الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فرقة الأرض الفلسطينية تنهض من جديد

2023-03-06 11:03:00 AM
فرقة الأرض الفلسطينية تنهض من جديد
فرقة الأرض الفلسطينية

الحدث- سوار عبد ربه

عرفت الهوية الفلسطينية على مدى عقود من الزمن، الأغنية الشعبية كأحد أهم ركائزها، ذلك للدور الذي قامت به في مواجهة مخططات الاحتلال التهويدية للزمان والمكان، ومحاولته المستمرة في طمس الهوية، إضافة لمقدرتها على التأثير في الرأي العام، والحشد والتعبئة، ما جعل منها ضلعا ثقافيا بارزا في المواجهة الأساسية مع الاحتلال.

ومن أبرز الفرق الفلسطينية التي كان لها حضورها في السبعينيات والثمانينيات، فرقة الأرض الفلسطينية التابعة لأكاديمية دار الثقافة، والتي أعلنت مؤخرا عن استعادة نشاطها الفني بعد غياب طويل.

وفي لقاء خاص مع صحيفة الحدث قال المشرف الإداري على فرقة الأرض الفلسطينية في الأكاديمية محمد حسين إن استعادة الفرقة الآن، لم تأت صدفة بل نتيجة إيماننا العميق بأهمية الثقافة في المشروع الوطني كأحد أضلع المواجهة الأساسية مع الاحتلال، أما الانقطاع فله ظروفة الخاصة والعامة التي أثرت سلبا على استمرار عمل الفرقة.

وأضاف: "قناعتنا لم تتغير بضرورة وجود الفرقة، لذلك ستقوم أكاديمية دار الثقافة باستنهاضها من جديد، بعد إنجاز مرحلة الإعداد، وتشمل نواح ثقافية متعددة، تعبر عن إدراك قيمة الثقافة كعنصر مقاومة نحن أحوج ما نكون إليها اليوم".

محاولة لإيجاد مساحة ناقصة في المشهد الفني الشعبي

وأكد حسين لصحيفة الحدث أن الفرقة ستحاول الإضافة والإبداع، وإيجاد مساحة ناقصة في المشهد الفني الشعبي عامة، من خلال مشروعها الذي يلامس حقيقة أن الثقافة مظهر قوي على المستوى الأيديولوجي، وفي الوقت نفسه ثمرة لتاريخ وهوية وشخصية الشعب الفلسطيني، من خلال دور الأغنية بكل مستوياتها كوسيلة إيصال تهدف إلى التأثير على الرأي العام وإلى نقل الصورة الجميلة لنضالنا التحرري إلى مختلف المجتمعات.

ووفقا لمشرف الفرقة، ضمن خطة عملها ستوثق الفرقة وتسجل وتجدد في الأغنية السياسية نصا وكلمة ولحنا، وسيتجاور العمل الموسيقي بالتراث الشعبي والدبكة، كل ما يمكن أن يكون مفيدا في مواجه المحو الثقافي ومحاولات سرقة الهوية أو الرهان على النسيان أو التطبيع أو أشكال تدمير النسيج الوطني، وتشويه الوعي.

وبدأت فرقة الأرض للأغنية السياسية التي تأسست من ثلاثة فنانين لبنانيين وهم عصام الحاج علي، توفيق فروخ، إيليا سابا، عملها في لبنان عام 1976، في منطقة الأوزاعي في بيروت، واستمرت بالعمل حتى بداية عام 1982، وأنتجت شريطها الأول بعنوان "أغاني المطر"، المأخذوة كلماته من شعراء المقاومة أبرزهم: "محمود درويش وسميح القاسم"، أما الألحان فتعاونت الفرقة مع  توفيق فروخ، وكان التوزيع من مهام زياد الرحباني.

وفي سؤال عما إذا كانت الفرقة ستمضي بالاتجاه الذي بدأت به وهو الأخذ عن شعراء كبار، أم أنها ستتعامل مع شعراء جدد وعصريين، أوضح حسين أن "الفرقة ليست مشدودة للشكل وإنما للمضمون فإذا كان مضمون النص يخدم فكرة الأغنية فليس لدى الفرقة مانع في التعامل معه اذا كان شاعراً قديما أو شاعراً جديداً المهم بالنسبة للفرقة هل هذا النص يواكب الحدث ويعبر عنه ويقدم للجمهور بصيغة تلقى ترحيبا أم لا وانطلاقا من هذه الأرضية ستتعامل فرقة الأرض الفلسطينية مع أي شاعرا كان من الجيل القديم أو الحديث.

وبحسب حسين ستكون الفرقة بتشكيلتها الجديدة مؤلفة من: موفق الحاج (مدير الفرقه ملحن وعازف عود)، زاهر سمان (مدير إداري وعازف رق)، مهند منصور (إعلامي وعازف أورغ )، وسام طه (مخرج مسرحي)، شوقي إسماعيل (إداري مسؤول عن جمع التراث)، نديم ناطور (عازف كمان)، راضي أمونه (عازف قانون)، مصطفى صندقلي (عازف ناي)، حسن حايك (عازف اكرديون)، خالد سمان (عازف إيقاع)، سهيل إبراهيم (عازف كاتم)، صفوان قرنفل (عازف عود).

والمغنون هم: فريد أبو خالد، خالد دسوقي، زاهد بيرقدار، توفيق صندقلي، شوقي إسماعيل، شيرين قادر، هناء كاظم، ميار نقيب، صبا قرنفل. إضافة إلى فرقة دبكة.

بدايات الفرقة

عملت الفرقة منذ تأسيسها على المحافظة على الهوية واللهجة الفلسطينية، وعلى إحياء التراث والفلكلور الفلسطيني، وتقديم أغان وأعمال في مناسبات فلسطينية عديدة، وللانتفاضة الشعبية، وللأسرى المحررين، ولأحداث عديدة تخص الثورة الفلسطينية.

ومن أبرز الأغاني التي قدمتها الفرقة منذ تأسيسها عام 1976: عنقي على السكين يا وطني، الحضارة يا جيفارا، أدفنوا أمواتكم وانهضوا، مطر المصباح، حلول.

وبعد نجاح "أغاني المطر"، أنتجت الفرقة شريطها الثاني للفنان والملحن الراحل إسماعيل صالح، الذي عمل بالفرقة مع زوجته وابنته، ثم أنتجت شريطا ثالثا، وانضم لها عدد من الوجوه، وشكلت أيضا فرقة للدبكة والرقص التعبيري، وقدمت مجموعة أعمال وحفلات في لبنان وخارجها، وشاركت في مؤتمرات وندوات في العالم أبرزها – مؤتمر الشباب العالمي في كوبا 1978.

وبحسب مشرف الفرقة، عام 1982 نتيجة الحرب على لبنان، انتقل عمل الفرقة إلى سوريا وهناك أسسها علي باجس "أبو عماد" وهو موسيقي قديم عمل في مؤسسة المسرح للفنون الشعبية في لبنان إلى جانب ميساء الخطيب، فؤاد نهار، أبو ماجد قاسم المسؤول الإداري للفرقة، وتحت إشراف المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، وأدار باجس الفرقة، ولحن عددا من أغانيها.

وأطلقت الفرقة عملها الأول في سوريا من خلال إنجاز برنامج فني من ألحان الفنان سميح شقير، وعمل مسرحي متكامل؛ من إخراج الفنان فتحي عبد الرحمن (سعيد القيسي)، وتصميم الرقصات للفنان فؤاد نهار. بالإضافة لمشاركة الفنان علي باجس بتلحين بعض الأغنيات ذات الطابع الفلكلوري الفلسطيني.

المركز الثقافي العربي- دمشق

وقدمت الفرقة عرضا هاما بمشاركة سميح شقير في لندن، وقُدم بجزء من الحفل أغنيات خاصة له، وأخرى من تأليفه وألحانه، تم تسجيلها لترافق العمل المسرحي وتلحين نص للشاعر ممدوح عدوان عن مجزرة صبرا وشاتيلا، وكانت حينها جولة فنية ناجحة في لندن. كما قدمت الفرقة عرض (صبرا وشاتيلا) في أكثر من مكان في العالم؛ ومنها سوريا و ليبيا، في أغلب محافظاتها، وفي لبنان، وأماكن عديدة.

وشاركت "الأرض" منذ عملها في سوريا بمجموعة حفلات وعروض داخل سوريا، وخاصة على مسرح الحمرا؛ مدرج بصرى، وقدمت مجموعة عروض وحفلات في الوطن العربي وأوروبا.