قصيدة "اختناق" للشاعر السوري وفائي ليلا

الحدث الثقافي- أدب

ولد الشاعر السوري وفائي ليلا في دمشق عام 1964، صدرت أول مجموعة شعرية له في العام 1997 بعنوان (متوقفاً عن الضحك) عن دار الفارابي في بيروت. ومن ثم صدرت مجموعته الشعرية الثانية عام 2003 بعنوان "مغسولاً بمطر خفيف" عن دار جفرا في دمشق. المجموعة الثالثة كانت بعنوان "ما ...ليس أنا" عن دار الينابيع في دمشق عام 2006. مجموعته الرابعة كانت بعنوان "يعطي ظهره للمرآة" عن دار الفارابي في بيروت عام 2009. صدرت مجموعته الأخيرة التي ننشر منها قصيدة "اختنناق" عن دار المتوسط في إيطاليا عام 2015 بعنوان " رصاصة فارغة ...قبر مزدحم".

اختناق

أهيلوا الماء على أطفال دمشق

لعلهم يصحون

أهيلوا الماء

على وجه اختناقهم

انتافضهم على أرض الغيلة

انخلاع قلوب الأمهات

أهيلوا الماء العالي

اغسلوا أرواحهم التي تسلم لله رقيق فتنتها

جدائل الفتيات على الأرض

أفواههن التي سمك يختنق

عيونهن التي تشهق طالبة قليلاً من الهواء

أهيلوا الماء

ماء دمشق كله

على سيقان عذوبتهن

 

الأولاد معلقون على أبواب نومنا

الأطفال ينتفضون في أسرتنا

 

اسكبوا ماء الحياة

على هذا الموت

لعله يقل

اغسلوا رئات الاختناق

بدموع ورجاء الأمهات

لعله ينسحب

يا الله..

كيف احتملت إطفاء قلوب الأطفال تلك

كيف طاوعك قلبك غض أغمارهم الصغير

دون أي ارتباك

كم ملاك سقط من علياء حياده

حين أغلق للأبد تلك الجفون التي غافله الموت

 

اسكبوا ماء الصحو على غيبوبتنا

أيقظونا مما وصلنا إليه

أسكبوا ماء الحياة

على جروحنا التي تتناقص تقلصاتها باضطراد

وتهدأ

 

ملتمعون كانوا على أرض الموت

ملتمعون كسمك برء ملقى في فضه سكونه الأخير

ملتمعون على بلاط بارد لا يرأف

بثياب النوم

وبقايا النعاس المعلق

بنصف حلم انقطع

بشفاهنا التي فشلت أن تعيد تنفسا أحفق

 

اسكبوا ماء الحياة على عجزنا

لربما يصادف طفلا في نزاعه الأخير

 

ويعتذر.