الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أرشيفنا | وهذه المذبحة

2023-02-22 10:12:21 AM
أرشيفنا | وهذه المذبحة
الصفحة الأولى من صحيفة "الشعب"

الحدث الثقافي- أرشيفنا

نشرت جريدة الشعب، التي كانت تصدر في فلسطين الانتدابية، بتاريخ 5 كانون الثاني/يناير 1948، وفي زاوية حديث الشعب، مقالاً عنونته بـ "وهذه المذبحة".

المقال كما نشر في صحيفة "الشعب"

وفيما يلي نص المقال:

العرب يقتلون اليوم بالعشرات وذلك بفضل الجيش البريطاني الذي يصر على دخول المدن والقرى العربية دخول الفاتح المنتصر، بغير أن يخضع لأي رقابة أو تفتيش، وهو بذلك يسمح لليهود الجبناء المجرمين بلبس ملابسه العسكرية ودخول المدن العربية وجعلها هدفا لأقذر أنواع الإجرام الذي عرفه التاريخ.

هذا الجيش سبق أن كلمناه مراراً وطلبنا منه بواسطة لجاننا وهيئاتنا التوقف عن الدخول إلى الأماكن العربية وإلا فإن الجمهور له الحق بأن يشك في كل من يلبس الملابس العسكرية ويضعه تحت الاستجواب والاستفسار هذا إذا لم يضعه تحت رحمة رصاصه وبنادقه.

الأمة العربية تمر في أخطر أزمة عرفتها في تاريخها، وهذه الأزمة تحولت اليوم من صراع سياسي إلى معركة حربية يستعمل فيها الفريقان كل ما أوتيا من قوة وحيلة وفيها يلجأ اليهود إلى الخديعة والغدر فيقتلون النساء والأطفال والرجال ويهدمون البيوت على رؤوس أصحابها حتى يتسرب الخوف إلى قلوب العرب فيقبلوا بما حكمه عليهم هذا العالم الظالم ويخضعوا لأولئك المشردين المعذبين الذين اضطهدهم العالم في جميع أقطاره فقذفهم إلى البحر بعد ما قتل منهم الملايين.

نحن لا نتهم اليهود في شيء ولا نعيب عليهم عمل شيء لأنهم اليوم التجأوا إلى القوة المصحوبة بالغدر ولن يوقف العرب تجربتهم إلا اذا كانوا رجالا واعتمدوا على أنفسهم وأوقفوا إعطاء التصريحات والبيانات المنمقة إلى الصحف.

يجب على المسؤولين أن يجابهوا حكومة الانتداب فهي المسؤولة أولا وآخراً، كما عليهم أن ينظموا الأمور في مدينة مدينة وقرية قرية وشارعا شارعا.

هذا السفر السريع بين مصر ولبنان وعقد الاجتماعات السياسية لا يغنينا شيئا أمام قنابل المجرمين.

إن مجزرة الأمس في يافا ما هي إلا بداءة لا ينوي اليهود أن يقوموا به، ولقد عرفنا منذ أكثر من سنة إننا سنصل إلى هذه الحالة وأن الأمور ستتعقد إلى هذه الدرجة فأين التنظيم، ولما تركنا كل شيء مهملا إلى الآن.

يجب أن نكون أقوياء رجالا ولجانا، فلا نكتفي اليوم بما يعمله المسؤولون والمتزعمون فعلى كل واحد منا واجب وطني يعرفه وعليه أن يؤديه بطيبة نفس لأنه يدافع عن وطنه ويمنع اليهود الجبناء من اقتراف هذه المذابح البشرية.

نحن لا نتهم اليهود في شيء ولا نعيب عليهم عمل شيء لأنهم اليوم التجأوا إلى القوة المصحوبة بالغدر ولن يوقف العرب تجربتهم إلا اذا كانوا رجالا واعتمدوا على أنفسهم وأوقفوا إعطاء التصريحات والبيانات المنمقة إلى الصحف.

في كل بيت مأتم، وأكثر العائلات فقدت عزيزا أو عزيزين أو ثلاثة، ولم يعد الأمر لهوا.

إننا ندعو اليوم أهالي المدينة شيبا وشبانا رجالا ونساء بما في ذلك الجمعيات والهيئات المسؤولة كالبلدية واللجنة القومية إلى عقد الاجتماعات والتوجه كفرد واحد إلى هذا الحاكم المتسلطن وإنذار الحكومة وأقطابها إما بحفظ الأمن من إلا أو الخروج من بلادنا إدارة وجندا.

هذه السياسة البريطانية أصل البلاء، وهذا الجيش البريطاني يتابع سيئات حكومته كما أن علينا أن نتوجه إلى الهيئة العليا والجامعة العربية والدول العربية حلا لإنقاذ فلسطين وإلا فأعلنوها كلمة صريحة حتى نتدبر أمرنا ونحل مشاكلنا بأيدينا ولوحدنا.