الحدث- ريتا أبوغوش
اتضحت شاكلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، حكومة يمينية ضيقة، عقب موافقة نتنياهو على مطالب حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت باستلامهم حقيبة العدل، ما سيمكن الأول من إعلان تشكيل الحكومة الجديدة قبيل انتهاء المهلة القانونية المحددة منتصف الليلة.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن نتنياهو وافق على مطلب "البيت اليهودي" بأن تتولى القيادية في الحزب إياليت شاكيد حقيبة العدل في حكومته الجديدة.
وكانت المفاوضات تكثفت في الساعات الماضية ما بين "الليكود" اليميني الذي يتزعمه نتنياهو و"البيت اليهودي" الذي يتزعمه وزير الاقتصاد السابق نفتالي بنيت.
وبالتوصل إلى اتفاق مع "البيت اليهودي" يكون نتنياهو قد اجتاز آخر العقبات التي تعترض طريقه أمام تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بتأييد 61 عضوا في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 عضوا.
وكان بينيت قد فاجأ نتنياهو بتلويحه عدم الانضمام إلى الحكومة الجديدة في حال رفض الثاني طلب تكليف شاكيد بحقيبة العدل، وذلك بعد ساعات من إعلان "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان عدم الانضمام إلى الائتلاف الحكومي.
وحول ذلك، قال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، محمد بركة لـ"الحدث"، إنّ ذلك يعني تشكيل "حكومة يمينية ضيقة" مبنية على محاولة تحصيل انجازات لأطراف ائتلاف نتنياهو لا سيما بعد خروح ليبرمان من الصورة.
وأردف بركة لـ"الحدث"، "أمام نتنياهو اليوم خيارين، الأول يقضي بالمضي قدماً بحكومة ضيقة من 61 مقعداً، وارجاع ليبرمان لائتلاف الحاكم، والثاني يدور حول قيادة البلاد من قبل الحكومة اليمينية الضيقة لبضع أشهر قبل حلّها لتشكيل حكومة قومية موّحدة.
وأضاف بركة أن تسليم حقيبة العدل لحزب البيت اليهودي يعدّ أخطر القرارات التي ستعبر عن المنحدر الذي سينزلق على حدّ قوله، اذ ان القضاء سيكون تحت سلطة المستوطنين بالتالي سنشهد عمليات استيطانية واسعة محمية بالقضاء والقانون بشكل لم نعهده من قبل.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الاسرائيلة، أنطوان شلحت، إن ما حصل في الساعات الأخيرة لم يكن سوى محاولات ابتزاز من قبل بينيت، لانتزاع أكثر الحقائب نفوذاً في الحكومة مستغلاً الوقت الضائع وما أسماه "لعبة ربع الساعة الأخيرة".
وأضاف شلحت لـ"الحدث" أنّه ومن المرجح أن يعود لبيرمان وينضم للحكومة قبيل تشكيلها، مضيفاً أن تاريخه السياسي سينتهي في حال عدم اقدامه على هذه الخطوة.
وكان نتنياهو قد توصل في الأسابيع الأخيرة إلى اتفاقات ائتلافية مع حزب "كولانا" الوسطي برئاسة موشيه كحلون و"شاس" اليميني الديني برئاسة ارييه درعي و"يهودوت هتوراه" اليميني الديني برئاسة يعقوب لتسمان، وسيبقي حقيبة الخارجية لليكود في محاولة منه لتوسيع ائتلافه الحكومي في الأشهر القليلة المقبلة بضم أحزاب جديدة الى ائتلافه.
فيما لم يصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي عن "الليكود" أو"البيت اليهودي" بشأن قبول نتنياهو تسليم حقيبة العدل لشاكيد.