وأضاف أبو عامر (مدرس العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة) في حديث لوكالة الأناضول أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوعز لجيشه بهذا القرار، بعد تلقيه لانتقادات حادة، وهجوم داخلي دفعه للذهاب نحو معركة تعيد لجيشه هيبة الردع.
وتابع:" المقاومة وبفعل ما أنجزته من اختراقات، وتطور نوعي وعسكري، أفقدت إسرائيل القدرة على اتخاذ القرار السليم، والآن جاءت هذه العملية البرية التي ستكون محدودة من أجل إرضاء الشارع الإسرائيلي، وتحسين صورة حكومة "نتنياهو".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، مساء أمس الخميس، من أجل تنفيذ ما قال إنها عملية لضرب الأنفاق "الإرهابية" التي تخرج منً قطاع غزة وتدخل الأراضي الإسرائيلية.
وأكد أبو عامر أنّه من الصعب على إسرائيل أن تستمر طويلا في معركة، بدأتها لأجل أن تدير معركة أخرى هي "عض الأصابع".
وتابع:" حركة حماس ترفض المبادرة المصرية للتهدئة، وتريد شروطا تحقق مطالب المقاومة، ومن أهمها الرفع الكامل والنهائي لحصار غزة، والعملية البرية واشتداد القصف، تنوي إسرائيل من خلاله إجبار المقاومة على التنازل، والقبول باتفاق سريع لوقف إطلاق النار".
ويتفق هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية، في الجامعة الإسلامية بغزة، مع قول أبو عامر في أن إسرائيل تريد إدارة معركة "عض الأصابع".
وأضاف في حديث لوكالة الأناضول:" لا تستطيع إسرائيل، أن تواصل حربا طويلة على قطاع غزة، وخاصة العمليات البرية، ليقينها بأنّ المقاومة في الميدان البري أكثر شراسة وتطورا، وأن الخسائر في صفوف جيشها ستكون كبيرة".
ولفت البسوس، إلى أنّ إسرائيل تدرك جيدا أن كابوسا حقيقيا في انتظار جيشها، على الحدود مع القطاع.
واستدرك:" لن تغامر إسرائيل بالاصطدام بغزة أخرى تحت الأرض"، في إشارة لشبكة الأنفاق التي يعتقد أن حماس أنشأتها داخل قطاع غزة.
وأضاف:"هي الآن تحاول أن تضغط على المقاومة من خلال ما قد تسببه العملية البرية من خسائر بشرية في صفوف المدنيين، ومن خلال إتباعها لسياسة (الأرض المحروقة) في عملياتها البرية".
وتحاول إسرائيل من خلال العملية البريّة، أن تقوم بالضغط سياسيا على حركة حماس، للقبول بالمبادرة المصرية للتهدئة، كما يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأضاف عوكل في حديث لوكالة الأناضول:" صحيح أن إسرائيل، تبحث عن إرضاء الشارع الإسرائيلي، من خلال القيام بعملية برية، والتلويح بإنجازات ضربها واستهدافها للمقاومة، لكن الأكيد أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في عملية برية محدودة، من أجل الضغط على المقاومة في غزة، وتحديدا حركة حماس".
ودعت مصر الاثنين الماضي، إلى مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
ورفضت حركة حماس بشكل رسمي المبادرة، وقالت إنّها أبلغت القاهرة بشكل رسمي اعتذارها عن قبول مبادرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والمقاومة.
وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية، إن هناك مباحثات تجري حاليا لإنضاج اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بجهود دولية.
وتأتي عملية الهجوم البري الإسرائيلي، بعد ساعات من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها صباح أمس، عن تنفيذ عملية تسلل في منطقة صوفا قرب الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأكدت أن عناصرها تمكنوا من استكمال مهمتهم، وعادوا جميعًا بسلام.
(المصدر: الأناضول)