شخصيات وأحداث
جاء في كتاب "برهان الدين العبوشي فارس السيف والقلم" وهو كتاب يضم بين دفتيه أعمال الندوة التكريمية للشاعر المناضل برهان الدين العبوشي بمناسبة مرور مائة عام على ولادته، أنه ينتسب إلى جيل الشعراء الذين ربطوا القول بالفعل وحملوا القلم إلى جانب السلاح واستشهد بعضهم في أرض المعركة وجرح آخرون كان هو واحدا منهم إلا أن النسيان وقع عليه رغم ريادته في المسرح الشعري.
والعبوشي مولود في مدينة جنين عام 1911، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، ثم التحق بكلية النجاح ودرس المرحلة الثانوية، وبعدها انتقل إلى لبنان لإتمام المرحلة الثانوية في الكلية الوطنية في الشويفات. ثم التحق بالجامعة الأميركية في بيروت في سنة 1933، ولم يتمكن من مواصلة دراسته لأسباب وطنية، فعاد إلى فلسطين وعمل موظفا في البنك الزراعي العربي (بنك الأمة العربية) في طبريا.
اشتهر الراحل بعدائه لسلطات الاحتلال البريطاني، فشارك في الثورة الكبرى عام 1936 من خلال حملة توعية عمل عليها في القرى الفلسطينية لتحذير الناس من الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وكان العبوشي من المعجبين بالشهيد عز الدين القسام وأهداه قصيدة بعنوان "إلى الجهاد" جاء في مطلعها:
يا عصبة (القسام) لولا عزة *** في النفس ما ترتم تلبون الندا
وبعد اعتقالين متتاليين وملاحقة السلطات البريطانية له ونفيه إلى سيناء، هاجر العبوشي إلى بيروت ومنها إلى بغداد، وهناك عمل في التعليم، حتى قيل إن العراق لم يعرف معلما ومربيا نظيرا له.
وجاء في تمهيد الكتاب المذكور أعلاه أن عددا كبيرا من أكابر الكتاب والأدباء من فلسطين، ومن مختلف الأقطار العربية تناولوا سيرة برهان الدين العبوشي، العلمية والعملية مثمنين في سيرته شخصيته الأدبية الفكرية التربوية خاصة، والجهادية عامة، وجاء في ثنايا ما كتب عن سيرته القول "إن برهان شاعر من أرض المعراج ودنيا الأماكن المقدسة ولد في مدينة جنين التي أسماها عروس المرج من أب عربي صريح، يرجع إلى كفر عبوش، والجمع عبابشة من أعمال فلسطين وينحدر من أسرة كريمة ترجع إلى بكر، شاعر وطني من الطبقة الأولى كتب شعره بدمه لا بخياله"، كما شارك في الحياة الجهادية بسلاحه في الفترة ما بين 1936-1948، كافح الاستعمار الذي جثم على قلب دياره وعمره وهو لم يتعد الخامسة عشرة حاكى بلد أجداده فمنحوه الخيال والإبداع والثورة والتضحية والبسالة والروح الشعرية.
التحق العبوشي خلال النكبة بجيش الإنقاذ وشارك في المعارك حول جنين وأصيب بجرح بالغ في كتفه، وفي تلك الفترة أيضا عمل في البنك الزراعي العربي في حيفا، وعين أمينا للسر في مقر جمعية الشبان المسلمين، وكان له دور بارز في توعية المزارعين بأهمية ثباتهم أمام كافة المغريات الصهيونية.
رائد المسرح الشعري
لقب العبوشي برائد المسرح الشعري ذلك لمساهمته في وضع عدد من المسرحيات الشعرية الإبداعية وهي: مسرحية "وطن الشهيد" وهي مسرحية شعرية طبعت في القدس، ومسرحية "شبح الأندلس" وهي مسرحية شعرية اتخذت من نكبة فلسطين ومعركة جنين الكبرى موضوعا لها وبعد النكبة كتب مسرحية "عرب القادسية" ومسرحيته الرابعة والأخيرة حملت عنوان "الفداء".
وصدرت له أربعة دواوين شعرية وهي: "جبل النار"، "النيازك"، "إلى متى"، "جنود السماء".
تقلد العبوشي عام 1991 وسام القدس للآداب والفنون من قبل السلطة الفلسطينية، ورحل عام 1995 في العراق بعد أن عاش حقبة شديدة التعقيد قبل بدء الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور، لتمتد به الحياة ويشهد النكبة فالنكسة، وسائر الأحداث الكبرى التي شهدتها الساحة العربية.