الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الشعر هو الحياة" و "الحب الكلي" قصيدتان للإيراني أحمد شملو

2023-03-01 10:34:07 AM
أحمد شاملو

الحدث الثقافي- أدب

يعدّ أحمد شاملو (1925 ـ 2000) الشاعر الأبرز في خارطة الشعر الفارسي المعاصر, بعد نيما يوشيج. وقد تبلورت تجربته الشعرية من خلال انفتاحها على تراث الشعر الملحمي الفارسي من جهة والمدارس الشعرية العالمية الحديثة من جهة أخرى, يضاف إلى ذلك اسهاماته المهمة في مجال ترجمة الشعر والرواية.من أهم مجاميعه الشعرية : الهواء الطازج, حديقة المرايا, اللحظات والأبدية , أبدا في المرآة, يدا الشجرة والخنجر والذكرى, مراثي التراب, التبرعم في الضباب, إبراهيم في النار, أغاني الغربة الصغيرة.

ننشر في الحدث قصيدتان للشاعر الإيراني أحمد شاملو، وهما "الشعر هو الحياة" وقصيدة "الحب الكلي".

الشعر هو الحياة

موضوع الشعر لدى الشاعر القديم

لم يكن عن الحياة

وفي فضاء مخيلته القاحلة

لم يكن يتحدث إلا عن الشراب والمحبوب

كان يعيش ليل نهار في الخيال

مقيداً بشراك ضفائر الحبيبة المضحكة

في حين أنّ آخرين

يُعوِلون في أرضِ الله ثملين!

موضوع الشعر

اليوم

موضوع آخر…

الشعر اليوم، سلاح الشعب

لأن الشعراء

فروعٌ في غابة الشعب

وليسوا ياسمين حديقة فلان أو سنابلها.

شاعر اليوم ليس غريباً

عن آلام الشعب المشتركة:

فهو يضحك بشفاه الناس.

آلامُ الناسِ وآمالُهم

ملتحمةٌ بعظامه.

الشاعرُ

اليومَ

يجب أن يرتديَ ثوباً جميلاً

وأن ينتعل حذاءً نظيفاً لماعاً،

حينئذ في أكثر نقاط المدينة ازدحاماً

يستوحي موضوع قصيدته ووزنها وقافيتها

كلاً على حدة بدقة هي ميزته وحده

من بين عابري الشارع.

الوزن والألفاظ والقوافي

دائماً أنا

أبحث عنها في الشوارع

عناصر أشعاري كلها من أفراد الشعب،

من (التي هي )

إلى و و

أنا أبحث عنها بين الناس

هذا الطريق

هو الذي يهب الشعرَ الحياةَ والروحَ

.بشكل أفضل

 

الحب الكلّي

الدمع سرٌّ
البسمة سرّ
الحب سر
دموع تلك الليلة كانت بسمة الحبّ

فإنني لستُ قصة ترويها،
ولستُ نغمة تغنيها،

ولستُ صوتاً تسمعه
أو شيئاً ما تراه،

أو شيئاً ما تفهمه..
فإنني الألم المشترك

نادِني.

فالشجر يتحدث إلى الغابة،
العشبُ يتكلم مع الصحراء،
النجم مع الكون،
وأنا أتكلم إليك..
قل لي اسمك!
أعطني يدك!
قل لي ما عندك من كلام
هاتِ قلبك!
لقد أخرجتُ جذورك،
تحدثتُ بشفاهك إلى كلِّ الشفاه،
ويداك تعرفان يدي
لقد بكيتُ معك في الخلوة المضيئة،
في سبيل ذكرى الأحياء،
وغنيتُ معك أجمل الأغاني في المقبرة الظلماء،
لأن أموات هذا العام كانوا أعشق الأحياء

أعطني يدك!
يداك تعرفانني،
يا من لقيتُ متأخرًا، أحكي إليك،
بقدر ما يحكي الغيم مع العاصفة
بقدر ما يحكي العشب مع اليباب
يقدر ما يحكي المطر مع البحر
يقدر ما يحكي الطير مع الربيع
يقدر ما يحكي الشجر مع الغابة

فإنني قد اكتشفتُ جذوركَ
وإن صوتي وصوتك صديقان لبعضهما..