الأربعاء  25 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"غارات إسرائيل"...تحرّق "الطفولة" في غــزة

2014-07-18 11:16:34 AM
صورة ارشيفية

الحدث-  غزة/علا عطاالله
 
(فلة)ِ اسمٌ لـ"زهرة صغيرة بيضاء"، أراده الغزّي طارق شحيبر أنّ يكون اسما لـ"طفلته"، كي تُورِق أيامها، وتصير فُلةً للدار، ولكل من يعرفها.
 
غير أن الغارات الإسرائيلية، المتكررة على أنحاء متفرقة على قطاع غزة، سحقّت هذه "الفلة"، وحرّقت أوراقها، وحرّمتها من النمو، كما يقول الأب شحيبر لوكالة الأناضول وهو يبكي صغيرته فلة ابنة الثمانية أعوام.
 
ويسأل طارق شحيبر عن الذنب الذي اقترفته طفلته التي تحولت مساء أمس الخميس، برفقة طفلين آخرين من العائلة "وسيم" و"جهاد" (عشرة أعوام) إلى جثث محروقة.
 
"أي ذنب اقترفوه؟ إنّهم لا يطلقون صواريخ، ولا يحملون القذائف، لقد كانوا يلعبون، يحتضنون الكرة والدمية"، يواصل الأب شحيبر، من وسط صوته المختنق بالدموع.
 
ولا يجد شحيبر إجابة على سؤاله، الذي يتكرر كلما سقط طفل في بركة من الدماء، كما حدث مع أصغرهم "فارس المهموم" 5 شهور، الذي وصل المستشفى فجر اليوم الجمعة، جثة هامدة جراء قصف استهدف مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
 
هذا الرضيع الذي بات من أهم بنوك الأهداف لإسرائيل، كما يقول والده "جمعة" لوكالة الأناضول.
 
ولن يكبر فارس، ولن يمشي ولن ينطق بكلمة "بابا"، وسيبقى سريره باردا، فارغا، إلا من دمية تسأل عن صغير لن يكبر كي يلمسها، فلقد رحل صاحبها وإلى الأبد.
 
ولن يصفق ياسين الحميدي 4 أعوام، للعيد القادم، ولن يحمل "بالونات" الفرح، ولن تلهو رهف الجبور 4 أعوام على الشاطئ الذهبي اللون، لترسم قصورا من الرمل.
 
وهولاء ليسوا أرقاما، ترفع من حصيلة عدد الأطفال القتلى كما يقول رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، بل مأساة وجريمة ضد الإنسانية.
 
وقال عبده، في حديث لوكالة الأناضول إن إسرائيل تتعمد ممارسة القتل المنظّم، بحق أطفال قطاع غزة.
 
وأضاف:" هناك استهتار إسرائيلي صارخ بحياة أطفال غزة، أكثر من 50 طفلا تحولوا إلى أشلاء، وسقطوا في أقل من أسبوعين فقط، نحن لا نتحدث هنا عن أرقام، بل عن صغار كانوا يشكلون "الحياة" بكل تفاصيلها لذويهم وأهلهم".
 
ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، أسفرت عن مقتل 246 فلسطينيا، وإصابة نحو ألفين حتى اليوم الجمعة.
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، مساء أمس الخميس، من أجل تنفيذ ما قال إنها عملية لضرب الأنفاق "الإرهابية" التي تخرج منً قطاع غزة وتدخل الأراضي الإسرائيلية.
 
وأكد عبده، أن هذا القتل والاستهداف اليومي للأطفال، تسبب بمعاناة الآخرين الأحياء، وتكفل بإخافتهم.
 
وتابع:" وفقا لبحث ميداني أجراه المرصد خلال اليومين الماضيين على عيّنة من 340 طفلاً من سكان قطاع غزة، ظهر أن 96% منهم يعانون من ما يُعرف بـ"اضطرابات النوم لدى الاطفال"، كما يعاني 87% من الأطفال الذين شملتهم العينة من "إصابات بالصدمة أو الذهول".
 
ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوم دون أن يتحول عدد من الأطفال إلى أخبار عاجلة في قصف يحوّل أجسادهم إلى أشلاء، حسبما تقول إحصائيات وزارة الصحة في غزة.
 
ورصدت وكالة الأناضول، وفقا لمصادر طبية فلسطينية مقتل 56 طفلا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، أصغرهم فارس المهموم (5 أشهر)، وكان من بين القتلى الكثير من "الأشقاء" (اثنين أو ثلاثة)، أو من عائلة واحدة (كأطفال عائلة بكر الأربعة، الذين قتلوا وهم يلعبون على الشاطئ" مساء الأربعاء الماضي، وتحولت أجسادهم بفعل الغارات إلى أشلاء ودماء لونت الرمل الذهبي.
 
 
(المصدر:  الأناضول)