الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون لـ"الحدث": اتفاق "مكة 2" ليس سهلا رغم محاولات "حماس" التقرب من السعودية

2015-05-06 12:43:53 PM
محللون لـ
صورة ارشيفية
 
 
الحدث- فرح المصري
استبعد محللون وخبراء في الشأن السياسي الفلسطيني، إمكانية عقد اتفاق مصالحة جديد بين حركتي "فتح" و"حماس" بوساطة سعودية، على غرار اتفاق "مكة 1"، في الوقت الذي تسعى فيه حركة "حماس" التقرب من البلاط الملكي السعودي عقب التغييرات الأخيرة عليه.
 
كما شكك الخبراء من محاولة السعودية الخروج عن التوافق العربي بخصوص قضية المصالحة الفلسطينية، والتعدي على المصالحة المصرية في هذه القضية، إلا أنه من الممكن محاولة فرض ضغطها على الجانبين "فتح" و"حماس" للانصياع لمقترحاتها التي ستأتي استكمالا لاتفاقي القاهرة والدوحة.
 
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي هاني المصري: "إن نجاح اتفاق "مكة 2" صعب لأن العراقيل التي أدت إلى فشل اتفاق "مكة 1"، ما تزال موجودة على أرض الواقع، بل وتعمقت أكثر، وبدون إزالة هذه العراقيل أو جزء منها على الأقل لن يتمكن الاتفاق الجديد من الصمود بل وسينهار".
 
وأضاف المصري لـ"الحدث": أن أهم هذه العراقيل عدم وجود استعداد للشراكة الحقيقية بين الطرفين، فعقلية الإقصاء المتبادل هي المسيطرة والصراع على السلطة يطغى على أي شيء آخر، وهناك تجاهل لأهمية الاتفاق على برنامج سياسي يجدد القواسم المشتركة وعلى ضرورة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير بحيث تضم مختلف ألوان الطيف السياسي لتكون فعلا ممثلة للشعب الفلسطيني أينما تواجد، وبالتالي نحن بحاجة لعملية تجديد وتغير وإصلاح مهمة حتى تستطيع أن تواجه التحديات والمخاطر الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
 
وتابع: "يوجد بين مصر وحماس حالة عداء لارتباطها بحركة الإخوان المسلمين، وحماس الآن تبحث عن أي ملجأ والسعودية مهمة لها، وأكثر ما يهمها هو تصحيح العلاقة مع السعودية، ما يمكن أن يعود عليها بدعم سياسي ومالي يخرجها من المأزق والعزلة التي يعيشون فيها منذ سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وحتى الآن".
 
واستطرد المصري: "يوجد الان تغيب في السياسة السعودية بعد تولي الملك سليمان الحكم، حيث أصبح الخطر الايراني هو الاساسي لديه إن لم يكن الوحيد، وبالتالي قام بتجميد الخلاف مع الإخوان المسلمين ومع المحور التركي القطري، الأمر الذي يفتح المجال لتحسن علاقة حماس مع السعودية ولكن الأمور لن تكن سهلة لأن مفاتيح الوضع الفلسطيني كثير منها بيد مصر وخاصة المصالحة وموضوع غزة التي تقع على حدود مصر".
 
وأشار إلى أن رد الرئيس أبو مازن كان واضح، فهو يريد الحصول على موافقة خطية من حماس على الانتخابات، وأبدا استعداده إصدار مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات فور حصوله على موافقة خطية من حماس، الأمر الذي يدل أننا لا نزال في دائرة المناورات والشروط المتقابلة، فلا يوجد نضج حقيقي لدى الطرفين لإنهاء الانقسام وإستعادة الوحدة الوطنية.
 
وأشار المصري، إلى أن كارتر إلى الآن لم يبلور مبادرة واضحة لإنهاء الانقسام، بل فحص استعدادات الطرفين، فهو الآن يحاول التركيز الحصول على ورقة خطية من حماس للموافقة على الانتخابات حتى يتم دعوة الإطار القيادي المؤقت كما وعده الرئيس عباس في الاجتماع، ففرص نجاح الاتفاق الجديد ليست كبيرة، لكن من الممكن أن يكون هناك بعض الحركة، لكن بدون نتائج حاسمة.
 
في الإطار ذاته، قال المحلل السياسي عدنان أبو عامر: "إن هناك حراكا عربيا تقوده السعودية لإحداث بعض التغيرات على الساحة العربية، والملف الفلسطيني قد يكون على أجندة صانع القرار السعودي في هذه المرحلة، بغض النظر عن طبيعة اتفاق "مكة 2" وتنفيذ الاتفاق السابق بناء عليه".
 
وأضاف لـ"الحدث": "من الواضح أن حماس متحمسة لتأخذ السعودية دورا أكبر على الساحة الفلسطينية، بعكس رغبة السلطة الفلسطينية، التي تريد المحافظة على دور مصر في موضوع المصالحة، لكن يبقى السؤال الحقيقي هنا: هل تستطيع السعودية دعوة الجانبين لإبرام ملف مصالحة جديد أم سيبقى الاتفاق السابق يراوح مكانه!"
 
ونوه أبو عامر إلى أن حماس ترحب بأي موقف عربي في هذه المرحلة، لأنها تشعر بأن مصر ما زالت تعاقب حماس بذريعة انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك ترى أن التغيرات الأخيرة وتدخل السعودية قد يعني إتخاذ موقف الوسيط العادل بين الطرفين.
 
ورأى أنه إذا حصل اتفاق مصالحة جديد يجب أن يكون بضغط سعودي وليس فقط بطلب سعودي، أي بالضغط على الجانبين السلطة وحماس، الأمر الذي سيخدم الفلسطينين أجمع، لأن بقاء الانقسام على حاله يضر الفلسطينيين عموما، وحصول توافق فلسطيني داخلي بوساطة السعودية يعني خدمة الشعب الفلسطيني.

لكن أعرب عن تشكيكه بعقد اتفاق "مكة 2"، فالسعودية واضح أنها قد تبني الاتفاق الجديد على إتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة والدوحة وصنعاء، لذلك لا أعتقد أن السعودية ستأتي لنسف كل الاتفاقيات السابقة، بل تريد إبقاء المواقف العربية خلفها، ومن الواضح أنها تريد أن تواكب هذه الاتفاقيات لا أن تبدأ من الصفر".