نسعى لإعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين في الخارج وشعبنا في الوطن
الحدث – محمد فايق
تحتضن مدينة رام الله، أكبر مؤتمر اقتصادي فلسطيني، "مؤتمر المستثمرين الفلسطينيين في الوطن والشتات" الذي انطلق في الرابع من أيار، بمشاركة 500 رجل أعمال فلسطيني من الخارج والداخل.
رجل الأعمال الفلسطيني فاروق الشامي، صاحب أكبر شركة تجميل في الولايات المتحدة الأميركية، يقف بالقرب من شباك مكتبه في شركته الجديدة التي أسسها في فلسطين لتكون إحدى فروع شركته العالمية، وعينيه على فعاليات المؤتمر الذي يضع عليه وآخرون الآمال للإعلان عن حزمة كبيرة من المشاريع المستقبلية التي تروي تراب الوطن.
ويسعى الشامي إلى أن يتمكن المؤتمر من جمع مليار دولار بشكل مبدئي، للاستثمار في مشاريع جديدة في فلسطين، والمساهمة في دعم ومساندة رجال الأعمال والمشاريع القائمة أصلاً ضخ الأموال فيها، وتطويرها، إضافة إلى إيجاد مشاريع جديدة تساهم في تطوير الاقتصاد الفلسطيني وتشغيل الأيدي العاملة خاصة فئة الشباب الذين يشكلون العمود الفقري لأي اقتصاد في العالم.
التقت صحيفة "الحدث" مع رجل الأعمال فاروق الشامي، قبل المؤتمر بقليل، وكان هذا اللقاء.
حدثنا عن المؤتمر وأهدافه؟
الهدف والغاية من المؤتمر جلب المغتربين الفلسطينيين للمساهمة في بناء الاقتصاد الفلسطيني مع رجال وسيدات الأعمال الفلسطينيين وتشغيل الأيدي العاملة من أجل الصمود الفلسطيني، هذا هدفنا الأساسي، نريد من رجال الأعمال الاستثمار في فلسطين وليس تقديم منح ومساعدات، على أن تكون المشاريع التي سيقومون بها جديدة وحديثة وألا تنافس المشاريع القائمة في فلسطين. أو دخولهم كمستثمرين في مشاريع قائمة من الأصل.
نريد أن تكون فلسطين مكتفية ذاتياً في الأمور الصناعية، خاصة الغذائية، لماذا نحن ما زلنا نحتاج إلى استيراد العديد من المنتجات الغذائية من إسرائيل؟ خاصة مشتقات الحليب مع أنه يمكننا الاعتماد على أنفسنا والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وكذلك فيما يخص العديد من القطاعات والمشتقات.
فلسطين لا يوجد فيها مصنع أعلاف، وهذا شيء غريب، كما أن زراعة الأعشاب قليلة رغم أن الأرض تعتبر جيدة وخصبة، لذلك يمكن لنا إحضار بذور العديد من الأعشاب والأشجار وتوزيعها على المزارعين في كافة المناطق للزراعة والإنتاج وإيجاد شركة مختصة تقوم بشراء كافة المحصول وتجميعها ثم بإمكاننا عمل العديد من المنتجات من الأعشاب المفيدة لشعبنا والاقتصاد الفلسطيني.
ما هو المبلغ الذي تتوقعون أن يجمعه المؤتمر؟
العديد من المشاريع الكبيرة التي تحتاج رأس مال ضخم، وتعتبر مشاريع مهمة وسيادية للاقتصاد الوطني، لذلك نسعى من خلال المؤتمر إلى جمع مليار دولار بشكل مبدئي. اجتمعت مع 28 رجل أعمال فلسطيني من مختلف الولايات الأميركية، كل شخص منهم يمثل ولاية أو مجموعة، وتعهدوا بتنفيذ مشاريع لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني على الازدهار والمشاركة في المؤتمر.
ما هي المشاريع التي ستطرح في المؤتمر؟
تم تحضير دراسة ستعرض في المؤتمر تتحدث عن المشاريع، إضافة إلى أنه سيتم الحديث عن برنامج (Start ups) لتشغيل الشباب، في كافة القطاعات المهمة (الزراعة، الصناعة، الخدمات، تكنولوجيا المعلومات)، خاصة مع وجود العديد من الخريجين الشباب الجدد الذين يحاولون البحث عن العمل لكن مع عدم وجود مشاريع في الوطن للعمل سيبدأون في البحث عن فرص في الخارج سواء الخليج العربي أو أميركا أو أوروبا ومعظمهم لا يعود إلى الوطن، والذين لا يجدون عملاً في الوطن يلجأون إلى العمل في المستوطنات أو الإسرائيلية.
إن إيجاد مشاريع وتشغيل الشباب ووجود اكتفاء ذاتي في الوطن يجلب الصمود والسلام، لا يمكن إيجاد دولة مستقلة من دون اقتصاد مستقل، استراتيجية السلطة وأهم ما يشغل الشارع هو إن كان يوجد رواتب هذا الشهر أم لا، وهذا شيء خاطئ.
برأيي لا يوجد "ضربة لازم" على الدول المانحة لتقديم المنح للفلسطينيين بشكل دائم، قد تأتي فترة لا أحد يقدم أي منحة للفلسطينيين. يوجد 7-8 مليون فلسطيني في الخارج، إذا كل شخص منهم شغل مواطنا في الداخل يصبح هناك اكتفاء وصمود للجميع، ترتفع أيضا مستوى المعيشة للمواطنين، وهذا يؤكد أن كل شيء يعتمد على الاقتصاد.
كما سيتم التركيز على قضايا التعليم بشكل كبير، يوجد خبير من ألمانيا يملك ما يقارب 23 معهد و5000 موظف يعملون لديه، سيأتي لتقديم خبرته والحديث في المؤتمر ضمن محور الاستثمار في القطاع التعليمي وأبعاده.
على ماذا تعولون في المؤتمر بخصوص المشاركين فيه من الخارج؟
رجال الأعمال الذين سيشاركون في المؤتمر لا يطمعون في الربح من فلسطين، أو زيادة رأس مالهم على حساب الشعب الفلسطيني، بل على العكس تماماً، نحن نحرص على الاستثمار هنا، كما استثمرنا في الخارج وقدمنا العديد من الأمور من تحسين وتطوير اقتصادات الدول علينا تطوير اقتصادنا، لم نأت إلى هنا لنزاحم من هم موجودون، بل المساعدة والاستثمار في مشاريع جديدة.
كما أن جل ما قمنا ركزنا به في الخارج أثناء الحديث مع رجال الأعمال هو ملامسة عواطفهم والحديث أيضاً عن الواقعية لأنها أمر مهم لهم. كلهم يحبون الوطن ويتمنون الاستثمار في الوطن.
كما أن فلسطين سوق أخضر وأرض خصبة للاستثمار ويمكن العمل فيه والنجاح، لكن نريد الإصرار والإرادة.
كيف بدأ التفكير بالمؤتمر؟
بدأنا في التخطيط للمؤتمر منذ أكثر من عام ونصف، أول اجتماع كان في تركيا دعا له غرفة التجارة الفلسطينية التركية، كان الهدف منه وقتها تجميع من هم في الشتات وطلب مني تقديم كلمة في الحفل لا أكثر، وثاني يوم من الاجتماع تم تشكيل لجنة تحضيرية وتم انتخابي رئيساً لها بالإجماع، وطلبت منهم في بداية الأمر أن يكون الموضوع مهني تماماً وأن يكون المؤتمر للعمل الفعلي وأن نعمل بجد.
اللجنة التحضيرية تتكون عن 10 رجل أعمال، وتم الاتفاق على أن يحضر كل شخص منهم على الأقل 10 رجال أعمال مستثمرين من الخارج، واتفقنا على أن يكون المركز للمؤتمر في مدينة رام الله وليس تركيا، ثاني اجتماع كان في الأردن ثم اجتمعنا في بودابست، ورابع اجتماع في الأردن، وقبل ثلاث أسابيع عقدنا اجتماعنا الخامس في عمان أيضاً.
كم عدد الأشخاص الذين سيحضرون المؤتمر، ومتى الموعد المقترح؟
تم حصر من المدعوين من الخارج حتى الآن 100 رجل أعمال، 15 منهم من أميركا، وعدد جيد من أوروبا، وأميركا الجنوبية، وتقريبا 20 رجل أعمال في الدول العربية، إضافة لـ100 -150 رجل أعمال من الوطن منهم 20 رجل أعمال من داخل أراضي العام 1948. وسيكون المؤتمر تحت رعاية وحضور الرئيس محمود عباس، حيث كان من المفترض أن يكون في 29 نيسان، لكن في هذا الوقت يكون مشغولاً لذلك تم الاتفاق على أن يكون في الرابع والخامس من أيار المقبل.
ما هو برنامج المؤتمر؟
سيبدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية سألقي أنا، ثم كلمة راعي المؤتمر الرئيس محمود عباس، ثم سيلقي كلمة رجل أعمال من الوطن كلمة ويليه رجل أعمال من الخارج، ثم تبدأ جلسات المشاريع بتقديم المشاريع المقترحة للعمل وستوزع كافة المشاريع المقترحة.
تم إنشاء شركة قابضة (Palestine Bossiness International Group) مؤلفة من 15 رجل أعمال إلى الآن، وستكون خصوصية محدودة قرر أعضاؤها من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، سيتفرع من الشركة شركات استثمارية متخصصة في مجالات (التعليم، التكنولوجيا، الصناعة، الزراعة، الخدمات) يستطيع الجميع المساهمة فيها، ولكل رجل أعمال الحق في الاستثمار بما يريد في الشركات. إضافة لتمكين برنامج تشغيل الشباب من العمل ضمنها.
ما الذي يجمع رجال الأعمال في الولايات المتحدة؟ وما هي أهدافهم؟
نحن كرجال أعمال مغتربين لا نتدخل في الشؤون السياسية في فلسطين، وكل ما يهمنا الاقتصاد والاقتصاد والاستثمار في فلسطين فقط، في أميركا لدينا ثلاثة أهداف، الأول هو التصويت، والثاني التواصل مع الجميع لتكبير اللوبي العري والإسلامي لأننا إذا نجحنا في تكبير اللوبي العربي سننجح في تحديد من هو الرئيس الأميركي المقبل ليس في هذه الانتخابات لكن قد ننجح بعد حملتين انتخابيتين، والأمر الثالث هو الاستثمار في فلسطين ودعم الاقتصاد الوطني.
نحن ندعو الجالية الفلسطينية دائما للمشاركة في التصويت بالانتخابات الأميركية، ليس مهما لمن يصوتون سواء للحزب الجمهوري أو الديمقراطي لكن من المهم أن يكون لنا تأثير على السياسة الأميركية، هكذا نجح ويعمل اللوبي اليهودي في أميركا.
كيف ستكون العلاقة بين رجال الأعمال في الخارج والداخل؟
كافة رجال الأعمال من الخارج الذين سيشاركون في المؤتمر سيكونون داعمين لرجال الأعمال في الوطن، سيكونون (مضخة وليس شفاطة)، لن يسمح لأحد بعمل مشاريع جديدة منافسة لمشاريع موجودة أصلاً في الوطن، كافة رجال الأعمال القادمين سيدعمون الاقتصاد الفلسطيني ويساعدون في توسيع الاستثمار بقطاعات جديدة ومشاريع مميزة وجديدة، كما يمكن الاستثمار في مشاريع قائمة على الأرض من خلال الاتفاق بين رجال الأعمال في فلسطين مع المستثمرين الذين يودون الاستثمار بمشاريع قائمة، لتوسيعها وتحسينها وضخ الأموال فيها.
كافة المستثمرين القادمين يريدون مساعدة الاقتصاد الفلسطيني في النهوض والتطور.