الحدث الفلسطيني- شخصيات وأحداث
في مثل هذا اليوم الموافق 6-3-1948، شنت عصابة الآرغون غارة على قرية القاقون الفلسطينية ودمرتها وهجرت أهلها في وقت لاحق.
وذكرت صحيفة "فلسطين" نقلا عن بلاغ أصدرته قوات المجاهدين الفلسطينيين إن الوحدة الكبيرة المغيرة عجزت عن دخول القرية وأنها ألقت بعض القنابل اليدوية التي جرحت امرأتين.
الخطة لم تنفذ فورا لان القرية احتلت في الشهر التالي في أثناء هجوم شن للاستيلاء عليها تحديدا
ويذكر كتاب "كي لا ننسى" أنه في أوائل أيار مايو كانت القرية واحدة من أواخر القرى الساحلية الباقية في الشريط الممتد شمالي يافا. وقد اجتمع ضباط استخبارات الهاغاناه في 9 أيار مايو لتقرير مصيرها فاتفقوا على (إخلاء أو إخضاع) قاقون وبضع قرى أخرى في السهل الساحلي وذلك استنادا الى سجلات الهاغاناه التي اطلع المؤرخ الإسرائيلي بني موريس عليها.
لكن يبدوا أن هذه الخطة لم تنفذ فورا لان القرية احتلت في الشهر التالي في أثناء هجوم شن للاستيلاء عليها تحديدا. فقبل أسبوع تقريبا من بداية الهدنة الأولى تملك القوات الكافية للاستيلاء على مدينة طولكرم, ولذلك حولت انتباهها الى أهداف اصغر مثل قرية قاقون.
وصفت صحيفة (نيورك تايمز) المعركة بأنها (من أدمى المعارك حتى ذلك التاريخ)
ويذكر كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" أن القرية هوجمت ليل 4- 5 حزيران يونيو 1948, وان القوة المهاجمة كانت في معظمها من الكتيبة الثالثة التابعة للواء السكندروني. وقد بدأ الهجوم ذو الشعبتين بقصف شديد من مدافع الهاون والميدان وجوبه بمقاومة وحدات الجيش العراقي المدافعة عن المشارف الشمالية للقرية. (ومع بزوغ الفجر كان العراقيون لا يزالون موجودين في جزء من مواقعهم المحصنة..... وحسم هجوم عنيف في وضح النهار المعركة) لمصلحة المهاجمين وذلك استنادا الى الرواية الإسرائيلية.
وقد وصفت صحيفة (نيورك تايمز) المعركة بأنها (من أدمى المعارك حتى ذلك التاريخ) وذكرت أن المدافعين العراقيين كانوا اتخذوا مواقع لهم في ثلاثة خطوط من الخنادق خارج القرية مباشرة(وهناك) تحديدا دارت المعركة الحقيقة ..رفض (العراقيون) التراجع, وظلوا يقاتلون لساعات عدة كمن به مس من الجنون. وتلاحم المتقاتلون وتطاعنوا بالحراب والسكاكين وتراشقوا بالقنابل اليدوية وحطموا الروؤس بأعقاب البنادق وذكرت الرواية الرسمية الإسرائيلية أن الكتيبة العراقية (45 رجلا) أبيدت بكاملها في ذلك الاشتباك وقدرت الخسائر الإسرائيلية ب12 قتيلا وقالت إن الجانبين استخدما القوات الجوية في المعركة. واستنادا الى (تاريخ حرب الاستقلال) فشلت محاولات أخرى لاحتلال قرى عربية (في هذه المنطقة) الا أن المناوشات استمرت حول قاقون أيام عدة.
بعد يومين لا أكثر على احتلال القرية- أي في 7 حزيران يونيو- كان احد كبار المسؤولين في الصندوق القومي اليهودي ينظر في مسالة تدمير القرية. لكن هذه الخطة لم تنفذ فورا لان بعض سكان قرية مكث فيها حتى تموز يوليو 1949 على الأقل يوم حذر المجتمع الدولي القادة قال وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت في إشارة منه الى قاقون وبضع قرى أخرى: (هذه المرة ... تعلم العرب الدرس وما عادوا يهربون. من غير الممكن أن نرتب ما هندسه جمودنا في الفالوجة (حيث) طردوا العرب بعد أن وقعنا.... التزاما دولياً).
حول القرية
يلفظ اسم قاقون بفتح القاف وبعدها ألف ثم قاف ثانية مضمومة ثم واو ساكنة ثم نون، وربما يكون معنى قاقون من قن والقن هو الجبل الصغير وربما تكون التسمية إفرنجية ترجع إلى الفترة الصليبية. قرية أثرية تتبع قضاء مدينة طولكرم وتبعد عن مدينة طولكرم حوالي 2 كيلومتر. وهي من القرى المحتلة من القوات الصهيونية سنة 1948 وكان يبلغ عدد سكانها آنذاك حوالي 5000 نسمة. تقع قاقون على تلّ مشرف على سهل قاقون إلى الشمال الغربي من طولكرم، داخل ما يسمى الآن بالخط الأخضر، وترتفع عن سطح البحر حوالي (125) متراً، يحد قاقون من الجنوب مدينة طولكرم، ومن الشرق بلدة دير الغصون، ومن الشمال قرية المنشية، ومن الغرب وادي قباني ووادي الحوارث. كانت مساحة القرية "144" دونما أما مساحة أراضيها "41767" دونما منها "925" للطرق والوديان والسكة الحديدية، استولى اليهود على "4642" دونما حتى عام (1945) م كان يمرّ من القرية خطّ السكة الحديدية الذي يربط بين طولكرم وحيفا.
شهداء القرية
فيما يلي أسماء الشهداء الذي قضوا أثناء دفاعهم عن القرية:
القرية اليوم
لم يبق من معالم القرية الا القلعة فوق قمة التل وبئر كانت لعائلة أبو حنتش ومبنى المدرسة ويتوسط القلعة أنقاض الحجارة وبقايا المنازل ولا مبنى المدرسة يستعمل مدرسة من قبل الاسرائيلين وثمة جنوبي التل شجرة توت عتيقة واجمة صبار. إما الأراضي المحيطة فمغطاة بالبساتين. الى جانب ذلك يستنبت القطن والفستق والخضروات في تلك الأراضي. وثمة الى الشمال الشرقي من موقع القرية مصنع إسرائيلي للأعلاف.