في تنقلاته، وجلب احتياجات عائلته، بعد أن صمم لها صندوق خلفي.
وتمنى نصر أن تحل مشكلة الدراجات النارية سريعاً، ويتم توفير قطع الغيار المطلوبة في السوق كما كان سابقاً.
أما المواطن جميل عليان، ويعمل في تجارة الدراجات، فأكد أن قطع الغيار التي كانت تصل غزة من خلال الأنفاق لم تعد متوفرة، والكميات التي تصل محدودة، والاعتماد حالياً على ما بقي متواجداً في مخازن التجار.
وبين أنه وباقي التجار باتوا يبحثون عن الدرجات القديمة والمتهالكة، لشرائها وتفكيكها، وبيع ما يصلح كقطع غيار، فهذا أفضل من بيعها كما هي.
ولفت عليان إلى أن الدرجات ستتوقف أجلا أم عاجلا، إلا في حال فتح المعبر، وسمح بإدخال القطع مع المسافرين القادمين من مصر، فهذا من الممكن أن ينقذها، خاصة في ظل تعذر إدخال قطعها من خلال المعابر مع الرسمية.