الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"بدايات نحو التغيير" تنهي عقدا من المغامرة.. في انتظار الأمل

2023-02-05 12:23:30 PM
مجلة بدايات

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

في مقال أرفقه رئيس تحرير ومؤسس مجلة بدايات نحو التغيير فواز طرابلسي، أوجز فيه نحو عقد من المصاعب التي رافقت المجلة منذ انطلاقتها في أيار عام 2012، حتى صدور العدد العاشر منها مطلع كانون الثاني الماضي، وفي تسلسل زمني لتأسيس المجلة، أورد طرابلسي بعضا من العوائق التي تمثلت في منع نشرها في عدد من الدول العربية كدول الخليج وسوريا، ثم إيقاف توزيعها في دول أخرى إما بسبب الحرب في اليمن، وإما بسبب المنع كمصر، وإما لأسباب لم يفصح عنها كتونس، بالإضافة إلى عائدات المبيع والاشتراك الرمزية على امتداد السنين، وأخيرا  قرار مؤسسة روزا لوكسمبرغ التي استقر عندها التمويل لآخر أربع سنوات من خلال شراكتها مع "بدايات"، خفض مساعداتها المالية، ليعلن أخيرا عن تعليق صدور المجلة، على أن تستكمل النشر في "مواسم تغيير جديدة".

اعتبارات جديدة لاستئناف الصدور

يقول رئيس تحرير المجلة، "إن استئناف صدورها عندما يكون ممكنا، يستوجب ميزانية من نوع جديد، تضمن تعزيز فريق المجلة من حيث العنصر البشري، ورفع ميزانية النشر والترجمة، والأهم اتخاذ قرار بالتعويض عن أتعاب الكتّاب"، بالإضافة إلى دخول الأسواق عن طريق شركات التوزيع، ومضاعفة الكمية المطبوعة والتحسب لأسعار شحن وبريد شاهقة بسبب ارتفاع الأسعار العام في لبنان، لتلبية الطلب المتزايد على المجلة.

ووضع طرابلسي ثلاثة خيارات للعودة، فإما أن يتطور إنتاج المجلة الورقية، أو أن ينتقل النشر إلى الصحافة الرقمية، وفي حال تعذر تنفيذ الخيارين السابقين ستضطر المجلة إلى اختتام عقد كامل من العمل.

بداية "بدايات"

العدد الأول من المجلة كان قد صدر في أيار 2012 تحت شعار "بدايات لكل فصول التغيير"، تزامنا مع الانتفاضات العربية، حيث اجتمع آنذاك أربعة من مناضلي اليسار في لبنان وهم: زهير رحال، غسان عيسى، والراحل سليمان تقي الدين، وفواز طرابلسي، واتفقوا على إطلاق فصلية فكرية ثقافية تشكل منبرا للإنتاج والتفاعل على طريق إعادة تأسيس وتوحيد اليسار اللبناني، بما يرقى إلى مستوى التحديات التي فرضها انهيار الكتلة السوفييتية ودخول المنطقة العربية عصر العولمة النيوليبرالية وخروج لبنان من الحرب الأهلية.

ورأى الرفاق الأربعة في الانتفاضات العربية "فرصة لا تعوض أمام اليسار لكي يبلور رؤاه ويعيد تأسيس قواه ويجد صلته بقواعده الاجتماعية"، بالإضافة لاقتناعهم أنه لا يزال يوجد مكان لمجلة فصلية تطمح إلى الانتشار العربي وتعيد الاعتبار للمجهود الفكري والثقافي غير المحكوم بالزائل والمتسرع، يحدوها القلق والجهد لإنتاج المعارف.

وبناء على هذا أفردت المجلة أكثر من عشرة أعداد للانتفاضات العربية في موجتها الأولى (2011) والثانية (2019)، وقد تعددت المساهمات والمقاربات وتنوعت من حيث التوثيق والتحليل والشهادة والتعبير الفني والغرافيكي والأدبي. ولكنها ظلت دائمة السعي لإثارة النقاش والتقييم واستخلاص الدروس.

ووفقا لرئيس التحرير "أفسحت المجلة مجالا واسعا لدراسة وقع النيوليبرالية وثقافة الاستهلاك على المجتمع والدولة والسياسة والثقافة في لبنان والعالم العربي، كما أولت أهمية خاصة للتعرف على تجارب ونضالات شعوب "الجنوب الكوني" وحركاتها الاجتماعية والنقابية والسياسية في هذا العصر الجديد".

وبحسب طرابلسي تعددت أقسام المجلة وتنوعت من القسم النظري إلى المتابعة الحديثة حيث أولت عناية خاصة لمهمتين صحفيتين: تعريب الأعمال الجادة والنقدية من الإنتاج المعرفي عن المنطقة العربية الصادرة عبر العالم؛ وتنمية ثقافة العين والذائقة البصرية، في سعي لأن تكون المجلة أيضا مختبرا للابتكار الفني والتشكيلي.

وفي المجلة ما يزيد عن 5 أقسام، منها قسم الذاكرة الذي أفردت فيه أعدادا خاصة لاتفاقية سايكس بيكو، مئوية تأسيس لبنان، مئوية الثورة الروسية وغيرها، وقسم الفكر والنظرية الذي اشتمل على ملفات لأعمال كارل ماركس، وروزا لوكسمبرغ، ولنتاج المفكرين الإسلاميين مثل علي شريعتي، ومحمود طالقاني، ومحمود محمد طه، كما عنيت بافتتاح أقسام بافتتاح وتغذية أقسام ليست مألوفة في الصحافة الثقافية: "الحق في المدينة" للعمارة وتوابعها، و"ثقافة الناس للناس" للثقافة الشعبية، ونهاوند للموسيقى العربية. في قسم «نون والقلم» نشرنا ملفات عن عبد الرحمن منيف وإدوارد سعيد وجون برجر، وكانت أعمال إتيل عدنان حاضرة في معظم الأعداد. وفي قسم "يا عين" تم تخصيص ملفات ودراسات لكل من دييغو ريفيرا و أمين الباشا اللبناني.

ونشرت المجلة أكثر من عدد خاص وملف عن مقاومة الشعب الفلسطيني والنزاع العربي الإسرائيلي، بالإضافة لاهتمامها بنشر أبحاث ودراسات وتحليلات مستفيضة عن النيوليبرالية ومجتمع الاستهلاك في لبنان والمنطقة.

وختم طرابلسي مقاله بالقول: لقد عاشت "بدايات" طوال تلك السنوات على عوامل عديدة لا تكتسب معنى لها لولا الأمل. فعلى أمل أن نجد ما يكفي من الأمل الكافي لتحقيق لنقلة الصحافية الجديدة. وإلا فعلى أمل أن نلتقي في مواسم تغيير جديدة.